عمان: التقى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الأربعاء وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي يزور المملكة في ختام جولة شرق أوسطية تهدف الى تعزيز وقف اطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين.

وقال بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني إن الملك عبد الله حذر خلال اللقاء من "استمرار الانتهاكات الإسرائيلية الاستفزازية بالقدس والمسجد الأقصى المبارك، ومحاولات التهجير المتكررة وغير القانونية لأهالي عدد من أحياء القدس الشرقية، لا سيما حي الشيخ جراح، والتي قادت إلى التصعيد الأخير".

وأكد "ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم بالقدس ومقدساتها وعدم المساس به"، مشيرا الى "مواصلة المملكة بذل كل الجهود لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، من منطلق الوصاية الهاشمية عليها".

وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الاردن في 1994، باشراف المملكة على المقدسات الاسلامية في المدينة.

وأشار الملك إلى "دور الولايات المتحدة المحوري في الدفع نحو إعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين تفضي إلى تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين"، معرباً عن تقديره "للجهود الأميركية الأخيرة من أجل إنهاء التصعيد بالأراضي الفلسطينية".

وحذر الملك بأن "غياب الحل السياسي الذي يلبي الحقوق العادلة والمشروعة للأشقاء الفلسطينيين، ويضمن إقامة دولتهم المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط الرابع من حزيران/يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، يدفع بالمنطقة نحو مزيد من التوتر والاحتقان وعدم الاستقرار".

وبحسب البيان، "ثمن الملك قرارات الإدارة الأميركية مؤخرا والمتضمنة إعادة فتح القنصلية العامة بالقدس، واستئناف الدعم المقدم لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)"، مشيرا الى أن "هذه الخطوات ستساهم في بناء الثقة والدفع بالمسار السياسي إلى الأمام".

واشار البيان إلى أن وزير الخارجية الأميركي "عبر عن تقدير بلاده الكبير لدور الأردن الرئيسي وجهوده في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة".

ووصل بلينكن إلى عمان عصر الاربعاء عمان قادما من القاهرة عقب لقاء مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي أثنى بلينكن على دور بلده الرئيسي في التوصل الى وقف أعمال العنف بين اسرائيل والفلسطينيين "بشكل سريع نسبيا".

قبل زيارة القاهرة، كان بلينكن التقى صباح الاربعاء الرئيس الاسرائيلي رؤوفن ريفلين وشكره، في تغريدة على تويتر، على "سعيه من أجل التعايش والتسامح والسلام".

وأكد بلينكن في بيان أن الولايات المتحدة "في صدد منح" مساعدات "قيمتها أكثر من 360 مليون دولار" للفلسطينيين من بينها 38 مليون دولار مساعدات انسانية.

وأكد أنه يعمل مع الكونغرس الأميركي من أجل منح مساعدة اقتصادية للتنمية قيمتها 75 مليون دولار اضافة الى منح 5,5 مليون دولار كمساعدات عاجلة الى غزة التي لحق بأجزاء عدة منها دمار جراء القصف الاسرائيلي.

ولكن بلينكن شدد على أن المساعدات ينبغي ألا تذهب الى حركة حماس التي "لم تجلب الا البؤس واليأس" لغزة، على حد تعبيره.

من جهتها، أكدت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة الأربعاء أنها لن تأخذ "قرشا واحدا" من أموال إعادة إعمار قطاع غزة، متعهدة بأن تكون العملية "نزيهة وشفافة".

وقال رئيس الحركة في غزة يحيى السنوار في لقاء مع صحافيين الأربعاء "نرحب بكل جهد للاعمار ... أؤكد التزامنا في حماس أننا لن نأخذ قرشا واحدا جاء للإعمار في قطاع غزة والعملية الإنسانية".

وأضاف "سنسهل مهمة إعادة الإعمار في قطاع غزة على الجميع. وسنحرص أن تكون العملية شفافة ونزيهة، وستحرص حماس ألا يذهب أي قرش لحماس أو للقسام"، الجناح العسكري للحركة.

وتفرض اسرائيل حصارًا على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس منذ قرابة 15 عاما. ويقطن مليونا نسمة في القطاع الفقير.

وتعهد بلينكن الثلاثاء بإعادة الاتصالات مع الفلسطينيين والدفاع عن اسرائيل في بداية جولته في الشرق الأوسط.

والتقى وزير الخارجية الأميركي الثلاثاء رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في القدس قبل أن يجتمع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله حيث قال إنه يأمل في "إعادة بناء" العلاقة بين الولايات المتحدة والفلسطينيين مع "حق اسرائيل" في الدفاع عن نفسها.

واشار بلينكن الى أنه "من الممكن استئناف الجهود من أجل التوصل الى حل على أساس الدولتين" الاسرائيلية والفلسطينية.

وقال إن هذا الحل الذي يؤيده المجتمع الدولي وأهملته ادارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، يظل "الوسيلة الوحيدة لتأمين مستقبل اسرائيل كدولة يهودية وديموقراطية وفي الوقت نفسه منح الفلسطينيين الدولة التي يستحقونها".

من جهته، دعا وزير الخارجية البريطاني دومينيك الثلاثا عشية محادثات يجريها الأربعاء في القدس ورام الله، اسرائيل والفلسطينيين إلى إنهاء "دوامة العنف" عن طريق حل الدولتين.

وقالت الخارجية البريطانية إن راب سيلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في القدس ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله، إلى جانب كبار المسؤولين في حكومتيهما.

ومن 10 الى 21 أيار/مايو قتل أكثر من 250 فلسطينيا في ضربات اسرائيلية في قطاع غزة من بينهم 66 طفلا وعدد من المقاتلين، وفق السلطات المحلية. في اسرائيل، أدت القذائف الصاروخية التي أطلقت من غزة الى مقتل 12 شخصا من بينهم طفل وفتاة وجندي.

ويرتبط الأردن، الحليف الأساسي لواشنطن في الشرق الأوسط، منذ عام 1994 بمعاهدة سلام مع اسرائيل.

وصف عاهل الأردن مرات عدّة السلام مع إسرائيل بأنه "سلام بارد". واعتبر في خريف عام 2019 أن العلاقات معها "في أدنى مستوياتها على الإطلاق".