ايلاف من لندن : فيما تفصل العراق ساعات عن الصمت الانتخابي صباح غد فقد وجه الكاظمي مساء الجمعة خطابا الى العراقيين مع قرب الانتخابات البرلمانية الاحد شدد فيها على ان العراق ليس ضيعة أحد وهو قبل الحزب والمذهب والعرق أو القومية منوها الى ان حكومته تتحرك في حقل الغام.
وقال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظم في خطاب متلفز الى العراقية قبيل بدء الصمت الانتخابي في الساعة السادسة من صباح غد السبت قبل يوم من الانتخابات البرلمانية المبكرة الاحد وتابعتها "ايلاف" ان "الاقتراع العراقي العام أمامكم اليوم، بعد عام وثلاثة أشهر على تشكيل الحكومة، التي تشـرفتُ برئاستِها، لأجدد التزامي ووفائي لوطني، وللشعب العراقي العظيم، ببذل كل الجهود، لتجاوز الأزمات التي تُحيط بنا، منذ سقوط الطاغية في التاسع من نيسان 2003، والعمل معاً، لاستنهاض طاقات شعبِنا وقواه الخيّرة، لوضع بلادنا على طريق التقدم".
واضاف "عدة خطوات فقط، تفصلنا عن الانتخابات المبكرة، التي شكلت جوهرَ التحول والتغيير السياسي المنشود، وهو ما سعينا لإنجازه بكل جهدٍ واخلاصٍ، متجاوزين شتى الصعوبات والتعقيدات التي تعرفونها وهاجسنا خلق البيئة السياسية والامنية الملائمة، لتكون الانتخابات نزيهة، شفافة، آمنة، تستجيب لرؤيتكم الوطنية بما يحفظ كرامتَكم".

حكومتي تتحرك في حقل الغام
واكد قائلا "لن أكابر أو أدّعي الرضا الكامل عن الأداء الحكومي، بما يوحي كما لو أننا استجبنا لما كان يتطلعُ اليه شعبُنا، من مهام وتطلعات وأهداف، تتجاوز أهداف هذه المرحلة، وليس بالإمكان تحقيقُها خلال سنة من عمر حكومةٍ تتحرك في حقل ألغام وبرغم شكوك المتربصين بمدى جدية هذه الحكومة، حين حددنا السادس من حزيران يونيو الماضي موعداً للانتخابات المبكرة، كنا قد تخطينا كلَ العوائق لإجرائِها في ذلك التاريخ، لكن مفوضية الانتخابات قامت بتأجيلِها، بموافقة الكتل السياسية واقرار مجلس النواب".
واشار قائلا "نحن الآن على مسافةِ ساعات، من موعد الانتخابات بعد أن وفّرنا كل المتطلبات الضـرورية، لنجاحها، وتأمين حمايتِها وإدارتها، بما يحقق إرادة الناخبين ويشـرفني أن أتولى شخصياً، متابعةَ الإشراف على كل ما يتعلق بالأمن الانتخابي، ويوفر أقصى ما يمكن من الإرادة الحرة للناخبين".
واوضح "نأيتُ بنفسـي وفريقي الحكومي، عن الدخول كطرفٍ منافس في الانتخابات، والتزمتُ بعدم الانحياز لطرف أو مرشح أو حزب أو جهة سياسية، ولم أتسامح في أن تتساهل حكومتُنا، إزاء أي انتهاك لقواعد العملية الانتخابية، انسجاما مع مفهومي ورؤيتي لدور الدولة، والسلطة السياسية، كراعية للشعب وإطارٍ للخدمة العامة".

العراق ليس ضيعة لاحد
وشدد الكاظمي بالقول "العراق ليس ضيعة أحد، وعلى رجل الدولة الالتزام بالعراق قبل التزامه بأي منهج حزبي أو مذهبي او عرقي أو قومي، وأن يخضعَ للقيم والأخلاقيات التي تتحكم بنشاطِه وحسن أدائه، وهذا ما ينبغي أن تتجسد في سلوك كل من سيتصدى لقيادة العراق في المرحلة اللاحقة للانتخابات، كي لا تتكرر أخطاء الماضي".
ونوه بالقول "لم نتوقف عندما واجهنا من اتهام وتشكيك وظلم، من جهات متربصة وجدت أي نجاحٍ للحكومة إضعافاً لها، وعزلةً لنهجها المتعارض مع المصالح الوطنية العليا وصمتنا أمام مصلحة العراق، ووضَعنا مصالح شعبِنا أمام أعينِنا..وقالوا صمتُنا ضعفاً، ولكن والله، وحق العراق وأهل العراق، إن وراء هذا الصمت، كانت هناك مواقفُ وعملٌ وطني بحيث أن العملَ اليومي كان منهاجَنا ومسارَنا، وشعبَ العراق غايتُنا ومنتهانا".

