إيلاف من واشنطن: لم تكن آنا دايموند تتخيل أن تنجو من مقصلة الإعدام عندما ساقها ضباط الحرس الثوري ذات صباح بارد في 2016 إلى سجن إيفين، لكن الشابة الإيرانية البريطانية أفلتت وأعادت بناء حياتها في بريطانيا التي هاجرت إليها رفقة والديها وهي صغيرة، بحسب تقرير نشره موقع "الحرة".

وتنقل صحيفة "أي نيوز" البريطانية كيف صادر حرس الحدود الإيراني جواز سفر دايموند عند وصولها رفقة والديها إلى إيران لقضاء بعض الوقت، ولم يسمح لها بمغادرة البلد وأمضت أكثر من عام تعيش في منزل جدتها واستدعيت مرارا وتكرارا للتحقيق معها في مقار حكومية.

واتهمت السلطات الإيرانية دايموند، التي كانت تبلغ آنذاك 19 عاما، بالتجسس لصالح الحكومة البريطانية ونقلت إلى سجن إيفين الشهير في إيران.

وتروي دايموند، التي ولدت في إيران ولكنها تعيش في أوروبا منذ سن الرابعة، كيف كان يستجوبها أشخاص لساعات في مبنى دون طعام.

واستندت السلطات الإيرانية في اتهاماتها إلى صور تجمعها رفقة شباب من حزب المحافظين البريطاني، وقادة في الحزب مثل تيريزا ماي وديفيد كاميرون، وفقًا لـ "الحرة".

وادعى المدعون الإيرانيون أن تفوقها في كلية كينغز كوليدج لندن، ولياقتها البدنية بسبب ممارستها للعبة الركبي، صفات تثبت أنها جاسوسة.

وتنقل الصحيفة أن دايموند احتجزت لأكثر من 200 يوم في الحبس الانفرادي في سجن إيفين في ظروف سيئة.

ولم يسمح لدايموند بإجراء مكالمات هاتفية أو الاتصال بوالديها أو الاتصال بمحام، وعلى مدى الأشهر الخمسة الأولى كان يتم استجوابها كل يوم تقريبا، وخضعت لاختبار العذرية، ثم حكم عليها بالإعدام.

وتغيرت حياتها في 13 أغسطس 2016، بعدما قررت السلطات الإيرانية إطلاق سراحها بكفالة، وبعد أربعة أشهر ألغيت عقوبة الإعدام الصادرة وغيرت بحكم بالسجن لمدة عشر سنوات، قبل أن يخفف الحكم في يونيو 2017 إلى السجن لمدة عامين وثلاث سنوات تحت المراقبة.

وتقول الصحيفة إنه في نهاية المطاف أسقطت التهمة عن دايموند، وقالت السلطات إن إسقاط تهمة التجسس ليس لأنها بريئة ولكن لأن جرائمها المزعومة وقعت عندما كانت قاصرا.

وأشارت الصحيفة إلى أن إطلاق سراحها كان ربما بضغوط من الحكومة البريطانية.

وانتهت معاناة دايموند بحصولها على جواز سفر طارئ ووصولها إلى بريطانيا في 2018.

وتشير الصحيفة إلى أن الشابة حصلت على شهادة من كلية كينغز في لندن، وحصلت، الأسبوع الماضي، على منحة لمتابعة الدراسة في الدراسات الفارسية الحديثة في جامعة أكسفورد.