إيلاف من لندن: ظهرت إلى السطح خلافات عميقة تهدد بمواجهة ساخنة بين إيران وأذربيجان، وذلك على خلفية أزمة الشاحنات، وإجراء إيران لمناورات عسكرية على الحدود.

وفي حين، استقبلت طهران وزير خارجية أرمينيا، قالت إيران إنها سنحذف أذربيجان من خارطة الترانزيت بينها وبين أوروبا، وكانت أذربيجان فرضت لوائح صارمة على الشاحنات الإيرانية المتوجهة إلى أرمينيا والعائدة منها.

واعتبر المتحدث باسم الخارجية الايرانية سعيد خطيب زادة زيارة وزير خارجية ارمينيا الى طهران بانها مخطط لها مسبقا، داعيا جمهورية أذربيجان لعدم السماح لطرف ثالث باستغلال حدودها ضد إيران.

وقال إن زيارة وزير خارجية ارمينيا أرارات ميزوريان، الى طهران كان مخطط لها مسبقا في اطار القضايا الثنائية وتطوير العلاقات في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها.

تواجد إسرائيل وداعش

وحول الانباء الواردة بتواجد "الصهاينة والدواعش" في اراضي أذربيجان قال سعيد زادة: لقد كان لنا العديد من التقارير منذ بداية الحرب واطلعنا اصدقاءنا في باكو على جميع هذه التقارير. بطبيعة الحال اعلن اصدقاؤنا بانه لا يوجد اي تهديد موجه للدول الاخرى. هذه التقارير مازالت تصل الينا ولكن اسمحوا لنا بان نتحدث حولها مع الاصدقاء في جمهورية آذربيجان في مسارها.

وحول الخلافات الحاصلة بين ايران وجمهورية آذربيجان وسلوك حرس الحدود الاذربيجاني مع السائقين الايرانيين واعتقال اثنين منهم قال: ان العلاقات بين ايران وجمهورية آذربيجان متنامية على الدوام. لقد تابعت ايران سياستها المبدئية دوما وفي الوقت ذاته لم تال جهدا في مساعدة اشقائها في جمهورية آذربيجان.

سيادة أذربيجان

واضاف: لقد قلنا منذ البداية لاصدقائنا في باكو بان وحدة الاراضي والسيادة الوطنية لجمهورية اذربيجان ليست محترمة فقط بل ساعدنا ايضا في الحفاظ على ذلك لكننا في الوقت ذاته لا نرى التصرفات مع السائقين الايرانيين بانها ودية وفي سياق حسن الجوار.

وقال: نحن نعتقد بانه على مسؤولي باكو التزام المزيد من الدقة في كيفية تعامل حرس الحدود مع الرعايا الايرانيين.

وتابع خطيب زادة: بطبيعة الحال هنالك ملاحظات اهمها تصريحات واجراءات الكيان الصهيوني من داخل اراضي جمهورية آذربيجان ضد الشعب الإيراني. العظيم.

تنبيهات سرية وعلنية

وقال المتحدث: لقد طرحنا هذا الموضوع على زملائنا في جمهورية اذربيجان وهم قالوا بانهم وجهوا التنبيهات اللازمة سريا وعلنيا وكان من الواضح انه ينبغي على جمهورية اذربيجان الا تسمح باستغلال حدودها وارضها من قبل طرف ثالث ضد الشعب الايراني العظيم.

واضاف: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تعرف جيدا كيف تصون امنها واستقرارها لكننا نعتقد بانه من الافضل على باكو العمل بمسؤولياتها السيادية. العلاقات الثنائية تمضي في مسار جيد جدا وان الزيارات القادمة بين الطرفين ستثبت هذا الامر.

وفي الرد على سؤال ان كان الروس قد توسطوا لحل التوتر الاخير الحاصل بين ايران وجمهورية آذربيجان، قال: ان العلاقات بين ايران وجمهورية اذربيجان ومع الدول الجارة الاخرى ليست بحاجة الى وسيط. لنا محادثات استراتيجية مع روسيا وشملت على الدوام التطورات في المنطقة المحيطة بنا وروسيا.