الكاظمي خلال جولته في شوارع بغداد اليوم الجمعة بعد انتهاء التصويت الخاص (رئاسة الحكومة)

تخطي العجز المالي
وبين انه كان واضحاً منذ البداية "أن المؤشرات الاقتصادية تميل لإظهار عجزٍ مالي، قد يحول دون تأمين حتى رواتب موظفي الدولة والمتقاعدين، ولم نكن نرتضـي لأنفسِنا، أن ننحني أمام هذا الواقع المرير، الذي ورثناه، ونُصبح شهوداً، ومشاركين في السماح لمثل هذا الانهيار".. مضيفا "لم يكن أمامنا الا اتخاذ تدابير وقائية، كان البعض يشجعُها في الخفاء، ولكنه يخرج للمزايدة عبر وسائل الاعلام، كسباً لأصواتٍ انتخابية، عبر خطابٍ شعبوي يرفض فيه ما كان قد وافق عليه في الاجتماعات المغلقة، وكان لسانُ حالي، حملوني وزر اخطائِكم فلست بخائف من المزايدات ولن أكذب على الناس".

اضافة 12 مليار دولار لاحتياطي الدولة
ونوه الى انه بعد عام من اجراء إصلاحات اقتصادية، ها نحن نضيفُ ما يزيد عن 12 مليار دولار الى احتياطي الدولة، لنسلمَها الى الحكومة المقبلة، ونؤسس لمنهج اصلاح اقتصادي شامل عبّرت عنه الورقة البيضاء، التي بدأنا بتنفيذ بعض بنودها على الأرض وغايتُنا أن ينتقل العراق، خلال الخمس سنوات القادمة، الى مصاف الدول المنتجة، المزدهرة في المنطقة والعالم، وان تُستثمـر طاقات شعبنا في الانتاج والعمل والبناء، وان نوقف الترهل في الدولة، ونطلق الآلاف من المشاريع الزراعية والصناعية والسياحية والسكنية، ومشاريع الطرق والجسور وسكك الحديد، والموانئ والأتمتة والتجارة، لتستوعب البطالة الكبيرة.

زيادة انتاج الطاقة الكهربائية
وأوضح انه برغم فداحة أزمة الطاقة الكهربائية في العراق "بذلنا خلال عام واحد جهوداً استثنائية، للنهوض بواقع الطاقة، ومعالجة الأخطاء الكارثية التي تسبب بها سوء التخطيط خلال السنوات الماضية، وقفزنا بالإنتاج لأول مرة في تاريخ الدولة العراقية، الى 21 ألف ميغاواط يومياً، بعد أن كان الإنتاج حوالي 16 ألف ميغاواط للسنوات الماضية".
واشار الى انه تمت معالجة مشكلة الربط الكهربائي مع دول الجوار، وسوف يتم الربط بالشبكة الكهربائية الدولية خلال العام المقبل، سواء مع دول الخليج العربي أو الأردن او مصر او تركيا، بالإضافة الى الربط مع الجارة ايران كما قررنا البدء بمشـروع انتاج الغاز العراقي المهدور، ليصبح العراق قادراً على توفير الغاز لمنشآته الكهربائية خلال المرحلة المقبلة.
واضاف ان حكومته فتحت الباب أمام استثمارات كبيرة في مجال الطاقة الشمسية، التي ستكون عاملا حاسماً في توفير الطاقة الكهربائية، بالإضافة الى اطلاقنا لعدد كبير من المشاريع في مجال تطوير وإنتاج الطاقة في المحطات الغازية والحرارية، على مستوى تجديد شبكة النقل الكهربائي.

توزيع 650 الف قطعة ارض وتمويل بناءها
واضاف الكاظمي قائلا "أطلقنا هذا العام، مشـروعا كبيرا لتأمين أكثر من 650 ألف قطعة أرض سكنية للمواطنين، للمساهمة في حل أزمة السكن، ووضعنا قواعد شفافة ليس فيها محاباة او وساطات، لتوزيعِها عبر برنامج الكتروني باسم مشروع داري، ورصدنا الأموال لتوفير البنى التحتية لهذه المناطق الجديدة، وتوفير قروض الإسكان للمستفيدين منها، وستجدون بإذن الله، خلال الأشهر المقبلة، تحركاً فاعلاً لتطبيق هذا التوجه الحيوي".
وزاد "أطلقنا أيضاً خططاً استثمارية كبيرة، واستقطبنا شركات عالمية لتنفيذها، متجاوزين عراقيل هادفة لاستمرار بيئة الفساد، الطارد للمستثمرين وقد تغلبنا عليها وهناك مدن استثمارية، ومشاريع صناعية ريادية بمعايير عالمية، ستكون حاضرة لرفد الاقتصاد العراقي وخدمة شعبنا".
وقال "صممنا على إعادة إحياء وبناء مشـروع ميناء الفاو الكبير الذي طال انتظارُه، ليكون واحداً من أهم موانئ المنطقة، ومشـروع القناة الجافة والربط مع كل دول الجوار، عبر شبكات طرق وسكك حديد، بحيث يصبح العراق واحداً من أهم الممرات الدولية للتجارة العالمية، خلال الأعوام المقبلة".
واشار الى انه "خلال هذا العام، أحدثنا قفزة في مجالين أساسيين، الأول هو توسيع نطاق الرعاية الاجتماعية للعوائل المتعففة، ومضاعفة المبالغ المرصودة في هذا الجانب، لمعالجة الاضرار، التي تكبدتها هذه الفئات كما أصلحنا منظومة البطاقة التموينية من خلال توفير سلة غذائية لائقة بشعبِنا، وأنهينا تاريخاً من التلاعب والفوضى في هذا المجال اضافة الى اطلاقنا ايضا مشروع بناء ألف مدرسة، لإعادة الكرامة لطلابنا وكادرنا التعليمي".

