إيلاف من لندن: تحادث العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، اليوم الأربعاء، مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي كان أجرى أمس محادثات إسرائيل ورام الله.

وخلال اللقاء، حذر الملك عبدالله الثاني من استمرار الانتهاكات الإسرائيلية الاستفزازية بالقدس والمسجد الأقصى ومحاولات التهجير المتكررة وغير القانونية لأهالي عدد من أحياء القدس الشرقية، لا سيما حي الشيخ جراح، والتي قادت إلى التصعيد الأخير.

وقال بيان للديوان الملكي الأردني إن الملك أكد على ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم بالقدس ومقدساتها وعدم المساس به، مشددا على مواصلة المملكة بذل كل الجهود لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، من منطلق الوصاية الهاشمية عليها.

القنصلية العامة
وثمن عاهل الأردن، قرارات الإدارة الأميركية مؤخرا والمتضمنة إعادة فتح القنصلية العامة بالقدس، واستئناف الدعم المقدم لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، مشددا على أن هذه الخطوات ستساهم في بناء الثقة والدفع بالمسار السياسي إلى الأمام.

وأشار إلى دور الولايات المتحدة المحوري في الدفع نحو إعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين تفضي إلى تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، معرباً عن تقديره للجهود الأمريكية الأخيرة من أجل إنهاء التصعيد بالأراضي الفلسطينية.

كما شدد الملك عبدالله الثاني على أن غياب الحل السياسي الذي يلبي الحقوق العادلة والمشروعة للأشقاء الفلسطينيين، ويضمن إقامة دولتهم المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط الرابع من يونيو/حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، يدفع بالمنطقة نحو مزيد من التوتر والاحتقان وعدم الاستقرار.

شراكة استراتيجية
وتناول اللقاء الشراكة الاستراتيجية ومتانة علاقات الصداقة بين الأردن والولايات المتحدة، وسبل توسيع آفاق التعاون بينهما في مختلف المجالات.

وعبر وزير الخارجية الأميركي عن تقدير بلاده الكبير لدور الأردن الرئيسي وجهوده في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة. وقال أنتوني بلينكن، الأربعاء، إن الأردن هو أكثر من مجرد شريك استراتيجي للولايات المتحدة ودولة صديقة، مشيراً إلى أن الأصدقاء يقفون إلى جانب بعضهم في الأوقات الصعبة.

وأضاف: "نعرف أن الفترة الأخيرة كانت صعبة على الأردن، وكذلك على كثيرين منا .. الدولتان الآن تواجهان صعوبات اقتصادية وتسعيان إلى خلق فرص اقتصادية للشعبين .. الأردن يقوم بذلك مع كرم كبير وسخاء كبير تجاه الكثيرين ممن أتوا إلى الأردن هربا من الاضطهاد، وهذا ينم عن كرم وسخاء الشعب الأردني".

وبين بلينكن أن قيادة الملك عبدالله الثاني كانت أساسية ومحورية كما كانت في قضايا أخرى، مؤكداً أن "دور الملك كان أساسيا في التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة".

تعزيز الاستقرار
وتحدث عن عمل الولايات المتحدة والأردن في جهود تعزيز الاستقرار والفرص الاقتصادية والعدالة في المنطقة، وذكر أن ضمان وق إطلاق النار في قطاع غزة كان مهما جدا لا سيما بسبب التبعات الصعبة على الأسر من الجانبين.

ورأى أن وقف إطلاق النار ليس نهاية بل بداية يُبنى عليها، ومشيراً إلى مناقشته الأمر مع الرئيس المصري ووزير الخارجية المصري في القاهرة.

وقال، إن مصر اطلعت بدور أساسي في التوسط للوصول إلى وقف إطلاق النار، وتعهدت بـ 500 مليون دولار في جهود إعادة البناء، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ستقدم كثيرا من المساعدات للفلسطينيين، وضمن قطاعات عدة.

وأعلن الوزير الأميركي أن بعض المساعدات بدأت بالوصول إلى سكان قطاع غزة، مشيراً إلى أن إعادة إعمار غزة من أهم القضايا المطروحة اليوم على الجميع.

ليس حماس
وأشار بلينكن إلى العمل الذي يجب القيام به لاستيفاء الحاجات الإنسانية في غزة، مع ضمان أن الشعب الفلسطيني وليس حركة حماس هو من يستفيد من هذه المساعدات.

وبين "ناقشنا دور الأردن المحوري كوصي على الأماكن المقدسة، ومحافظ على الوضع الراهن لهذه المقدسات"، وفق بلينكن الذي أشار إلى أن إعادة فتح القنصلية الأميركية للفلسطينيين في القدس المحتلة يتطلب الكثير الوقت.

وختم وزير الخارجية الأميركي قائلا: "إذا أردنا أن نتجنب العودة إلى الفظائع التي شهدناها في الأسابيع الأخيرة، يجب على دول المنطقة أن تساعد بعضها وتدعم بعضها .. في الأيام المقبلة سنتناقش مع حلفائنا من دول الخليج وغيرها لكي نعود إلى الاستقرار والأمن والتخفيف من التوترات".