كلام خرازي

وعلى صلة، نصح رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في إيران، كمال خرازي المسؤولين في أذربيجان بالتخلص من وهم شراء الأمن من القوات الأجنبية داعیا ایاهم الی الاعتماد على شعبهم. وقال ان أذربيجان لديها شعب مناضل وبطل قادر على الحفاظ على أمن بلده بأيديه.

واعتبر خرازي اللجوء إلى الأجانب لضمان الأمن حلا غیر منطقي وغیر معقول قائلا، إن دوافع الأجانب وأغراضهم ومصالحهم غير المشروعة يمكن أن تؤدي إلى منافسة عسكرية في المنطقة وإلحاق الضرر بالدول المضيفة وتدميرها.

وتابع : "نشيد بتحرير الأراضي الأذربيجانية المحتلة منذ 30 عاما و لقد نصحنا الرئيس الأذربيجاني الراحل حيدر علييف منذ البداية بتعزيز القوات المسلحة لبلاده وتحرير أراضيها المحتلة من خلال التعاون اللوجستي والتعليمي مع ایران و لكنه لم يقبل العرض للأسف ، ونتيجة لذلك أصبحت أذربيجان أكثر اعتمادًا على القوى الأجنبية ولجأت إلى القوات الأجنبية."

وتابع خرازي : "لا شك أن الکیان الصهيوني الذي عشش في أذربيجان، لديه نوايا شريرة و يريد إشعال نيران الحرب في المنطقة ، الحكومة الحالية في أذربيجان ترتكب خطأ استراتيجيا".

وفد في ارمينيا

يتوجه اليوم الاثنين نائب وزير الطرق والتنمية الحضرية الإيراني خير الله خادمي إلى أرمينيا على رأس وفد تقني وهندسي لاتخاذ الإجراءات بشأن مشاركة إيران في بناء طريق "تاتو" الذي من المقرر أن يوصل إيران مباشرة بأرمينيا دون الحاجة إلى عبور الأراضي الأذرية.

وقال خادمي، بحسب ما نقلته وسائل إعلام إيرانية عنه: "سنحذف أذربيجان من طريق الترانزيت بين إيران وأوروبا".

يذكر أن جمهورية أذربيجان فرضت خلال الشهر الماضي لوائح صارمة على الشاحنات الإيرانية المتوجهة إلى أرمينيا والعائدة منها، والتي تعبر طريقا طوله 400 كيلومتر من حدود "نوردوز" الإيرانية إلى يريفان عاصمة أرمينيا.

ويمر هذا الطريق بين نقطتي "غوريس" و"قابان" وعلى طول 20 كيلومترا بأراضي جمهورية أذربيجان التي فرضت على الشاحنات الإيرانية مؤخراً دفع رسوم للعبور، وتشكّل الإجراءات الأذربيجانية ضغطاً على إيران.

مناورات عسكرية

ويشار إلى أن هذه التصريحات، تأتي بعد إطلاق الجيش الإيراني يوم الجمعة أول أكتوبر، مناورات عسكرية شمال غربي البلاد على حدود أذربيجان، بمشاركة المدفعية وألوية مدرعة وطائرات مسيرة وأدوات حرب إلكترونية، على خلفية تصاعد التوترات بين الجارتين.

وانطلقت المناورات التي تحمل اسم "فاتحو خيبر" في شمال غربي إيران بمشاركة قوات برية وجوية، منها لواء تدخل سريع، ووحدات مدرعة، ومدفعية، وطائرات مسيرة، وأدوات حرب إلكترونية، وبدعم ناري من مروحيات، وشملت تنفيذ عملية إنزال في إحدى المناطق بعد استطلاعها من الجو.

وتأتي هذه المناورات على خلفية تصاعد الخلافات بين إيران وأذربيجان، بعد فرض حكومة باكو تعريفات مشددة على الشاحنات التي تنقل الوقود الإيراني إلى مدينة ستيبانكيرت عاصمة جمهورية "ناغورني قره باغ" المعلنة من جانب واحد والمدعومة من أرمينيا. وقال قائد القوة البرية في الجيش الإيراني العميد كيومرث حيدري إن المناورات الحالية تزداد أهمية في ظل "الحضور الإسرائيلي العلني والخفي" و"التواجد الملحوظ لإرهابيي داعش" في المنطقة.