أيلاف من لندن: أعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الاثنين إطلاق عملية أمنية في قضاء الطارمية إحدى مناطق حزام بغداد للقضاء على الخلايا النائمة لداعش، محذراً من محاولات متطرفة لخلق فتن طائفية.
وقال الكاظمي وهو القائد العام للقوات المسلحة خلال اجتماعه مع القيادات الامنية في قضاء الطارمية احد اقضية حزام بغداد ان "مكافحة الإرهاب مسؤولية جماعية يجب أن يشارك فيه الجميع، والقضاء على الإرهاب، وتجفيف منابعه يحتاج إلى عزيمة وقوة منكم، وأيضاً من خلال التعاون بين الدولة والمواطن".
تعزيزاتٌ عسكرية
واضاف الكاظمي "علينا إعادة الخطط الأمنية المتبعة لمواجهة الخلايا النائمة، ومنع تكرار أي خروقات، وسيتم تعزيز قوات إضافية في الطارمية وعليكم العمل معاً بجد ومهنية عاليين، بالتعاون والتنسيق لتحسين الأداء، وارتفاع مستوى النتائج".
ودعا الكاظمي أهالي الطارمية الى الاستمرار في التعاون والإبلاغ عن أي حالة تحرك مشبوهة في المنطقة، لمواجهة عصابات داعش الإرهابية.. كما طالبهم بتشكيل مجلس من وجهاء المنطقة للتعاطي والتواصل مع القوى الأمنية في مختلف المستويات".
الكاظمي متحدثا الاثنين 23 آب اغسطس 2021 الى قيادات عمليات حزام بغداد (الصورة من اعلام رئاسة الحكومة)
إطلاق عملية أمنية
واعلن الكاظمي انطلاق عملية أمنية، بالتعاون مع أهالي قضاء الطارمية للقضاء على الخلايا النائمة في المنطقة.
وقال "يجب علينا الانتباه جميعاً الى الأصوات المتطرفة، التي تبحث عن فرص لخلق شرخ اجتماعي بين العراقيين وخلق فتن طائفية، هذه الأصوات مرفوضة من قبل الجميع، فقد أثبت العراقيون بأنهم لم ينجروا، ولن ينجروا وراء هكذا خطابات مغرضة".
واشار الى ان العراق يمر اليوم بظروف حساسة جداً، وقد نجحنا بتفكيك الكثير من الأزمات الداخلية والخارجية والتغلّب على العديد من التحديات، وأمامنا بحدود شهرين للانتخابات المبكرة التي ستأتي بحكومة جديدة، تستمر بما حققناه خلال العام والأشهر الماضية.
واضاف "نحن -العراقيين- أمام منعطف تأريخي كبير، يجب على الجميع التعاون والمساعدة في عبوره، وتحقيق المصالح الوطنية العليا". وقال "نعمل على تأسيس دولة عراقية قوية وناجحة بمؤسسات فاعلة ومهنية، وهذا لا يتحقّق من دون مساهمة واعية وفاعلة من قبل المواطنين أنفسهم".
ووصل الكاظمي في وقت سابق اليوم إلى قضاء الطارمية احد اقضية حزام بغداد وعقد اجتماعاً مع القيادات الأمنية تم خلاله بحث عمليات العنف التي شهدتها المنطقة خلال الايام الثلاثة الاخيرة والاجراءات المطلوبة لفرض الامن فيها.
مرشحي الانتخابات وامكانات الدولة
كما اجتمع الكاظمي في مقر قائممقامية الطارمية بالمسؤولين المحليين واستمع إلى المشكلات التي تعاني منها نواحي الطارمية ومناطقها حيث وجّه بمتابعة الاحتياجات الخدمية، وإعطاء الأولوية لمشاريع الصرف الصحي.
وحذّر خلال الاجتماع، من استغلال دوائر الدولة ومواردها ومشاريعها لصالح مرشحي الانتخابات، مؤكداً اتخاذ الإجراءات القانونية بشأن ذلك.
ودعا اهالي القضاء الى التعاون مع القوات الامنية في ملاحقة فلول داعش الارهابية، والقضاء على حواضنها، من اجل استقرار الطارمية، وتحقيق أمن العوائل الآمنة.
الكاظمي ملتقيا وجهاء عشائر قضاء الطارمية الاثنين 23 آغسطس آب 2021 (الصورة من اعلام رئاسة الحكومة)
توترٌ أمني
ويشهد قضاء الطارمية توتراً أمنياً حيث تقوم عناصر لتنظيم داعش بهجمات ضد القوات الامنية خاصة منها الحشد الشعبي الذي ينفذ عمليات امنية هناك وشهد الجمعة الماضي انفجارعبوة ناسفة على عربة لقوات الحشد قبل أن يفتح مسلحو وقناصة داعش النارعلى عناصرها ما أوقع 4 قتلى و6 جرحى.
واشار الحشد الشعبي الى انه ينفذ منذ اسبوعين "عمليات امنية لتطهير مناطق القضاء حيث مايزال الارهاب ينشط ويتحرك على تخوم العاصمة بغداد وفي اخطر منطقة فاصلة بين بغداد وصلاح الدين والانبار".
والقتلى هم معاون أمر فوج المغاوير في اللواء 12 من الحشد ضرغام عدنان الجنابي وعلي كاظم حاتم الازيرجاوي ويوسف محمد الكريماوي ومحمد حمزة الجبوري.
عمليات عنف مستمرة
وعادة ما تشهد منطقة الطارمية بين الحين والاخر عمليات عنف تزايدت خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة التي شهدت اغتيال المرشح للانتخابات البرلمانية هشام المشهداني عن تحالف "العزم" الانتخابي السني بزعامة الشيخ خميس الخنجر والذي كان يرأس تجمع "شباب الطارمية" الذي يقدم مساعدات إغاثية وتعليمية لأبناء القضاء.
وبعد ذلك بايام شنت مجموعة مسلحة من تنظيم داعش هجوما مسلحا استهدف منزل القيادي في الحشد الشعبي حامد شديد.
واثر ذلك دعت لجنة الامن والدفاع في البرلمان العراقي الى جهد أمني وعسكري منسقاً على اعلى المستويات تشترك فيه القوات العسكرية والأمنية بمختلف تشكيلاتها وبتعاون وتنسيق استخباري يشارك فيه أهالي الطارمية المتضررين".
حزام بغداد
ومدينة الطارمية هي مركز قضاء بالاسم نفسه (50 كم شمال يغداد) وهو أحد الأقضية الستة التي تحيط بغداد وتقع جنوب محافظة صلاح الدين وتتبع اداريا لمحافظة بغداد بينما كانت تابعة لمحافظة صلاح الدين حتى عام 1997.
يبلغ تعداد سكان المدينة حوالي 70 الف نسمة أما القضاء بحوالي 110 الاف نسمة وهو يضم ثلاث نواحي هي مركز القضاء وناحية المشاهدة وناحية العبايجي وتسكنه عشائر متعددة منها المشاهدة والبوفراج والسلمان والحياليين والجنابيين والجبور والعبيد ومعظمها من السنة.
تقع الطارمية على امتداد نهر دجلة وهي من المناطق المهمة كونها تربط بين أربع محافظات عراقية هي بغداد وديالى وصلاح الدين والانبار. وتمتاز الطارمية بكثرة مزارعها وتواجد الكثير من حقول الدواجن وتربية الاسماك إضافة لتربية المواشي.
التعليقات