تجاوز إجمالي عدد الوفيات جراء الإصابة بفيروس كورونا في الهند حاجز الـ200 ألف، مع عدم ظهور أي علامة على تراجع الضغط على العديد من المستشفيات وسط الموجة الجديدة من تفشي الفيروس التي يعتقد أنها مرتبطة بسلالة متحورة جديدة.

ويعتقد أن العدد الحقيقي للوفيات أكبر بكثير من المحصلة الرسمية، مع عدم تسجيل العديد من الوفيات رسميا.

ولا تزال إمدادات الأكسجين منخفضة للغاية في جميع أنحاء البلاد، بحيث أمست السوق الموازية (السوداء) هي الخيار الوحيد لبعض الناس.

وتعمل محارق الجثث بلا توقف، بل وتحولت مواقف السيارات إلى محارق مؤقتة.

وكان هناك ما لا يقل عن 300 ألف إصابة جديدة كل يوم في الأسبوع الماضي، مع أكثر من 360 ألف حالة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية.

وبشكل عام، سجلت البلاد أكثر نحو 18 مليون حالة.

وبدأت المساعدات الخارجية بالوصول من المملكة المتحدة وسنغافورة.

وتعهدت روسيا ونيوزيلندا وفرنسا بإرسال معدات طبية طارئة، وحتى الخصمين الإقليميين للبلاد، باكستان والصين، نحيا خلافاتهما جانبا ووعدا بتقديم المساعدة.

ومع ذلك، يقول الخبراء إن المساعدة سيكون لها تأثير محدود فقط في دولة يبلغ عدد سكانها 1.3 مليار نسمة.

وتعطل موقع إلكتروني حكومي حيث يمكن للهنود التسجيل في برنامج التطعيم بعد فترة وجيزة من إطلاقه يوم الأربعاء، حيث حاول عشرات الآلاف من الأشخاص الوصول إليه.

وفي ولاية آسام، دمر زلزال بقوة 6.4 درجة المستشفيات التي كانت بالفعل تحت ضغط شديد. وهرب الناس من منازلهم ومبان أخرى في حالة من الذعر.

وتعد بيانات الوفيات في الهند غير دقيقة وغالبا ما تكون الوفيات في المنازل غير مسجلة، لا سيما في المناطق الريفية. وهناك تقارير عن صحفيين يحصون الجثث في المشارح بأنفسهم، في محاولة للحصول على رقم أكثر دقة.

وخضع رجل للتحقيق في ولاية أوتار براديش لنشره "شائعة بقصد إثارة الخوف أو الذعر" حين طلب المساعدة في العثور على الأكسجين لجده المريض عبر تويتر. وقد تسبب ذلك في غضب واسع النطاق، وقد يواجه الرجل السجن.

وتواصل محارق الجثث العمل طوال الليل لمواكبة التعامل مع الأعداد الكبيرة من الجثث، وتواجه العديد من العائلات فترات انتظار طويلة قبل أن يتمكنوا من إقامة طقوس الجنازة على ذويهم.

الهند
Getty Images

مخاطر السوق الموازية

وبسبب الضغوط على معظم المستشفيات، تضطر العائلات إلى إيجاد طرق لعلاج ذويها في المنزل. وتحول الكثيرون إلى السوق الموازية، حيث ارتفعت أسعار الأدوية مثل "ريمديسفير" و"توسيليزوماب" واسطوانات الأكسجين.

ولكن حتى في هذه السوق، فإن العرض ليس مضمونا، حسب مراسل بي بي سي فيكاس باندي في دلهي.

ويقول مراسلنا: "أعرف عائلة جمعت المال لشراء الجرعات الثلاث الأولى من عقار "ريمديسفير" من السوق السوداء، لكنها لم تستطع تحمل كلفة الحصول على الجرعات الثلاث المتبقية مع ارتفاع الأسعار بشكل أكبر". "المريض لا يزال وضعه حرجا".

وأبلغت بعض شركات الطائرات الخاصة عن ارتفاع في مبيعاتها، حيث يحاول الناس نقل أقاربهم المرضى إلى مستشفيات أخرى في مناطق مختلفة بالهند.

وذكرت منظمة الصحة العالمية في تحديثها الأسبوعي بشأن الوباء أن هناك ما يقرب من 5.7 مليون حالة جديدة أبلغ عنها على مستوى العالم الأسبوع الماضي - وتمثل الهند 38٪ منها.

وتنفذ الهند أكبر حملة تطعيم في العالم، لكن أقل من 10٪ من السكان تلقوا حتى الآن جرعة أولية، ومع استمرار ارتفاع الإصابات، هناك مخاوف بشأن القدرة على تحقيق الهدف.

وتساعد الولايات المتحدة الهند بالمواد الخام التي تحتاجها لإنتاج اللقاحات، بعدما اشتكى أكبر صانع للقاحات في الهند، معهد مصل الهند، من نقص الواردات التي ترد من الولايات المتحدة.

وفي الوقت نفسه، من المقرر أن تصل الدفعة الأولى من اللقاح الروسي سبوتنيك في إلى الهند في الأول من مايو/ أيار، وفقا لتقرير "نيو إنديان إكسبرس". ولم يكشف عن عدد الجرعات التي سيتم تسليمها.

الحكومة في مرمى النقد

تستعد الهند لانتخابات محلية في الولايات، وهناك غضب متزايد تجاه كل من سلطات الولاية والحكومة المركزية بسبب التعامل مع الوباء.

واتُهم رئيس الوزراء ناريندرا مودي بتجاهل التحذيرات العلمية بمشاركته في التجمعات الانتخابية والسماح لمهرجان هندوسي ضخم بالمضي قدما في شمال الهند.

ووصف الدكتور نافجوت داهيا، نائب رئيس الجمعية الطبية الهندية، مودي بأنه "ناشر فائق" للفيروس "ألقى بجميع معايير فيروس كورونا في الهواء".

وقال رئيس الوزراء إنه عقد ثلاثة اجتماعات يوم الثلاثاء لبحث سبل زيادة إمدادات الأكسجين والبنية التحتية الطبية، بما في ذلك استخدام القطارات والطائرات العسكرية لتسريع نقل إمدادات الأكسجين.

وتقول يوغيتا ليماي، مراسلة بي بي سي، إن الكثير من الناس يتساءلون عن سبب عدم الاستعانة بالجيش وفرق الاستجابة للكوارث لبناء مستشفيات ميدانية.

ويقول مراسلنا: "هناك شعور بالتخلي عن الناس في البلاد، وتركهم لتدبر أمورهم بأنفسهم".