إيلاف من لندن: أعلنت المملكة المتحدة عن تقديم مساعدات مالية مويل بريطاني جديد لدعم تعليم الأطفال في مناطق الصراع وتوفير تعليم أفضل في البلدان التي تعاني من أزمات طويلة الأمد.
ويأتي هذا التعهد عشية استضافة المملكة المتحدة وكينيا للقمة العالمية للتعليم في لندن يومي 28 و29 يوليو/تموز، وتهدف القمة العالمية للتعليم إلى تمويل الشراكة العالمية لأجل التعليم 2021-2024. كما أنها تسعى إلى جمع 5 مليارات دولار لدعم جهود الشراكة العالمية لأجل التعليم على مدى السنوات الخمس القادمة.
وفي إطار دعم تعليم الأطفال في مناطق الصراع، سيركز بحث جديد على ست دول فيها 3 ملايين طفل لاجئ ونازح. ومشروع البحث هذا، حسب بيان للخارجية البريطانية والذي تبلغ قيمته 15.8 مليون جنيه استرليني، سوف يركز على سورية والأردن ولبنان وشمال نيجيريا، وجنوب السودان، وميانمار، فجميع هذه المناطق متضررة من الصراع، وفيها حاليا نحو 3 ملايين من الأطفال اللاجئين أو النازحين.


شعار القمة

تبعات الازمات

وقالت الخارجية إن الأطفال الذين تأثرت حياتهم بسبب الحروب أو الاضطرابات السياسية أو الكوارث الطبيعية عادة ما يواجهون عرقلة شديدة في تعلمهم، وذلك له تبعات تؤثر عليهم طوال حياتهم.
وهذه التبعات أكثر شدة في مرحلة التعليم الابتدائي ودون الثانوي، والتي يتعلم خلالها الأطفال المهارات الحيوية في القراءة والكتابة. والفتيات هن الأكثر تضررا. حيث حتى قبل جائحة كوفيد-19، نصف الفتيات فقط كنّ يذهبن إلى المدارس. واحتمال انقطاع الفتيات في مناطق الصراع عن الدراسة يبلغ 2.5 ضعفا. والآن، وبسبب أثر الجائحة، يوجد احتمال بانقطاع 20 مليون فتاة عن التعليم نهائيا في السنة القادمة.

اهداف القمة

وإذ ذاك، فإن الإعلان عن إجراء هذا البحث الجديد يأتي بدعم من المملكة المتحدة عشية انعقاد القمة العالمية للتعليم، والتي يستضيفها رئيس الوزراء في لندن في أواخر شهر يوليو/تموز.
ومن المتوقع أن تجمع هذه القمة أموالا لدعم الشراكة العالمية لأجل التعليم، وهي مؤسسة هدفها إحداث تحوّل نوعي في تعليم الأطفال في أنحاء العالم، وتوفير فرصة التعلم لنحو 175 مليون طفل.
وقال وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب: "نعتقد بأن من الضروري حصول كل فتاة وكل صبي على تعليم جيد، أينما كانوا يعيشون".
وأضاف: "هذا البحث سوف يجد سبلا أفضل لمساعدة أكثر أطفال العالم حاجة للمساعدة، والذين تضرروا من الصراع ومن أزمات طويلة الأمد، في الحصول على تعليم أفضل."
وقال راب: بدون توفر الدراسة والتعليم الفعال، نواجه احتمال تخلف الكثير من الأطفال في دراستهم، ومن ثم انقطاعهم عن التعليم نهائيا. وهناك احتمال بانقطاع 20 مليون فتاة عن التعليم نهائيا في السنة القادمة، وذلك يتركهم عرضة لخطر زواج الأطفال، والعنف الجنساني، وتهريب الأطفال، والانتهاك الجنسي.

برامج وسياسات

وسيكون البحث الجديد المعلن عنه، والذي سوف يبدأ في شهر سبتمبر/أيلول، أساسا تستند إليه برامج وسياسات التعليم في أنحاء العالم.
وكان بحق سابق في هذا المجال ساد في بلورة التعليم في جمهورية الكونغو الديموقراطية، حيث اثنان من بين كل ثلاثة أطفال ممن يلتحقون بالمدرسة ينقطعون عن التعليم لدى بلوغهم 11 أو 12 سنة. وقد ساعد البحث أطفالا من بين الأكثر معاناة من صدمات نفسية في الاستمرار بالتعليم، وذلك بتوفير بيئة آمنة وداعمة لهم.
يشار إلى أن المبلغ المعلن عنه من جانب الحكومة البريطانية، سوف يدعم بحثا واسع النطاق يستمر حتى سبتمبر/أيلول 2024 على الأقل. وهو جزء من 400 مليون جنيه إسترليني رصدته المملكة المتحدة لتعليم الفتيات، وكان وزير الخارجية قد أعلن عنه في بيان وزاري خطي قدمه لمجلس العموم في شهر إبريل/نيسان الماضي.
وهذا المبلغ يأتي إضافة إلى 430 مليون جنيه تعهدت المملكة المتحدة بتقديمه في الشهر الماضي لدعم جهود الشراكة العالمية لأجل التعليم على مدى السنوات الخمس القادمة.