إيلاف من بيروت: جريًا على عادتها، أثارت الكاتبة الأردنية زليخة أبو ريشة الجدال واسعًا في الأردني، من خلال منشور لافت على صفحتها في موقع فيسبوك، طالبت فيه سلطات بلادها برفع أذان العشاء بصوت أم كلثوم.

كتبت أبو ريشة في منشورها: "لا أَملُّ الاستماع إلى الأذان، إذا كان الصوت شجيًا. ولكن هذا الصوت المعلّب الذي تبثه وزارة الأوقاف، لا يُذكّر بصلاة، ولا يهيّىء لخشوع. أطربوا القلوب بما يُشجي، ولا تنفّروا ما وسعكم التنفير. هاتوا لنا أذان محمد رفعت فجرًا، وعبد الباسط ظهرًا، والمنشاوي عصرًا، ومصطفى إسماعيل مغربًا، وأم كلثوم عشاء. لعلَّ الذائقة ترتقي، والجمال يصبح برهانا على صدق الحال".

أتت التعليقات على هذا المنشور كثيرة، اتخذت أغلبيتها الساحقة موقف المستنكر، من دون أن يقدم أي من المستنكرين دفاعًا منطقيًا بوجه أبو ريشة، إنما اقتصر الأمر على التطاول الشخصي عليها، واتهامها بالتطاول على الإسلام والقرآن، وتناسى المعلقون أن أم كلثوم نفسها بدأت حياتها منشدة وقارئة للقرآن.

وهذا ما أعادت أبو ريشة التذكير به في منشور آخر، رفضت فيه ما كيل لها من اتهامات. فكتبت: "ما الذي أغضب الجماهيرَ المؤمنةَ التقيةَ الورعةَ من اقتراح أن نسمعَ أذانَ العشاء بصوت أم كلثوم؟ أم كلثوم بدأت منشدة وقارئة للقرآن، لا تتقنُ فقط مقاماتِه وأدبَ إخراج حروفه من جاهر وهامس، ومدغوم ومقلقل. وهي صوت يسبّح خالقَه من جماله، يليق بالأذان أن يؤدّى به".

وأضافت: "أخشى أنَّ كل هذا الاحتجاج التافه الغوغائي، يُبطن جحافلَ من الحقد على الجمال، والتمتع بالبشاعة واجترارها".

ليس دفاعًا عن أبو ريشة، رغم أنه دفاع مشروع في جوانب كثيرة فيه.. لكن، ربما لم تجد أبو ريشة وقتًا ملائمًا اليوم لطرح رأيها هذا، فيما المتأسلمون منتشون بعودة طالبان إلى حكم إمارة أفغانستان الإسلامية. وربما نسي المؤمنون الذي هاجموها أن من قارئي القرآن الرجال من يتميز من غيره بصوته الشجي الجميل، فيسعى الناس إليه سعيًا حثيثًا ليسمعوه وليحفظوا عليه الكلام المنزل بأبهى حلله، حين يكون جمال الترتيل مصاحبًا لجمال المعنى القرآني. أهذا حرام أيضًا؟