إيلاف من لندن: شهدت مناطق عراقية شمالية وغربية السبت عمليات تخريب جديدة لابراج الكهرباء على الرغم من بدء الطيران بمراقبة خطوطها وملاحقة مخربيها مادفع الى احتجاجات ضد انقطاع الطاقة الكهربائية قتل فيها شخص واصيب آخرون.

واليوم، تعرض خطان لنقل الطاقة الكهربائية بالقرب من قرية بطيشة الواقعة غرب الموصل الشمالية لعمل تخريبي تسبب بفصلهما عن منظومة الطاقة الرئيسية واشارت الشركة العامة لنقل الطاقة الكهربائية الشمالية الى استمرار الاعمال التخريبية الممنهجة على خطوط نقل الطاقة الكهربائية الشمالية.

وقالت ان هذه الاعمال التخريبية تهدف الى اطفاء شامل للمنظومة الشمالية في ظل ارتفاع درجات الحرارة في بخطة ممنهجة وعدائية لايذاء المواطنين.

واوضحت الشركة ان الخطين الناقلين من محافظة نينوى في محافظة نينوى الشمالية قد تعرضا خلال الساعات الاخيرة الى عمل تخريبي بتفجير عبوات ناسفة تسبب في سقوط برجين كهربائيين وتوقف الخطين عن العمل وقالت ان هذا التخريب يأتي بعد تفجير خمسة ابراج على الخط وخروجه عن الخدمة وتفجير ثلاثة ابراج شمال سامراء بمحافظة صلاح الدين شمال غرب بغداد وخروجها عن العمل ايضا.

كما كشف مصدر محلي في محافظة كركوك الشمالية خروج خط كهرباء ملا عبدالله عن الخدمة دون معرفة الأسباب وتسبب بإطفاء عام للكهرباء في قضاء دبس.

طائرات لملاحقة مفجري أبراج الكهرباء

وتأتي هذه الاعمال التخريبية على الرغم من اعلان القوات العراقية البدء بتنفيذ خطط حماية الابراج الكهربائية من خلال القيام باشراك الطائرات المسيرة وطائرات القوة الجوية وطيران الجيش العراقي.

وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي إن "قيادة العمليات المشتركة فتحت غرفة عمليات مع وزارة الكهرباء وبإشراك جميع القوات الامنية من الجيش العراقي، والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي، وشرطة الطاقة وبدأت بتنفيذ خطط حماية الابراج الكهربائية من خلال القيام باشراك الطائرات المسيرة وطائرات القوة الجوية و طيران الجيش العراقي مبينا أنه "تم تحديد وتشخيص الابراج والمناطق التي تم استهدافها".

وأشار إلى أن "القوات الامنية بدأت بإعداد سلسلة من الإجراءات والاحتياطات التي تسهم في تحييد وتحديد مناطق مهاجمة التنظيمات الارهابية للأبراج الكهربائية".. داعيا في تصريح نقلته وكالة الانباء العراقية الرسمية وتابعته "ايلاف" المواطنين الى التعاون مع القوات الامنية من خلال تقديم معلومات تسهم في ملاحقة العصابات الإرهابية وتتبع كل من يقوم باستهداف الطاقة الكهربائية".

واتهمت قيادة العمليات المشتركة تنظيم داعش بتنفيذ اعمال تخريب الابراج الكهربائية قائلة "أنه ليس بالغريب على عصابات داعش وفلولها المنهزمة استغلال الظروف ومحاولة إيذاء المواطنين قيامهم مؤخرا ومع ارتفاع درجات الحرارة في البلاد باستهداف ابراج نقل الطاقة الكهربائية لخلق حالة من التذمر وعدم الرضا بين أبناء الشعب".

واضافت أنه "بناء على المعطيات وتطورات الموقف الأمني صدرت توجيهات القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي لقيادة العمليات المشتركة بمتابعة هذه الأفعال الإرهابية ولم تدخر القيادة جهدا في وضع الخطط الأمنية وتوجيه القطعات العسكرية والأمنية والقوة الجوية وطيران الجيش لاتخاذ ما يلزم بحماية ابراج نقل الطاقة والمنشآت الكهربائية في البلاد على الرغم من المساحة التي تمتد عليها هذه الأبراج".

عقوبات لمسؤولين في الكهرباء

ومن جهته شكل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي خلية ازمة لمعالجة انقطاعات الكهرباء كما فرض عقوبات على عدد من مسؤولي وزارة الكهرباء.

وقال المكتب الاعلامي لرئاسة الحكومة انه نتيجة لما تعرضت له منظومة الطاقة الكهربائية خلال الساعات الماضية ولضمان معالجة سريعة، وبعد متابعته شخصيا مع المسؤولين التنفيذيين في وزارة الكهرباء والوزارات الاخرى فقد قرر "تشكيل خلية أزمة لمواجهة النقص في ساعات تجهيز الكهرباء في بغداد والمحافظات برئاسة رئيس مجلس الوزراء وعضوية كل من وزارات الكهرباء والنفط والمالية والداخلية والأمين العام لمجلس الوزراء ومدير مكتب رئيس مجلس الوزراء ورئيس جهاز الامن الوطني وسكرتير الهيئة العليا للتنسيق بين المحافظات".

