إيلاف من لندن: كشف الرئيس العراقي برهم صالح عن أنّ بلاده تعتبر خامس أكثر البلدان هشاشة عالمياً من حيث نقص المياه والغذاء ودرجات الحرارة القصوى محذرًا من أنّ أزمة المناخ تشكل تهديداً وجودياً لمستقبلها.
وأكد الرئيس صالح في تغريدة مطوّلة على حسابه بشبكة التواصل الإجتماعي "تويتر" تابعتها "إيلاف" أن "تصويت مجلس الوزراء (أمس) على مشروع إنعاش بلاد الرافدين المُقدّم من رئاسة الجمهورية سيكون إطاراً لتطوير الاستراتيجية البيئية ومواجهة خطر التغير المناخي في البلد".
وأضاف أنّ "أزمة المناخ باتت تشكل تهديداً وجودياً لمستقبلنا من الضروري الإنطلاق الآن ولا مجال للتقاعس".. منوهًا إلى أنّه "من المرجّح أن يتضاعف عدد السكان من 40 مليوناً إلى 80 مليوناً بحلول العام 2050". وحذّر من أنّ "التصحّر يؤثّر في 39% من مساحة العراق و54% من الأراضي معرّضة لخطر فقدانها زراعياً بسبب التملّح وشحّ المياه في دجلة والفرات (شريان الحياة لبلدنا) والذي أدى لزحف اللّسان الملحي نحو أعالي شط العرب".

9 برامج استراتيجية
وأشار الرئيس صالح إلى أنّ "العراق في المرتبة الخامسة من أكثر البلدان هشاشة عالمياً من حيث نقص المياه والغذاء ودرجات الحرارة القصوى، ومن المتوقّع أن يصل العجز المائي إلى 10.8 مليارات متر مكعب بحلول العام 2035 في وقت ينخفض فيه الدخل المالي من النفط مع تخلّي العالم عن النفط، واعتماده أكثر على الطاقة النظيفة".
واعتبر أنّ "انتعاش بلاد الرافدين هو مشروع للعراق وكل منطقتنا التي تتقاسم التهديد الخطير للتغير المناخي ويعتمد على 9 برامج استراتيجية تشمل التشجير وتحديث إدارة مياه دجلة والفرات وتوليد الطاقة النظيفة والحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وتشجيع الاستثمار عبر صناديق المناخ الأخضر".

كارثة بيئية عابرة للحدود
وقال إنّ "إدراك حجم الكارثة البيئية العابرة للحدود التي تحيط بنا جميعاً، والإنطلاق نحو خطط بيئية إقليمية مترابطة ومتكاملة ستكون خطوة كبيرة في مواجهة آثار التغيّر المناخي ويدفع كل المنطقة نحو التضامن المشترك إقتصاديّاً وبيئيّاً، والتخلّي عن دوامة الأزمات والتوتّرات حيث الجميع خاسر فيها".
وسبق لصالح أن دعا في الخامس من حزيران/ يونيو الماضي إلى تأسيس برنامج وطني لإنعاش وادي الرافدين وقال في مقال نشره في يوم البيئة العالمي إنّ "الأدلة على تزايد مخاطر المناخ تُحيط بنا. أصبحت درجات الحرارة العالية أكثر شيوعاً، والجفاف أشدّ حدّة، والعواصف الترابية أكثر تواتراً. يؤثّر التصحّر في 39٪ من مساحة العراق، 54٪ من أراضينا معرّضة لمخاطر فقدانها زراعياً بسبب التملّح، بناء السدود على منابع وروافد دجلة والفرات التاريخيين- شريان الحياة لبلدنا- قلّل من تدفّق المياه، وأدّى لزحف اللسان الملحي نحو أعالي شط العرب".

أخطر تهديد مستقبلي للعراق
وأشار إلى أنّ أخطر تهديد مستقبلي يواجهنا هو التغيّر المناخي وآثاره الإقتصادية وأضراره البيئية الكبيرة في جميع أنحاء العراق ووفقاً لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، العراق هو خامس دولة هشاشة من حيث التكيّف مع تغيرات المناخ.
الأدلة على تزايد مخاطر المناخ تُحيط بنا. أصبحت درجات الحرارة العالية أكثر شيوعاً، والجفاف أشد حدة، والعواصف الترابية أكثر تواتراً. يؤثّر التصحّر في 39٪ من مساحة العراق، 54٪ من أراضينا معرّضة لمخاطر فقدانها زراعياً بسبب التملح، بناء السدود على منابع وروافد دجلة والفرات التاريخيين- شريان الحياة لبلدنا- قلّل من تدفق المياه، وأدى لزحف اللسان الملحي نحو أعالي شط العرب.
وبين أن هذه السدود تؤدي إلى نقص متزايد في المياه الإروائية يُهدد إنتاجنا الزراعي، بل وحتى تزويد المدن والقرى بمياه الشرب. وفقاً لوزير الموارد المائية العراقي، قد تواجه البلاد عجزاً يصل إلى 10.8 مليارات متر مكعب من المياه سنوياً بحلول عام 2035 .

تكاليف بشرية هائلة
وحذّر الرئيس صالح من أنّ التكاليف البشرية المحتملة للتغيّرات المناخية هائلة إذ تضرّر سبعة ملايين عراقي بالفعل من الجفاف والنزوح الإضطراري.
ورأى أنّه من الواجب الدعوة لتأسيس برنامج وطني لإنعاش وادي الرافدين، يتعاطى في جوهره مع الحاجة الملحّة للتكيّف المناخي، وجعله فرصة لتحويل الإقتصاد العراقي نحو التنوّع ودعم الطاقات المتجدّدة والآليات النظيفة والدخول في أسواق الكربون ورفع صمود المناطق الهشة والمعرّضة إلى التغيّرات المناخية والتقلّبات الإقتصادية الحادة، من أجل ظروف معيشية أفضل للمواطنين وأكثر استدامة.

انضمام العراق لاتفاق باريس للمناخ
وأوضح صالح أنه صادق في كانون الثاني/ يناير 2021 على قرار مجلس النواب بانضمام العراق إلى اتفاق باريس للمناخ، "الذي يُمثل فرصة مهمة لكوكبنا في مواجهة التغيّرات المناخية عبر تكاتف دولي موحّد، كما صوّت مجلس الوزراء في شباط/ فبراير 2021 على استثمار محطات كهربائية شمسية لتوليد الطاقة النظيفة، وقبلها شرعت وزارة البيئة بكتابة وثيقة المساهمات الوطنية للتعامل مع التغيرات المناخية في البلد".
وشدّد الرئيس العراقي قائلًا في الختام "حان وقت العمل، وأمامنا مهمة شاقة، لا وقت للتراخي في مواجهة تحدّي التغيّر المناخي، الذي يُمثل أيضاً فرصة للعراق والمنطقة لتدابير تضعنا على أساس أكثر صلابة في مواجهة تحديات العقود المقبلة".