ايلاف من لندن: في اجتماع تاريخي هو الاول من نوعه يلتقي بابا الفاتيكان فرنسيس صباح السبت في مدينة النجف العراقية مع المرجع الشيعي العراقي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني لمدة 40 دقيقة في مراسم بسيطة خالية من الترف بهدف تعزيز روابط التسامح بين الاديان ثم يغادرها الى مسقط رأس النبي ابراهيم في مدينة اور بمحافظة ذي قار الجنوبية حيث سيقيم صلاة للاديان.
ففي اليوم الثاني لزيارته الى العراق التقى البابا بالمرجع السيستاني بمنزله في مدينة النجف القديمة (160 كم جنوب بغداد) العاصمة الروحية للمسلمين الشيعة التي وصلهابالطائرة قادما من العاصمة حيث سيحضر اللقاء الذي سيخلو من مراسم الترف ثلاثة اشخاص فقط وعدد محدود من الصحافيين وذلك على الساعة السادسة صباحا بتوقيت غرينتش التاسعة بالتوقيت المحلي.
وسيمر موكب البابا في الشارع الرئيسي بالنجف قبل أن يترجل الحبر الاعظم ويسير على قدميه لمسافة 30 مترا إلى منزل السيستاني في أحد أزقة النجف القديمة كما اشار منظمون للقاء.
وقال الكاردينال لويس روفائيل ساكو بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم ان "اللقاء لن يسفر عنه توقيع وثيقة مشتركة" لكنه نوه الى انه سيعطي دفعة قوية للحوار مع المسلمين". واضاف ان "التواضع والزهد عند البابا والسيد السيستاني ألغى الكثير من فقرات الترف في برنامج اللقاء".
ومن جانبه اعتبر المتحدث باسم اللجنة المنظمة لزيارة البابا ان "اللقاء بين السيد السيستاني والبابا سيقوي روابط التاسمح بين الاديان. وقال احمد الصحاف وهوأيضا المتحدث بأسم وزارة الخارجية العراقية خلال مؤتمر صحافي مساء امس ان اللقاء سيقوي روابط التسامح بين الأديان". واضاف إن "الزيارة تدفع بإعادة حوار الاديان من جديد".. وأشار إلى أن "الاجراءات الامنية لزيارة البابا لم تقتصر على الارض انما شملت الجو .
صلاة بمسقط رأس النبي ابراهيم
ومن النجف سيغادر بابا الفاتيكان بالطائرة إلى الناصرية عاصمة محافظة ذي قار (375 كم جنوب بغداد) والتي سينتقل منها الى بلدة أور التي يعود تاريخها الى قبل ميلاد المسيح وأصبحت مدينة رئيسية في الإمبراطورية السومرية الأكدية القديمة.
وسيقيم البابا هناك صلاة الأديان "من أجل أبناء وبنات إبراهيم" وبمشاركة أتباع مختلف الديانات والطوائف العراقية مع بعض الأقليات العراقية بما في ذلك الإيزيديون والصابئة تأكيدا على قيم السلام والتعايش والتسامح وذلك عند زقورة أور وهي هيكل متعرج يشبه الهرم تم اكتشافه في ثلاثينيات القرن الماضي ويعتقد انه المكان الذي ولد فيه النبي إبراهيم في الألفية الثانية قبل الميلاد.
وأور هي مسقط رأس النبي إبراهيم الأب الروحي للديانات التوحيدية الاسلام والمسيحية واليهودية.
وبعد ان يلقي كلمة في اور سيغادر البابا المكان بالطائرة بعد الظهر متوجها الى بغداد حيث سيقيم مساء قداسا في كاتدرائية القديس يوسف الكلدانية وسط العصمة.
وكان البابا قد زار كنيسة سيدة النجاة وسط العاصمة مساء امس والتقى بجمع من الكرادلة واقام فيها قداسا بحضور عدد كبير من العوائل المسيحية. وقال البابا فرنسيس في كلمة له انه يفكر بالشباب العراقيين.. مشيرا الى ان الصعاب جعلت الكثير من العراقيين يهاجرون بلدهم. واعتبر ان "شباب هذا البلد هم ثروة المستقبل وهم جوهر العراق يجب الاعتناء بهم وتلبية ما يريدوه". وقال "انا افكر بشباب العراق، بما يعانوه جراء الحروب والدمار".
وكانت هذه الكنيسة قد شهدت اقتحام ارهابيين لتنظيم القاعدة لها في 31 تشرين الاول اكتوبر عام 2010 وقتلوا 44 من المصلين وكاهنَين و7 من قوات الأمن واحتجزوا رهائن في واحدة من أعنف الهجمات على الطائفة المسيحية في العراق بعد عام 2003 لكن القوات الأمنية تمكنت حينها من إنهاء عملية الاحتجاز وقتل جميع المسلحين في عملية مسلحة استمرت ساعتين.
وفي كلمة له امام حشد من السياسيين وقادة المجتمع المدني خلال لقاء امس في القصر الرئاسي فقد شدد البابا على ضرورة عدم استخدام اسم الله للبطش والظلم والارهاب. وقال " "لتصمت الاسلحة وليتوقف نشر السلاح وتنتهي المصالح الخاصة".
وكان البابا فرنسيس بابا الفاتكيان قد وصل الى العاصمة العراقية صباح الجمعة مبتدءا زيارة تاريخية تستمر حتى الاثنين مؤكدا انه يحمل رسالة للعفو والمصالحة بعد سنوات من الحرب والإرهاب حيث استقبله في مطار بغداد الدولي رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي مرحبا به "في أرض سومر وبابل وآشور والأنبياء والأولياء".
التعليقات