إيلاف من لندن: انقسم الشارع الأردني في موجة جدال عبر وسائل الاتصال الاجتماعي بعد وصف عضو في لجنة ملكية للتحديث للضحية بأنها تفتقر إلى الرحمة والرأفة.
ووضعت عضو اللجنة الملكية لتطوير منظومة الحياة السياسية في الأردن وفاء عوني الخضراء نفسها في "عش الدبابير" بعد إثارتها جدلاً واسعاً وغضباً عارماً بعد تغريدة لها اعتبرها البعض بأنها انتقاد لواحدة من شعائر الدين الإسلامي واصفةً إياها بأنها تفتقر للرحمة والرأفة.
ومقابل موجة التنديد عبر وسائل الاتصال بما صدر عن الدكتورة الخضرا، فإن مهتمين بالشأن الأردني يرون ان موجة الغضب تعني أن التحديث امر بعيد المنال ما دام الجمود مسيطرا مع استمرار رفض التغيير أماما، وقالوا إن عضو لجنة التحديث لم تغلط في شؤون العقيدة ولم تهاجم الإسلام كما يعتقد البعض.
وعلم أن الدكتورة الخضرا اضطرت إلى ايقاف صفحتها عبر موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) بعد الهجمات التي واجهتها.
وتأتي الحادثة مع الدكتورة الخضرا تذكيرا بما حدث قبل سنوات مع الكاتبة المصرية المعروفة بمواقفها المناهضة للإسلاميين فاطمة ناعوت، حيث كانت المحكمة المصرية سجنتها العام 2016، لثلاث سنوات لإدانتها بـ"ازدراء الأديان"، وذلك إثر انتقادها في تدوينة، نشرتها في أكتوبر/تشرين الأول 2014 على فيسبوك، "ذبح الأضاحي" في أعياد المسلمين.
وكانت فاطمة ناعوت، كتبت على فيسبوك في عيد الأضحى آنذاك: "كل مذبحة وأنتم بخير"، في إشارة إلى ذبح الخراف في هذا العيد.
وإلى ذلك، فإن منشور عضو اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية وفاء الخضرا اثار حفيظة المواطنين الذين اعتبروا ما كتبته تطاول على الدين الاسلامي متسائلين عما يُمكن ان تقدمه من افكار ومقترحات من خلال مشاركتها في لجنة الاصلاح الملكية وهذه هي نظرتها للدين الاسلامي الحنيف فيما دعا أخرون الى اقالتها فورا من اللجنة.
خرج عن السياق
وردت الخضرا في رها على الحملة ضدها قائلة إنها لم تقصد في حديثها عن الاضاحي ما نقل على لسانها واخرج عن سياقه مع الأسف، وعن معناه المقصود من قبل البعض، سامحهم الله، في موضوع الأضاحي، والتي هي من شعائر الدين الحنيف التي نمارسها في كل عيد أضحى مبارك.
وأضافت، "معاذ الله أن يُشكك أحد منا في أهمية هذه الشعائر والغايات النبيلة التي تحققها، دينياً من باب الواجب والدروس المستفادة واجتماعياً من باب التكافل".
وبينت الخضرا أن موقفها هنا هو موقف كل مسلم يفتخر بدينه الحنيف ويدافع عنه أمام أي هجوم أو تشويه أو مس به.
وأشارت إلى أن ما قالته حول بعض الممارسات التي يقوم بها البعض في طريقة الذبح والتعامل مع الأضاحي والتي لا تراعي الأصول الشرعية المعروفة القائمة على الرأفة والذبح السريع وغير المؤلم وفي الأماكن المخصصة لذلك.
عظمة الاسلام
وأكدت: "كل ما أقصده هنا كمقترحٍ بنّاء خدمة لديننا الحنيف ولكي تكون عاداتنا مستمدة من عظمة الإسلام ورقيه، أن تراعى الأسس السليمة في ذبح الأضاحي وأن تنظم من قبل الدولة بحيث تحقق الغاية المرجوة من ناحية وتعطي الصورة المشرقة عن الإسلام التي نريدها جميعاً من ناحية أخرى، لا الصورة السلبية التي تنجم عن ممارسات البعض الخاطئة والقاسية والتي تصل لمستوى التعذيب للأضاحي والتي تثير الهلع لدى بعض الأطفال وقد تنقل العدوى لبعضهم من خلال لمس الدم وتلوث البيئة وإخلال توازنها عندما لا تنفذ على أصولها وفي الأماكن الصحية المخصصة لها، والتي ينشرونها في وسائل التواصل الاجتماعي على نحو منفر وغير مقبول بأي شكل من الأشكال، فيحصل الضرر والتشويه لديننا وثقافتنا، وهو الأمر الذي لا نقبله".
وخلصت الخضرا إلى القول: "هذا وإن واجبنا الديني يحتم علينا جميعاً التصدي لمثل هذه الممارسات الخاطئة والمسيئة. وأنتهز هذه الفرصة لأقترح على الجهات المعنية في الدولة وعلى القائمين على المؤسسات الدينية وعلى كل الغيورين على ديننا الحنيف بالتعامل مع ذبح الأضاحي بما يمليه علينا الشرع وفي الأماكن المخصصة وبالطرق السليمة".
التعليقات