كابول: على وقع نشيد "أميركا هُزمت. مستحيل. مستحيل. لكن ممكن"، نظمت حركة "طالبان" احتفالاً بـ"انتصارها" في العاصمة الأفغانية، كابول، التي بقيت بعيدة منها خلال عشرين عاماً من الوجود الأميركي.
وتحت خيام نصبت في وسط حقل فارغ، الأحد 3 أكتوبر، جلس نحو ألف شخص من الرجال والفتية على صفوف من الكراسي أو على الأرض. وفي الخارج، طوّق عشرات الحراس المدججين بالسلاح التجمع، بينما وصل مقاتلو "طالبان" في شاحنات صغيرة.
وقد بدأ التجمع بشكل رسمي بمرور موكب من الرجال المسلحين ويرتدون ملابس قتالية، ويرفعون علم "طالبان". وقد حمل بعضهم قاذفات صواريخ على أكتافهم.
ومعظم المشاركين في المسيرة وهم مدنيون يرتدون ملابس "طالبان" التقليدية أو على الأقل أغطية للرأس، لم يكونوا مسلحين. ورددوا عند وصول المنظمين: "الله أكبر"، مرات عدة، وكرروا هتافات مؤيدة للحركة.
بعد سبعة أسابيع على استيلاء المقاتلين المتطرفين على السلطة تسعى "الإمارة الإسلامية"، النظام الجديد الذي فرضته حركة "طالبان"، إلى تثبيت شرعيتها لدى السكان ودول العالم. وقد فر من البلاد آلاف الأفغان، بمن فيهم جزء كبير من المعارضة، الذين يخشون انتهاكات الحركة الإسلامية.
وداخل البلاد، أصبحت المعارضة المدنية لـ"طالبان" مستحيلة بحكم الأمر الواقع. وحظرت السلطة الجديدة التظاهرات منذ الثامن من سبتمبر الماضي، وتم تهديد المخالفين بـ"إجراءات قانونية صارمة". وفي مطلع سبتمبر، فرقت حركة "طالبان" المسلحة تظاهرات في مدن عدة، بينها كابول وفيض أباد وهرات، حيث قتل شخصان.
وفي كابول، قامت ميليشيات مسلحة بتفريق تظاهرات قليلة ضمت عدداً قليلاً من النساء للمطالبة بحقهم في التعليم.
في المقابل، دعت "طالبان"، في بداية سبتمبر، 300 امرأة، ظهرن بالنقاب، إلى التعبير علناً عن دعمهن للنظام الجديد خلال مؤتمر نظمته جامعة كابول. وشكلت "طالبان"، في بداية أغسطس حكومة برئاسة محمد حسن أخوند، المساعد السابق المقرب من مؤسس الحركة الملا عمر، الذي توفي في 2013. وجميع أعضاء هذه الحكومة هم من "طالبان"، وكلهم تقريباً ينتمون إلى مجموعة البشتون العرقية. وتواجه هذه الحكومة الجديدة التحدي المتمثل في الإدارة المدنية لبلد معطل اقتصادياً ومهدد بأزمة إنسانية خطيرة.
ولم تعترف أي دولة حتى الآن بالنظام الجديد في أفغانستان، على الرغم من أن باكستان والصين وقطر أظهرت بعض علامات الانفتاح. ويفترض أن تزور نائبة وزير الخارجية الأميركي، ويندي شيرمان، باكستان، الخميس والجمعة، لإجراء سلسلة من المحادثات مع المسؤولين الحكوميين. وقالت المسؤولة الثانية في الخارجية الأميركية لصحافيين، إنها تنوي التطرق مع المسؤولين الباكستانيين إلى كيفية الضغط على نظام "طالبان" من أجل احترام الحقوق الأساسية وتشكيلة أكثر "شمولاً" للحكومة.
التعليقات