واشار الى ان الخلية تتولى مهام : اتخاذ الاجراءات الفورية اللازمة لزيادة ساعات توفير الطاقة الكهربائية في بغداد والمحافظات بما يلبي حاجة المجتمع والاقتصاد العراقي والتوفير الطارئ لجميع اشكال الدعم المالي والفني واللوجستي والامني لوزارة الكهرباء واشراك الحكومات المحلية في مجالي الانتاج والتوزيع وازالة التجاوزات على منظومة الطاقة الكهربائية ومصادرة الأدوات والمعدات المستخدمة.. اضافة الى تحميل المتجاوزين اجور قطع التيار الكهربائي والكلف الناجمة عن ذلك وتحريك الشكاوى الجزائية بحقهم وتسريع الاجراءات العملية لدعم وتشجيع استخدام الطاقات المتجددة في مختلف المجالات وتوطين صناعتها وكذلك تنظيم دخول القطاع الخاص للاستثمار في مجال الطاقة بالشكل الذي يرفع مستوى تزويد الطاقة مع ضمان الكفاءة والجدوى الاقتصادية. كما وجه وزارة النفط بزيادة حصة الوقود الى مولدات الكهرباء الأهلية.

واكد على الخلية بان تكون في حالة انعقاد دائم خلال شهري تموز يوليو الحالي وآب أغسطي المقبل وباجتماعات متواصلة وتتخذ قراراتها بالأغلبية. ويتابع رئيس الوزراء مع وزارة الكهرباء وضع معالجات طارئة للطاقة بعد إقرار استقالة وزير الكهرباء ماجد حنتوش" الاسبوع الماضي اثر احتجاجات شعبية وانتقادات برلمانية وسياسية لتكرار انقطاعات التيار الكهربائي في البلاد.

كما وجه الكاظمي باقالة مدير عام الشركة العامة لنقل الطاقة الكهربائية/ الفرات الأوسط وكالة، وتوجيه عقوبة التوبيخ له وذلك لإهماله في أداء أعماله وواجباته، ما تسبب بسقوط خطوط نقل الطاقة (400 kv)، وحدوث إطفاء التيار الكهربائي في عموم المحافظات.. وكذلك "بأتخاذ اجراءات بحق مسؤولين آخرين في الوزارة بسبب تقصيرهم في عملهم والمهام الموكلة إليهم، وفتح تحقيق بحالات التقصير والاهمال في بعض مفاصل الوزارة التي أدت الى تراجع تزويد المواطنين بالطاقة الكهربائية و فاقمت من معاناتهم، على الرغم من التوجيهات المستمرة لرئيس مجلس الوزراء للمسؤولين والعاملين في وزارة الكهرباء، بأهمية العمل الجاد وبذل اقصى الجهود والاستعداد الجيد لفصل الصيف، والتخفيف من معاناة المواطنين".

احتجاجات وسقوط قتيل وجرحى

وشهدت محافظات عراقية خلال الساعات الاخيرة احتجاجات على انقطاعات الكهرباء وسط ارتفاع درجات الحرارة وتجاوزها نصف الغليان وعلى سوء ادارة الملف الخدمي.

ففي محافظة ذي قار الجنوبية نظم عدد من المواطنين الغاضبين تظاهرات احتجاجية أمام محطة عاصمتها الناصرية الحرارية بسبب تردي واقع الكهرباء كما سقط قتيل وجرح 3 أشخاص في قضاء قلعة صالح بمحافظة ميسان الجنوبية اثناء تظاهرة احتجاجية على تردي الكهرباء.

وفي محافظة ديالى شمال شرق بغداد قطع متظاهرون في عاصمتها بعقوبة الطريق الرئيس الرابط بين قضاءي بعقوبة والمقدادية محتجين على سوء ادارة الملف الخدمي من قبل حكومة ديالى المحلية وانهيار منظومة الكهرباء مطالبين بمعالجات سريعة لملف الكهرباء والخدمات الاساسية الاخرى واقالة الجهات المسؤولة عن الملف الخدمي . كما شهدت مناطق في العاصمة بغداد ومحافظة البصرة تظاهرات احتجاج مماثلة فيما اعتصم المئات في محافظ النجف احتجاجا.

يشار الى إن انهيار شبكة الكهرباء في العراق يترك الملايين بدون الطاقة التي يحتاجونها لمواجهة درجات الحرارة القصوى خاصة مع خفض ايران الاسبوع الماضي صادراتها من الكهرباء إلى العراق بمعدل يصل إلى ما يقرب من ثلث إمدادات العراق فى ذروة شهور الصيف.

يذكر انه على الرغم من انفاق العراق حوالي 80 مليار دولار منذ سقوط النظام السابق عام 2003 على المنظومة الكهربائية يقضي العراقيون شتاء بارداً وصيفاً لاهباً وسط اتهامات متبادلة بين الأحزاب السياسية بالفساد الذي يغلف عقود وزارة الكهرباء.