ايلاف من لندن: اعلن في بغداد الاثنين عن البدء بعمليات لاجلاء عراقيين من بيلاروسيا واتخاذ اجراءات لانقاذ 1500 عراقي عالقين على حدودها مع ليتوانيا من ضحايا شبكات التهريب والاتجار بالبشر.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف ان رحلة جوية من مينسك عاصمة بيلاروسيا ستصل الى بغداد اليوم وعلى متنها اكثر من 80 مسافراً عراقيا كما ستنفذ غدا أيضا رحلة اجلاء سيكون على متنها 200 شخصاً .

واضاف المتحدث الرسمي العراقي في بيان صحافي تابعته "ايلاف" انه "سيتم نقل جثمان العراقي جعفر الحارس الذي توفي على الحدود البيلاروسية الليتوانية الى العراق".. مشيرا الى ان "وفد سفارة العراق لدى موسكو والمتواجد في العاصمة البيلاروسية مينسك قام بتهيئة الاجراءات اللازمة من اجل اتمام نقل العالقين في مينسك".

واوضح ان "هناك تواصل تام مع السلطات البيلاروسية لمعرفة التطورات كافة في المناطق الحدودية والتنسيق من اجل اجلاء الراغبين".. مؤكدا ان الفريق الدبلوماسي العراقي المقيم في مينسك مستمر بمنح جوازات العبور لمن فقد جواز سفره ويرغب بالعودة الى العراق".

أيقاف الرحلات الى بيلاروسيا

وأكد الصحاف ان الوزارة تواصل إجراءات بشأن إيقاف السفر الى بيلاروسيا بهدف منع استغلال العراقيين من قبل شبكات التهريب والاتجار بالبشر وحل مشكلة 1500 منهم عالقين على حدودها مع ليتوانيا.

واشار الى تشكيل "لجنة تحقيقية وبمتابعة كادر دبلوماسي في موسكو للوقوف على تفاصيل الحادث الذي أودى بحياة مواطن عراقي على الشريط الحدودي الرابط بين بيلاروسيا وليتوانيا مؤخرا".. موضحا انها "اجتمعت بالجهات المعنية والتنسيقية المختصة في الحكومة البيلاروسية للوقوف على تفاصيل دقيقة بشأن الحادث".

وأضاف أن "الحكومة اتخذت جملة من الاجراءات بشأن موضوع اللاجئين والمسافرين العراقيين إلى بيلاروسيا منها ايقاف الرحلات اليها".. مبيناً في تصريح لوكالة الانباء العراقية الرسمية تابعته "ايلاف" أن "الهدف من ذلك إيقاف استغلال شبكات التهريب والإتجار بالبشر للعراقيين".

واكد ان الخارجية تتابع الوضع الانساني للعراقيين على الشريط الحدودي بين بيلاروسيا وليتوانيا بالإضافة الى أن الخطوط الجوية تعمل على تيسير رحلات العودة من العاصمة البيلاروسيا مينسك الى بغداد .

عالقون على الحدود الليتوانية - البيلاروسية

من جهتها اوضحت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في العراق ان عدد العراقيين العالقين على الحدود بين بيلاروسيا وليتوانيا يتجاوز 1500 شخصا.

وقال المتحدث الرسمي باسم المفوضية فراس الخطيب في تصريح صحافي تابعته "ايلاف" إن "المفوضية تقدم الدعم الإنساني للعراقيين العالقين على حدود ليتوانيا وبيلاروسيا من خلال التواصل مع السلطات المعنية هناك والتأكيد على ضرورة التعامل الانساني معهم.

واشار الى ان عدد اللاجئين العالقين هناك يصل الى ثلاثة آلاف شخص من 37 جنسية مختلفة تبلغ نسبة العراقيين منهم حوالي 60 بالمائة أي أكثر من 1500 شخص.

وأضاف أن "المفوضية السامية تقدم العون والدعم والاستشارات لهذه الفئة، بموجب القوانين الدولية التي تعمل وفقها الحكومات ومنظمة الهجرة الدولية بمساعدتهم إما بقبول اللجوء أو إعادتهم طوعا الى بلدانهم الاصلية".

ضحايا عراقيون

وكان حرس الحدود البيلاروسي قد عثر الاسبوع الماضي على مهاجر عراقي قُتل بقسوة في بلدة ميدينينكاي الحدودية مع ليتوانيا وجرح 5 آخرين وسط توترات سياسية يتعلق بعضها بالهجرة بين البلدين.

وتشتبه السلطات الليتوانية في قيام بيلاروسيا بتنسيق تدفق المهاجرين اليها وخاصة من العراقيين ردا على العقوبات المفروضة من الاتحاد الأوروبي على بيلاروسيا ولكن على الرغم من نفي هذه الدولة يرى الاتحاد الأوروبي أن مينسك تستخدم المهاجرين سلاحا للضغط على جارتها ليتوانيا التي تستضيف معارضي نظامها.

وسبق لوزير خارجية ليتوانيا غابريليوس لاندسبيرغيس ان بحث في بغداد في 15 من الشهر الماضي مع نظيره العراقي فؤاد حسين الهجرة العراقية إلى بلده الواقع في بحر البلطيق.

وقال الوزير الليتواني خلال مؤتمر صحافي مع حسين ان المهاجرين العراقيين وُعدوا بـ"جنة أوروبية" لكن انتهى بهم الأمر في "غابة ليتوانية وسط مخيم للاجئين". وألقى الوزير باللوم على بيلاروسيا المجاورة في "استخدام المهاجرين ومعظمهم من العراقيين للضغط على الاتحاد الأوروبي من أجل تغيير سياسته تجاهها".

ومن جانبه قال حسين إن العراق "سيحقق في شبكات الاتجار بالبشر المسؤولة عن تهريب مواطنيه إلى أوروبا". واوضج إن حكومته ستشكل "لجنة تضم ممثلين عن وزارتي الخارجية والهجرة وجهاز المخابرات وهيئة الطيران المدني لتضييق الخناق على شبكات التهريب".

وسجلت ليتوانيا التي يبلغ عدد سكانها 2.8 مليون نسمة دخول أكثر من 4 آلاف مهاجر هذا العام معظمهم من العراقيين مقابل 81 في عام 2020.

وبدأت ليتوانيا خلال الشهر الماضي بناء حاجز من الأسلاك الشائكة طوله 550 كم على حدودها مع بيلاروسيا.