سريناغار (الهند): قتل معلّمين الخميس بإطلاق نار من مسلحين يشتبه في أنهم من المناهضين للهند، في هجوم على مدرسة في الجزء الخاضع لسيطرة نيودلهي من إقليم كشمير المتنازع عليه، وفق ما أفادت الشرطة، ما يرفع الى سبعة عدد الأشخاص الذين قتلوا في المنطقة خلال أقل من أسبوع.

وتشهد المنطقة التي تقطنها غالبية من المسلمين، توترا متزايدا منذ آب/أغسطس 2019 حين ألغت الهند الحكم شبه الذاتي الذي كانت تتمتع به، وسمحت للهنود بشراء الأراضي فيها، ما أثار مخاوف السكان من تزايد عدد الهندوس.

حوادث متكررة

واقتحم مسلحون مدرسة حكومية في منطقة إيدغاه بمدينة سرينغار، وقتلوا المعلّمَين، وأحدهما مدير المدرسة.

ولم يكن أي من التلامذة موجودا في المكان لدى وقوع الهجوم.

وجاء ذلك بعد يومين من إقدام مسلحين ينتمون الى "جبهة المقاومة" المشكّلة حديثا، على قتل ثلاثة مدنيين بينهم صيدلي، في ثلاث هجمات منفصلة نفذت خلال تسعين دقيقة.

وأثارت عمليات القتل هذه انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي من سياسيين في كشمير وخارجها.

وقالت "جبهة المقاومة" في بيان منسوب إليها الأربعاء أن المدنيين الثلاثة كانوا يعملون لصالح قوات الأمن الهندية، وأن الصيدلي كان ينتمي الى جبهة "آر أس أس" القومية الهندوسية التي يرتبط بها حزب رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي.

ولم يكن من الممكن التحقق من صحة البيان الذي صدر بالإنكليزية حصرا.

ويضاف الضحايا الخمسة الى اثنين من المدنيين قتلا بالرصاص أيضا في سرينغار السبت، في سلسلة اعتداءات باتت تثير قلق الأجهزة الأمنية.

وتعهد قائد الشرطة ديلباغ سينغ إلقاء القبض على المهاجمين قريبا.

وقال لصحافيين في المدرسة حيث قتل المعلّمان "قتل مدنيين أبرياء بمن فيهم معلّمون هو اعتداء وإضرار بالتقليد القديم للتآخي المجتمعي والأخوة في كشمير".

ووفق المسؤولين، قتل 25 شخصا حتى الآن هذا العام، بمن فيهم ناشطون مع أحزاب سياسية موالية للهند، جراء اعتداءات يشتبه بوقوف المتمردين خلفها.

وقسّم إقليم كشمير بين الجارتين الهند وباكستان منذ استقلالهما عام 1947، وتدّعي كل منهما أحقيتها بالسيطرة عليه.

وتقاتل مجموعات متمردة الجنود الهنود منذ 1989 مطالبة باستقلال كشمير أو إلحاقها بباكستان التي تسيطر على جزء من المنطقة المنقسمة الواقعة ضمن جبال الهيملايا وتطالب بها بالكامل أيضا.

وأدى النزاع في كشمير الى مقتل عشرات الآلاف، غالبيتهم من المدنيين.

وفي الأشهر الماضية، طلبت الحكومة المحلية التي يرئسها محافظ معّين من نيودلهي، من آلاف الأساتذة والمعلمين تنظيم نشاطات حول العلم الهندي، يؤدي خلالها التلامذة النشيد الوطني للبلاد.

ورأى كثيرون في تلك الخطوة محاولة لاجتثاث مشاعر معاداة الهند المتجذّرة في المنطقة منذ فترة طويلة.