الامم المتحدة (الولايات المتحدة): قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الأربعاء إن تفويض الأمم المتحدة بتقديم مساعدات إنسانية عبر الحدود للسوريين بدون موافقة دمشق سيتوقف، مؤكدا أنه لا يريد التحدث في هذه المرحلة عن قرار نهائي.

وقال في مؤتمر صحافي ردا على سؤال حول ما إذا كان يمكن التوصل إلى توافق في مجلس الأمن على تمديد هذا الإجراء الذي تم إنشاؤه في 2014 وينتهي العمل به في 10 تموز/ يوليو، "إنها الآن عملية تجري كل يوم بيومه وسيتم وقفها في النهاية".

وعندما سئل مجددا عما إذا كان هذا يعني أن روسيا تعتبر أنه من غير المجدي إعادة السماح باستخدام المنفذ الوحيد الواقع في باب الهوى (شمال غرب) على الحدود بين سوريا وتركيا، أجاب الدبلوماسي الروسي "لن اعطيكم الآن جوابا نهائيا. نواصل المشاورات في هذا الخصوص".

وأشار فاسيلي نيبينزيا إلى أنه عندما تم العام الماضي حد هذا الاجراء الذي ينتهك السيادة السورية، بمنفذ واحد بدلا من أربعة، كان يفترض أن يرفق القرار بزيادة المساعدات من دمشق عبر خطوط الجبهة.

وأوضح أن دمشق أجازت في نيسان/أبريل 2020 لقافلة إنسانية بالتوجه إلى محافظة إدلب لكنها لم تتمكن من الوصول إليها بسبب العراقيل التي وضعتها الجهات المسيطرة على المنطقة المدعومة من تركيا.

وأكدت مصادر اممية هذه المعلومات لوكالة فرانس برس.


وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو في صورة أرشيفية

أنقرة تتدخل

من جهتها تركيا، دعت الأربعاء إلى ابقاء المنفذ عبر الحدود الذي يسمح بنقل المساعدات لملايين الأشخاص في شمال سوريا والمهدد بالإغلاق مفتوحا، بعد أن عارضت موسكو تمديد تفويض من الأمم المتحدة.

ويسمح هذا التفويض بنقل المساعدات الإنسانية من تركيا المجاورة إلى السوريين دون موافقة دمشق، عبر معبر باب الهوى (شمال غرب) إلى محافظة إدلب المعارضة حيث يعيش نحو ثلاثة ملايين شخص.

وينتهي هذا الإذن في 10 تموز/يوليو بسبب عدم وجود اتفاق من الأمم المتحدة لتمديده لعام آخر، ولم تستبعد روسيا - التي نجحت في تحديد منفذ واحد لنقل المساعدات عبر الحدود - استخدام حق النقض (الفيتو) لمنع هذه الخطوة.

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الأربعاء خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في أنطاليا (جنوب تركيا) "على مجلس الأمن الدولي تمديد التفويض المتعلق بهذا المعبر الحدودي".

وأضاف ان تركيا تجري محادثات مع روسيا ودول أخرى أعضاء في مجلس الأمن الدولي "للتغلب على تحفظ" موسكو. وقال الوزير التركي "هذه قضية انسانية وليست سياسية".

وتخشى دول عدة من كارثة إنسانية إذا أُغلق هذا الممر الإنساني.

وتتخوف تركيا التي تستقبل ما يقارب أربعة ملايين سوري نزحوا بسبب الحرب الدائرة في بلادهم منذ عام 2011، من تدفق جديد للاجئين على حدودها.

لكن روسيا التي تدعم نظام بشار الأسد في سوريا، بقيت حتى الآن مصرة على انهاء التفويض الأممي.

تريد موسكو عودة السيادة السورية كاملة وترى أن المساعدات الدولية انطلاقاً من دمشق يمكن أن تحل مكان المساعدات عبر الحدود.

إذا كانت روسيا تدعم نظام بشار الأسد عسكريًا، فهي تساند تركيا من جهتها المعارضة التي تحاربه. ورغم هذه الخلافات، عززت أنقرة وموسكو تعاونهما بشأن سوريا منذ 2016.

مشروع إيرلندا والنروج

قدمت أيرلندا والنروج، وهما عضوان غير دائمين في مجلس الأمن مكلفان الملف الإنساني السوري، الجمعة لشركائهما مشروع قرار يهدف إلى إبقاء معبر باب الهوى مفتوحاً لمدة عام وإعادة فتح معبر اليعربية الذي يتيح وصول المساعدات إلى شمال شرق سوريا من العراق، لعام أيضا.

ودأبت المنظمات الإنسانية على المطالبة منذ أشهر بتمديد تفويض الأمم المتحدة.

وأعلنت ليتيسيا كورتوا ممثلة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الأمم المتحدة لوكالة فرانس برس "في مثل هذه البيئة المسيّسة(...) على المجتمع الإنساني أن يملك المساحة والمنافذ الضرورية والوسائل لبناء شبكات إمداد مستدامة ومستمرة لتوفير الخدمات للمجتمعات التي تحتاج إليها".