قالت أغلبية قراء إيلاف أن التوتر الأميركي الروسي في أوكرانيا لن يصل إلى حدود اندلاع الحرب بينهما، فروسيا تتراجع وتسحب قواتها، وأميركا تسعى إلى خفض التصعيد.

إيلاف من بيروت: مع تصاعد التوتر الدولي في أوكرانيا، سألت "إيلاف" القارئ العربي: "هل تعتقد ان القوتين العظميين على شفير حرب بخصوص شرق أوكرانيا؟". أجابت أغلبية عظمى من القراء المستجيبين لهذا الاستفتاء (95 في المئة) بـ "لا"، في مقابل ثلاثة في المئة أجابوا بـ "نعم".

أعلنت روسيا الجمعة بدء سحب قواتها من الحدود مع أوكرانيا، بعد تدريبات في القرم. إلا أن مسؤولًا أميركيًا رفيعًا أكد إن هذه الخطوة غير كافية، خصوصًا بعد قول وزارة الدفاع الروسية إن سحب القوات يشمل تلك التي تم استقدامها من مناطق أخرى للمشاركة في المناورات على الحدود الأوكرانية.

شارك في هذه التدريبات بالقرم 10 آلاف جندي روسي ومن سلاح الجو، و40 سفينة حربية، إلى جانب قوات الدفاع الجوي وقوات محمولة جوًا. وقال سيرغي شويغو، وزير الدفاع الروسي، إن قواته أظهرت قدرتها على ضمان الدفاع عن البلاد، "لذلك تقرر إنهاء الأنشطة في المقاطعات العسكرية الجنوبية والغربية على الحدود مع أوكرانيا".

أفعال لا أقوال

وأكد المسؤول الأميركي عينه أن بلاده تراقب التحرك الروسي على الحدود الأوكرانية. وقلّلت الخارجية الأميركية على لسان نيد برايس من شأن الخطوة الروسية، ومن شأن إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداده للقاء الرئيس الأوكراني في موسكو، بإعلانها أن واشنطن تنتظر من موسكو أفعالاً لا أقوالاً.

أما حلف الناتو فاكتفى بالإشارة إلى أنه أخذ علماً بإعلان الانسحاب الروسي، لكنّه يبقى متيقظاً ويدعو بوتين إلى سحب جميع قواته من الأراضي الأوكرانية، مع التشديد على أن كلّ تدبير روسي لخفض التصعيد مع أوكرانيا سيكون مهمًا، وكان ينبغي اتّخاذه منذ وقت طويل.

وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قد حذر في 11 أبريل الجاري من عواقب وقوع أي عدوان روسي على أوكرانيا، معربًا عن قلق بلاده من حشد روسيا قواتها في هذا الإقليم وفي شبه، وهي الحشود الأكبر منذ عام 2014.

استعراض قوة

وكانت هذه الحشود أثارت مخاوف دولية من إقدام موسكو على غزو أوكرانيا، ما يؤدي إلى توتر أقليمي ودولي قد يصعب التحكم فيه. في هذا الإطار، سألت "فورين بوليسي" الأميركي إذا كانت روسيا تستعد لخوض حرب فعلية في أوكرانيا، "فما بدأ استعراضًا للقوة أمام إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أصبح شيئًا أكبر، فمقاطع الفيديو المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي تبين قوافل عسكرية روسية تصل إلى الحدود مع أوكرانيا من مناطق روسية بعيدة، مثل سيبريا، لتتجمع جنوب مدينة فوروينيغ الروسية على بعد نحو 155 ميلا من الحدود مع أوكرانيا".

ونسبت المجلة الأميركية إلى كيريل ميخائيلوف، الباحث في فريق استخبارات الصراع، قوله: "المثير في هذه الحشود هو تموضعها الهجومي في منطقة متاخمة لأوكرانيا الحكومية لا مناطق أوكرانية التي يسيطر عليها الانفصاليون المدعومون من موسكو في دونيتسك ولوهانسك".

وبحسبها، يعوّل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على الإدارة الأميركية، بالرئيس الأميركي مطلع على الصراع في أوكرانيا منذ كان نائبًا للرئيس السابق باراك أوباما. وتعتقد أندريا تيلور، مديرة برنامج الأمن عبر الأطلسي في مركز الأمن الأميركي الجديد، أنه قد يكون هناك بعض القلق في الكرملين "من أنه مع إدارة بايدن القادمة قد يشعر زيلينسكي أنه لديه فسحة أكبر للقيام بأشياء لا تحبها موسكو".

لجم بوتين

أميركيًا، دعمت واشنطن أوكرانيا بنحو ملياري دولار خلال سبعة أعوام، على شكل مساعدات عسكرية وأمنية وغيرها، ولا يزال الحديث يدور عن رغبة أوكرانيا في الحصول على أسلحة أميركية فتاكة لمواجهة روسيا.

ويرى المراقبون أن هذا الدعم يصب في المصالح الأميركية، وفي رغبة واشنطن بلجم بوتين، والحدّ من تنامي نفوذ موسكو وحضورها الإقليمي والدولي، وتكسير أحلامه الإمبراطورية/ من خلال اللعب في حديقته الخلفية.

ويربط المراقبون التدخل الأميركي في كييف ببناء بادين شبكة تحالفات مؤيدة للجم الأطماع الروسية، وبالقوة إذا استدعى الأمر ذلك، مع استبعاد هذا الخيار في الوقت الحالي، بسبب رغبة الثنائي بايدن – بوتين في حصر التوترات المتصاعدة بينهما في إطار حرب باردة غير معلنة، لا أكثر.