تواكب الإمارات ودول العرب والعالم دخول مسبار الأمل مدار الالتقاط حول كوكب المريخ مساء الثلاثاء، بفعالية إعلامية مواكبة في برج خليفة في دبي، لتوثيق لحظة تاريخية في تاريخ العلم.

إيلاف من دبي: فيما يترقب الملايين في الإمارات والوطن العربي والعالم اليوم الثلاثاء اللحظة التاريخية لدخول مسبار الأمل إلى مدار الالتقاط حول كوكب المريخ، غرد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على تويتر الإثنين قائلًا: "غدًا نحتفل بخمسين عامًا من التأسيس عبر وصولنا للمريخ بإذن الله.. نحتفي بثمرة عمل زايد وراشد طيب الله ثراهم في بناء الإنسان.. غدًا نبدأ الاستعداد للخمسين الجديدة.. غدًا نثبت للعالم أن لا شيء مستحيل أمام الإمارات والإماراتيين.. غدًا نصل بالعرب لأبعد نقطة في الكون"، مزودًا تغريدته بوسم ‫#العرب_إلى_المريخ.

تسود الثلاثاء حال من الترقب الحذر حول العالم بانتظار نجاح دخول مسبار الأمل إلى مدار المريخ، مع استعدادات العديد من محطات التلفزيون ومواقع الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي لنقل الحدث في بث حي يتوقع أن يستقطب مشاهدات عربية وعالمية قياسية.

فعالية إعلامية

في هذا الإطار، ينظم المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات العربية المتحدة فعالية إعلامية كبرى في محيط برج خليفة بدبي، لتسليط الضوء على المرحلة الأصعب من المهمة وهي دخول المسبار لمدار المريخ، بحضور وكالات الأنباء العالمية وممثلي وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية المحلية والإقليمية ونخبة من المسؤولين وأعضاء فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل". كما سيكون هناك بث وربط مباشر مع غرفة العمليات في مركز التحكم الأرضي في الخوانيج بمركز محمد بن راشد للفضاء.

تقدم سارة الأميري، وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة، رئيسة مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، خلال هذه الفعالية الإعلامية شرحًا مفصلًا لمراحل مهمة مسبار الأمل، منذ نشأة الفكرة وحتى لحظة دخول المسبار لمدار المريخ، ويتحدث المهندس عمران شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل"، عن آخر مستجدات مسار مسبار.

كما تشهد الفعالية الإعلامية العديد من الفقرات التي تسلط الضوء على رحلة مسبار الأمل، ورحلة الإمارات مع حلم الفضاء وكيفية تحقيقه بسواعد وعقول أبناء الدولة.

وتتخلل الفعالية عقد لقاءات إعلامية متعددة بين أعضاء فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" وممثلي وسائل الإعلام.

تتضمن الفعالية الإعلامية عرضًا بالليزر على واجهة برج خليفة، يتم تنفيذها بتقنية رفيعة المستوى، لعرض رحلة مسبار الأمل والمراحل التي مر بها المشروع وجهود الكوادر الإماراتية التي شاركت في تحقيق هذا الحلم، يمكن متابعتها مباشرةً.

رحلة المسبار

يصل مسبار الأمل إلى مدار الالتقاط حول المريخ عند الساعة 7:42 مساءً بتوقيت الإمارات، فيما يبدأ البث الحي لعملية الدخول إلى المدار عند السابعة.

منذ انطلاقه في 20 يوليو 2020 من مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان على متن الصاروخ "إتش 2 إيه"، أتم "مسبار الأمل" مرحلتين من مراحل مهمته المريخية الستة، هما: مرحلة الإطلاق ومرحلة العمليات المبكرة، وهو الآن على وشك إتمام المرحلة الثالثة وهي "الملاحة في الفضاء" التي استغرقت أطول مدة زمنية في الرحلة، وجرت فيها بنجاح ثلاث مناورات دقيقة لتوجيه المسبار، ليكون في المسار الأكثر دقة للوصول إلى وجهته.

في التاسع من فبراير 2021 تبدأ المرحلة الرابعة والأكثر صعوبة ودقة وخطورة، وهي مرحلة الدخول إلى مدار المريخ، وتعقبها مرحلتان: الانتقال إلى المدار العلمي وأخيرًا المرحلة العلمية، حيث يبدأ مهمته برصد وتحليل مناخ الكوكب الأحمر.

أول صورة

تتضمن أهداف "مسبار الأمل" تقديم صورة متكاملة للغلاف الجوي للمريخ للمرة الأولى في تاريخ المهمات المريخية، وتكوين فهم أعمق بشأن التغيّرات المناخية على سطحه، ورصد الظروف المناخية للكوكب الأحمر على مدار اليوم وبين الفصول، ومراقبة الظواهر الجوية، كالعواصف الترابية والتغيرات في درجة الحرارة.

كذلك تشمل الأهداف دراسة تأثير التغيّرات المناخية في تشكيل ظاهرة هروب غازي الأوكسجين والهيدروجين من غلافه الجوي، عبر دراسة العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي السفلية والعلوية، بالإضافة إلى كشف أسباب تآكل سطح المريخ، والبحث عن الروابط بين طقس اليوم والمناخ القديم للكوكب الأحمر.

من شأن تحليل مناخ الكوكب الأحمر المساعدة على معرفة ما إذا كانت هناك إمكانية للحياة على سطح المريخ، واستشراف مستقبل كوكب الأرض.

يجمع مسبار الأمل أكثر من 1000 غيغابايت من البيانات الجديدة عن كوكب المريخ، بحيث يتم إيداعها في مركز للبيانات العلمية في الإمارات من خلال عدة محطات استقبال أرضية منتشرة حول العالم.

سوف يقوم الفريق العلمي للمشروع بفهرسة وتحليل هذه البيانات التي ستكون متاحة للبشرية لأول مرة، ليتم بعد ذلك مشاركتها مع المجتمع العلمي المهتم بعلوم المريخ حول العالم في سبيل خدمة المعرفة الإنسانية.