واشنطن: يعتقد رضا بهلوي نجل آخر شاه لإيران أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة على وشك الإنهيار، لكن تحقيق ذلك يتطلّب مساعدة الغرب كما قال في مقابلة مع وكالة فرانس برس في واشنطن.

وبينما تمّ تنصيب إبراهيم رئيسي المحافظ المتشدّد رئيسًا لإيران، أشار المعارض الذي يعيش في إحدى ضواحي العاصمة الأميركيّة، إلى نسبة الإمتناع عن التصويت في الإنتخابات الأكبر منذ الثورة الإسلاميّة التي أطاحت والده، وكذلك إلى الإحتجاجات الأخيرة في جميع أنحاء البلاد بسبب نقص المياه.

وقال رضا بهلوي "هل النظام منقسم وهشّ على حافة الهاوية؟ نعم. ولكن كالعادة إذا ألقينا له طوق نجاة فسيلتقط أنفاسه ويعيش لفترة أطول قليلاً". وأضاف "لدينا فرصة لتوجيه ضربة قاضية له. لا نطلب من العالم أن يفعل ذلك من أجلنا، الإيرانيّون يريدون القيام بذلك إنّهم يحتاجون فقط إلى بعض المساعدة".

وهذه ليست المرّة الأولى التي يتوقّع فيها نجل الشاه مثل غيره من المعارضين الإيرانيّين في المنفى، السقوط الوشيك للحكم في طهران. فمنذ نحو عامين أكّد أنّ "الإنهيار النهائي" كان مسألة "بضعة أسابيع أو أشهر".

ما الفرق هذه المرة؟

قال أنّها "الطريقة التي يقتل فيها النظام الناس ببساطة(...) شباب بسطاء عطشى يطالبون بحقوقهم". وأضاف أنّ "هذا الرد لا يدلّ على شعور بالثقة والإستقرار" بل هو "أقرب إلى محاولة أخيرة لمحاولة إخماد النيران".

لكنّ القادة الإيرانيّين خسروا كل أوراقهم على حدّ قول رضا بهلوي الذي أوضح أنّ "ردّ النظام اليوم هو وضع الشخصيّة الأبغض والأكثر قتامة ويدعى رئيسي، على رأس البلاد".

ويرى رضا بهلوي أنّ الرئيس الجديد "جزار ومجرم ستتمّ محاكمته يومًا ما لارتكابه جرائم ضدّ الإنسانيّة".

وبسبب رفضها مقاطع الرئيس الجديد صراحة، ينتقد بهلوي "الديموقراطيّات الغربية" التي "يبدو أنّها تطعن الناس في الظهر".

وأشار خصوصًا إلى قرار الإتحاد الأوروبي إرسال ممثّل إلى مراسم أداء رئيسي للقسم معتبرًا أنّها "صفعة" يمكن أن تمنحه "شرعيّة لا يستحقّها".

كذلك، أشار إلى الرغبة التي عبّر عنها الرئيس الأميركي جو بايدن في مواصلة التفاوض مع الحكومة الجديدة لمحاولة إنقاذ الإتفاق النووي الذي انسحبت واشنطن منه في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

وبدأت المفاوضات غير المباشرة في نيسان/ أبريل في فيينا مع فريق الرئيس السابق حسن روحاني المعتدل على الساحة السياسيّة الإيرانيّة لكنّها لم تفض إلى نتيجة.

دعوة إلى الحوار

ويرى المعارض أنّ المسألة النوويّة ليست سوى واحدة من المشاكل الكثيرة التي يجب إثارتها. ويتساءل "ما مصير قضيّة حقوق الإنسان؟ كيف ستستخدم الأموال الموزّعة؟"، متهماً السلطات الإيرانية باختلاس الأموال التي تم الحصول عليها أثناء رفع العقوبات المرتبطة بإبرام هذه الإتفاقية في 2015، قبل أن يعيد ترامب فرضها.

وتابع أنّ إدارة بايدن مخطئة إذا اعتقدت أنّ طهران ستقول "الآن بعد أن تفاوضنا سنترككم وشأنكم"، مؤكّدًا أنّهم "بحاجة لمواصلة هذا الموقف من العداء وعدم الإستقرار الإقليمي لأنّهم أفلتوا حتى الآن بهذه الطريقة".

ويقدّم ولي العهد السابق ببزته الرمادية التي وضع على ياقتها دبوسًا لأسد رمز الحقبة الإمبراطوريّة نفسه للساحة السياسيّة الإيرانيّة على أنّه "جمهوري بطبيعته" لا يدفع باتجاه إعادة النظام الملكي بل إلى إقامة ديموقراطيّة "علمانيّة".

لكن لتحقيق ذلك يصرّ على أن تبدأ الدول الغربيّة حوارًا مع المعارضة الإيرانيّة الآن.

ويؤكّد أنّه "بدون حوار بنّاء مع القوى الديموقراطية التي تمثّل هذا البديل(...) لن يكون لدينا السهولة أو الإمكانيّة نفسها لإيجاد طريق أفضل نحو ما أسمّيه انهيار داخلي منضبط بدل فوضى قابلة للإنفجار".