ايلاف من لندن: قالت بغداد الخميس ان حوارها الاستراتيجي الرابع مع واشنطن الجمعة سيكون الاخير ويضع جدولا زمنيا للانسحاب الاميركي من العراق ويعقد اتفاقات أمنية وعسكرية وفي مجالات الطاقة والصحة وجائحة كورونا.
وأشار وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين ان "لقاء رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي مع الرئيس الاميركي جو بايدن في واشنطن الاثنين المقبل سيبحث مجمل العلاقات العراقية الأميركية" لافتا الى أن "جولة الحوار ستشهد الاتفاق على جدولة الانسحاب الأميركي".
وبحسب البيت الابيض فان زيارة الكاظمي الى واشنطن ستتيح "تأكيد الشراكة الاستراتيجية" بين البلدين. واشار الى أنّ بايدن "يتطلع أيضاً إلى تعزيز التعاون الثنائي مع العراق في القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية" وخصوصا "الجهود المشتركة لضمان الهزيمة الدائمة" لتنظيم داعش.

(وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين)

العودة الى اتفاق 2008

ونوّه وزير الخارجية العراقي الى ان جولة الحوار الاستراتيجي ستتفق اضافة الى جدولة انسحاب القوات الاميركية من العراق وعلى اتفاقات بشأن الملف الأمني والعكسري وفي مجال الطاقة والصحة وجائحة كورونا.
وبين الوزير العراقي في تصريحات لوكالة "رووداو" العراقية وتابعتها "أيلاف"ان جولة الحوار الاستراتيجي الرابعة بين العراق والولايات المتحدة ستكون الأخيرة، متوقعا أن البلدين قد يعودان إلى الاتفاق الموقع بينهما عام 2008.

الاتفاقية الأمنية

يشار الى ان العراق والولايات المتحدة كانا قد وقعا عام 2008 على "قانون الاتفاقية الأمنية بين الولايات المتحدة والعراق" و"قانون اتفاقية الإطار الاستراتيجي لعمل القوات الأميركية في العراق".
وتتضمن البنود الأساسية هذا الاتفاق انسحاب القوات الأميركية من البلدات العراقية بحلول منتصف عام 2009 وأن تغادر البلاد بشكل كامل بحلول 31 كانون الاول (ديسمبر) عام 2011.
كما تقضي بأن يخضع المتعاقدون مع الولايات المتحدة للقانون العراقي ويجوز محاكمتهم أمام محاكم عراقية فيما يخضع الجنود الأميركيون والمدنيون العاملون في وزارة الدفاع الأميركية للقانون العسكري الأميركي لكنه يمكن محاكمتهم أمام محاكم عراقية في حالة ارتكاب جرائم خطيرة عمدا خارج قواعدهم وخارج المهام المكلفين بها.
وتؤكد الاتفاقية على ان كل المباني الثابتة التي تستخدمها القوات الأميركية تصبح ملكا للعراق وتسلم كل القواعد العسكرية الأميركية الى العراق عندما تنسحب منها القوات الأميركية.
اما القوات الأميركية التي بقيت في العراق بعد نهاية 2011 فإن مهامها الأساسية هي تدريب القوات العراقية لا المشاركة في مهام قتالية وهي مضطرة إلى البقاء خارج القصبات والمدن في أماكن وقواعد متفق عليها بين الطرفين.
وتنص الاتفاقية على انه يجوز لأي من الطرفين إنهاء الاتفاق بعد مرور سنة واحدة من استلام أحد الطرفين من الطرف الآخر إخطارا خطيا في هذا الشأن.
وكانت القوات الاميركية قد عادت الى العراق بطلب من حكومة رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي اثر احتلال تنظيم داعش لحوالي خمس مساحة العراق تضم محافظات غربية وشمالية قبل ان تستعيدها القوات العراقية بدعم من قوات التحالف الدوالي بقيادة القوات الاميركية منها أواخر عام 2017 .

لا قواعد أميركية

وتابع وزير الخارجية العراقي مؤكدا أنه "ليس هناك قواعد أميركية في العراق وأن الأميركان يتواجدون في معسكرات عراقية وليست أميركية".
وكان الوزير قد وصل الى واشنطن الثلاثاء الماضي على رأس وفد العراق المفاوض مع الجانب الاميركي والذي يضم 25 عضوا من المستشارين والمختصين في معظم القطاعات التي سيبحثها الجانبان خلال الحوار الذي سيجري في واشنطن غدا الجمعة.
وفيما سيرأس الجانب العراقي في هذه الجولة التفاوضيّة وزير الخارجيَّة فؤاد حسين فانه سيكون على رأس الوفد الأميركيّ وزير الخارجيَّة أنتوني بلينكن.
ولا يزال هناك حوالي 3500 جندي أجنبي على الأراضي العراقيّة بينهم 2500 أميركي لكنّ إتمام عمليّة انسحابهم قد يستغرق سنوات.
واستهدف حوالي خمسين هجوماً صاروخيّاً أو بطائرات مسيّرة المصالح الأميركيّة في العراق منذ بداية العامالماضي اذ تُنسب هذه الهجمات التي لم تتبنّها أيّ جهة إلى فصائل شيعية مسلحة موالية لايران.
واستهدف أحدث هجوم كبير في السابع من الشهر الحالي قاعدة عين الأسد العسكرية التي توجد فبها قوات اميركية في غرب العراق حيث سقط 14 صاروخاً من دون تسجيل إصابات.
وشنت الولايات المتحدة من جهتها ضربات نهاية حزيران يونيو الماضي على مواقع للحشد في العراق وسوريا ما أسفر عن مقتل حوالي عشرة مقاتلين.
ويثير ذلك مخاوف من اندلاع صراع مفتوح في العراق بين حليفتي بغداد الولايات المتحدة وإيران فيما يسعى الكاظمي الى تجنيب بلده ويلات مثل هذا الصراع عليها.