إيلاف من بيروت: بعد هجوم بطائرة بلا طيار على ناقلة إسرائيلية في بحر عمان، ألقي باللوم على إيران التي تضاعف المخاطر في حرب ظل طويلة بين طهران وتل أبيب. تبادل البلدان الهجمات برا وجوا وبحرا في السنوات الأخيرة، كما دخل في الصراع حلفاء لإيران في المنطقة.

أدى هجوم 29 يوليو على الناقلة في خليج عمان، والذي نفت إيران تورطها فيه، إلى تهديدات إسرائيلية بالانتقام. كما أثار تحذيرات من أعمال انتقامية محتملة من المملكة المتحدة التي فقدت أحد أفراد طاقم السفينة، ومن الولايات المتحدة التي أنشأت قوة بحرية مع شركاء لها في عام 2019 للمساعدة في حماية الممرات البحرية في الشرق الأوسط، بحسب وكالة "بلومبرغ".

ما سبب العداء بين الإيرانيين والإسرائيليين؟

كانوا حلفاء منذ خمسينيات القرن الماضي في عهد آخر ملوك إيران، الشاه محمد رضا بهلوي. لكن الصداقة انتهت فجأة مع اندلاع الثورة الإسلامية في إيران في عام 1979.

تبنت جمهورية إيران الإسلامية موقفًا مناهضًا لإسرائيل، وشجبت الدولة اليهودية باعتبارها قوة إمبريالية في الشرق الأوسط. ودعمت إيران الجماعات التي تقاتل إسرائيل بانتظام، لا سيما حزب الله في لبنان وحركة حماس في غزة.

تعتبر إسرائيل قدرة إيران على بناء أسلحة نووية تهديدًا لوجودها، ويُعتقد أنها وراء حملة التخريب التي طالت البرنامج النووي الإيراني.

أين تدور حرب الظل؟

بدأت الهجمات المتبادلة على السفن التجارية في عام 2019. لم تتحمل إسرائيل ولا إيران المسؤولية عن الضربات، رغم أنه يعتقد على نطاق واسع أنهما وراءها.

شملت الأهداف ناقلات نفط إيرانية متجهة إلى سوريا، وسفينة إيرانية قبالة سواحل اليمن كانت بمثابة قاعدة عائمة للحرس الثوري الإسلامي، القوة العسكرية الأولى في البلاد، وسفن شحن تابعة لإسرائيليين أو مرتبطة بهم، بما في ذلك حاملة سيارات تعرضت للهجوم في فبراير.

في إيران، يُعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل وراء اغتيال خمسة علماء نوويين إيرانيين منذ عام 2010 والعديد من الهجمات على مواقع نووية داخل البلاد.

اتهمت إيران إسرائيل والولايات المتحدة بالوقوف وراء مقتل العالم محسن فخري زاده في كمين في ضواحي طهران في نوفمبر الماضي. وامتنعت كل من إسرائيل والولايات المتحدة عن التعليق على حادثة القتل.

في حادثة أخرى في أبريل من هذا العام، ألقت إيران باللوم على إسرائيل وتعهدت بالانتقام لتفجير في أكبر منشآتها لتخصيب اليورانيوم في نطنز، والذي قالت إنه تسبب بأضرار كبيرة لأجهزة الطرد المركزي.

هذه هي المرة الثانية في أقل من عام التي يتعرض فيها الموقع لانفجار مريب. ولم تؤكد إسرائيل ولم تنف مسؤوليتها عن أي من الهجومين.

ومنذ اندلاع الحرب الأهلية قبل عقد من الزمان في سوريا المحاذية لإسرائيل، وسعت إيران وجودها العسكري في البلاد لدعم حليفها رئيس النظام بشار الأسد.

رداً على ذلك، شنت إسرائيل حملة علنية بشكل متزايد في سوريا ضد أهداف مرتبطة بإيران، ما أدى، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام، إلى مقتل بعض الإيرانيين. قصفت الطائرات الإسرائيلية بشكل متكرر مواقع عسكرية حول العاصمة دمشق وما وراءها.

في لبنان، الجبهة الأقدم في المعركة، شكل الشيعة حزب الله في عام 1982 كردة فعل على احتلال إسرائيل لجنوب البلاد. كانت حركتهم مستوحاة من الثورة في إيران ذات الأغلبية الشيعية، وأصبح حزب الله إلى حد ما وكيلًا للحرس الثوري الإيراني.

منذ الحرب الأخيرة بين إسرائيل ولبنان في عام 2006، بنى حزب الله ترسانة كبيرة من الصواريخ على طول الحدود الشمالية لإسرائيل، وفقًا للجيش الإسرائيلي. واستهدفت إسرائيل، وفقًا لتقارير إعلامية، المكونات الرئيسية لبرنامج حزب الله الصاروخي في لبنان، بينما رد حزب الله أحيانًا بإطلاق صواريخ على إسرائيل ومهاجمة القوات الإسرائيلية على طول الحدود.

ما هي أهداف الجانبين؟

يسعى كلاهما إلى تجنب الاشتباك الواضح والمباشر، والذي من شأنه أن يخاطر بالتصعيد إلى حرب شاملة، ويفضلان بدلاً من ذلك التصرف بإنكار معقول. تشمل أهداف إسرائيل إحباط برنامج إيران النووي واحتواء نفوذها الأوسع في المنطقة. ويُنظر إلى هجمات الظل الأخيرة التي شنتها إيران على نطاق واسع على أنها سياسة حافة الهاوية، وتهدف إلى تحسين نفوذها في المحادثات لإحياء اتفاق 2015 الذي رفعت بموجبه القوى العالمية العقوبات مقابل فرض قيود على برنامج طهران النووي.

كانت إسرائيل من أشد منتقدي هذا الاتفاق. انسحبت الولايات المتحدة، في عهد الرئيس دونالد ترمب، من الاتفاق في عام 2018 وأعادت فرض العقوبات، ما دفع إيران في النهاية إلى انتهاك القيود النووية التي وافقت عليها.

ما هي المخاطر؟

مخاطر التصعيد كبيرة للبلدين. وفقًا للجيش الإسرائيلي، يمتلك حزب الله ترسانة من نحو 130 ألف صاروخ، ما قد يتسبب في أضرار كبيرة إذا تم إطلاقها على إسرائيل.

ربما يؤدي تصعيد الصراع إلى تأجيج المنطقة ومن المرجح أن يزيد من إضعاف الاقتصاد الإيراني، المحاصر بالفعل بسنوات من العقوبات وتفشي كورونا المدمر.


أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "بلومبرغ".