إيلاف من لندن: لم يعد سرّا أن المحرك الأساس لما يشهده الأردن من تطورات، ربما تكون هي الأخطر منذ أحداث سبتمبر 1970 الدامية، هو وراثة العرش وتحديدا منصب ولي العهد.

وتأتي التطورات الراهنة التي شهدت اعتقال الأمير حمزة بن الحسين وعدد من الأشخاص بينهم شخصية كبيرة بحجم رئيس الديوان الملكي الأسبق باسم عوض الله، استطراد للانقسام الحاصل في الشارع الأردني على أحقية من يلي ولاية العهد هل هو ولي العهد الحالي الأمير الحسين بن عبدالله، أن الأمير حمزة بن الحسين الذي أوصى والده الراحل الحسين بتكليفه بالمهمة قبل وفاته العام 1999.

وبالطبع، فإن الأحداث الراهنة التي أسفرت عن تقييد حركة الأمير حمزة وهو الأخ غير الشقيق للملك عبدالله الثاني، رُبطت بشكل أو بآخر بالأوضاع الاقتصادية وتفشي الفساد والمحسوبية وهي الذرائع التي يسوقها الأمير حمزة بأنها المحرك الأساس لما يقوم به، ويجد هذا الكلام آذانا صاغية في الشارع.

الذكور

يذكر أن ولي العهد في الأردن هو الوريث الشرعي لعرشها. وبحسب الدستور الأردني، فَإنّ وَليّ العهد هُو الابن الذكر الأكبر للملك الذي يكون في عرش المملكة الأردنية الهاشمية، وينتقل العرش من طبقة إلى أخرى، أي منه إلى أكبر أبنائه سنًّا وهكذا.

ويذكر أنه في حالة وفاة ولي العهد في حياة الملك فإن ولاية العهد تنتقل لأكبر أبناء ولي العهد سنًّا حتى وإن كان له أخوة، يُذكر كذلك أن الدستور ينص على جواز اختيار الملك بنفسه وليًّا لعهده ولكنه يحصر ذلك ابتداءً في إخوة الملك فقط، لكن يجوز اختيار الملك لشخص من أبنائه (غير الابن البكر) أو أحد أبناء إخوته أو أحفاده أو أي فردٍ من العائلة الملكية وليًّا للعهد من خلال استثناء من هم أمامه بإرادة ملكية في خط الخلافة على العرش؛ بيد أنه يحتاج لموافقة مجلس النواب عليه عند تنصيبه ملكًا.

وفي حالة عدم وجود أخوة أو أبناء أخوة فإن التسلسل ينتقل للأعمام وأبنائهم وهكذا وفق الترتيب الأول. ويكون العرش وراثيًّا في أسرة الملك عبد الله الأول بن الحسين، وفي حال لم يكن للعرش وارثٌ من أسرة الملك عبد الله الأول؛ أي في حال أن مات الملك بدون ابنٍ أو شقيقٍ معينٍ أو خليفةٍ واضح من أسرة الملك عبد الله الأول، يؤول العرش إلى الشخص الذي يختاره الشعب ممثلًا بمجلس الأمة من نسل الحسين بن علي شريف مكة، قائد الثورة العربية الكبرى.

زواج شرعي

وينص الدستور كذلك على شروط لولي العهد يجب توافرها فيه وهي أن يكون ذكرا مولودا من زواج شرعي لأبوين مسلمين. كذلك فيمكن منع أي شخص من الأشخاص الذين على خط خلافة العرش بموجب إرادة ملكية على أساس عدم اللياقة للمنصب، ولكن أبناءه لن يستبعدوا تبعا لاستبعاده.

ورغم أن المنصب في ذاته لا يُمَكِّن شاغِله من أيّة صلاحيات دستورية ذات فاعلية، إلّا أنه يُعَدُّ الخطوة الأولى نحو اعتلاء العرش لأي فرد من العائلة الملكية الأردنية، كما أنه مُدَّةُ إعدادٍ لذلك، إذْ يَنوبُ وليُّ العهد عن الملك حال سفره أو غيابه عن البلاد ضمن المدة الدستورية.

طلال وريث واضح

وإلى ذلك، فإن تاريخ منصب ولي العهد في الأردن يعود إلى عام 1946، أي بعد استقلال الأردن وصدور الدستور الأردني 1947 بعد إعلان الاستقلال.

وفي عهد الإمارة، كان الأمير - حينئذٍ - طلال بن عبد الله هو الوريث الواضح في خط الخلافة على العرش الأردني لكونه الابن البكر لوالده الأمير عبد الله الأول، ولكن الملك خلال مدة الحرب العالمية الثانية نحّاه عن خط خلافته على العرش بإرادة ملكية حيث لم يكن الدستور ينص على منصب ولي للعهد في عهد الإمارة وإنما كان للأمير أن يختار خليفة له من العائلة الحاكمة حسب خط الخلافة المعمول به.

بعد ذلك، عاد الملك عبد الله الأول ليعلن طلالاً وريثًا واضحًا لقيادة الإمارة، ثم خلال عهد الملك طلال نفسه ما بين 1951 و1952، أصبح الحسين بن طلال ابنه ولي عهده لكونه الابن الأكبر والوريث الواضح له.

وفي بعض الأحيان ومراعاة للظروف السياسية المحيطة فقد يؤخذ بتنصيب ولي عهد مكان آخر مثلما حدث عند تولية الحسن بن طلال لولاية العهد بدلا عن الأمير الصغير آنذاك عبد الله الثاني بن الحسين.

وكان الملك الحسين نفسه يفكر في أن يكون ابنه علي بن الحسين ولي عهد أخيه الحسن كما كان يفكر في زمن ما بتنصيب ابن أخيه طلال بن محمد في المنصب.

فيما بعد كان الحسين يريد تنصيب ابنه حمزة وليًّا لعهد أخيه الأمير الحسن ولكنه في النهاية اختار ابنه الأكبر عبد الله الثاني وليًّا لعهده هو، بيد أن حمزة أصبح وليًّا عهد لعبد الله الثاني قبل أن يعزله الأخير عن المنصب لصالح ابنه الحسين.

أولياء العهود

يشار إلى أنه تولى مَنْصِب وليّ العهد في الأردن سبعة أمراء، تولى أحدهم المنصب في مُدَّتين مختَلفَتين وهو عبد الله الثاني بن الحسين. وَمما يُذْكَرُ، أنّ أولياء العهد الحسن بن طلال وحمزة بن الحسين ومحمد بن طلال لم يعتلوا عرش المملكة.

- الأمير (الملك) طلال بن عبد الله تولي ولاية العهد من 25 مايو1946 إلى 25 مايو 1951. وهي فترة انتهت انتهت هذه المدة باغتيال الملك عبد الله الأول.

- الأمير (الملك) الحسين بن طلال: من 20 يوليو 1951 حتى 11 أغسطس 1952.

- الأمير محمد بن طلال: من 11 أغسطس 1952 حتى 30 ديسمبر 1962.

- الأمير (الملك) عبدالله بن الحسين تولى المنصب لفترتين، الأولى: من 30 ديسمبر 1962 حتى 1 أبريل 1965، الثانية: من 25 يناير 1999 حتى 7 فبراير 1999.

- الأمير الحسن بن طلال: من 1 أبريل 1965 حتى 25 يناير 1999.

- الأمير حمزة بن الحسين: من: 7 فبراير 1999 حتى 28 ديسمبر 2004.

- الأمير الحسين بن عبدالله: من 28 ديسمبر 2004 حتى الآن.