لم نقبل باخلال الثقة بين الشعب وقواته الامنية
وشدد رئيس الوزراء العراقي بالقول "لم نقبل، ونحن نتسلم مسؤولية بلد عظيم كالعراق، في ظرف استثنائي وحساس، أن يقال بأن هناك ضعف او اختلال في الثقة، بين الشعب والمؤسسات الأمنية، وكان هذا ما حدث للأسف في مجرى تطور الحراك التشريني، الذي مثّل احتجاجاً اجتماعياً صادقاً ورغبة شعبية حقيقية بالإصلاح".. كما لم "يكن أمامنا إلا بذل الجهود، لاستعادة ثقة قواتنا الأمنية والعسكرية بنفسها، واستعادة ثقة شعبِنا بها، واتخذنا سلسلة طويلة من الاجراءات والقرارات، التي كرست هيبة واحترام مؤسساتِنا العسكرية والأمنية".

المراقبون الامميون يتابعون اليوم الجمعة سير عمليات التصويت الخاص (البعثة الاممية)

وقال الكاظمي "وفرنا الدعم رغم كل الظروف، لجيشنا البطل وقواتنا المسلحة من أجل الدفاع عن العراق، والتصدي للإرهاب، وإنهاء جيوبه ومحاولاته اليائسة، ومحاربة الجريمة والتهريب وتجارة المخدرات، ومعاقبة سوء استخدام السلطة.. ونجحت القوات الأمنية في تصفية أهم رؤوس الارهاب الداعشـي في العراق، واحداً تلو الآخر، ابتداءً من الأمراء الذين كانوا يخططون لمهاجمة مدن العراق. ولم تتوقف الحملات لتأمين هذه المدن".
وبين "إن شعبَنا سوف ينعم للمرة الاولى منذ عام 2003، بإجراء انتخابات أكثر أمناً من كل الانتخابات السابقة، التي كان يحاصرُها الإرهاب والمفخخات، وعمليات الاغتيال اليومية". واوضح "نجحت قواتُنا البطلة، في تأمين الزيارات الدينية، وآخرُها الزيارة الأربعينية التي لم تشهد أي حوادث تذكر، اعتماداً على يقظة ومسؤولية قواتنا البطلة.

لاتوافق بين الدولة واللادولة
وشدد موضحا "ليس هناك امكانية للتوافق، بين الدولة التي يمثلها القانون والمؤسسات الأمنية، وبين اللادولة، التي يمثلها السلاح المُنفلت بكل توصيفاته، ولم نتردد لحظة رغم لوم اللائمين وضغط المستفيدين في مواجهة هذا السلاح بكل الطرق واعتقلنا العشـرات من المتجاوزين على الدولة والقانون، دون أن نتوقف عند الذي يريد إضعاف الدولة، أمام عصابات الجريمة وفرق الاغتيال والموت كما قدمنا المجرمين في قضايا اغتيال معروفة لشعبنا، أمام المساءلة القانونية، ونالوا جزاءهم وفقاً للقانون بما اقترفت ايديهم، رغم ان هناك من أوهمهم بأنهم سيكونون في مأمن من ملاحقة الدولة والقانون".

اعتقال ومحاكمة مجموعة من رؤوس الفساد
وقال "هناك من أوهم البعض، بأنهم فوق الدولة، فعاثوا في الارض فساداً واحتموا بمنصّات سياسية أو حكومية، لهذا أطلقنا مشروع لجنة مكافحة الفساد، والجرائم الخاصة، ليكون أداة الدولة في محاربة الفاسدين". واكد "لم تمنعنا الضغوط والتهديدات، وحملات الابتزاز والتسقيط، من اعتقال ومحاكمة وسجن، مجموعة من كبار رؤوس الفساد في العراق، والتي سرقت أموال الشعب، وفتحنا حتى اليوم أكثر من 50 ملف فساد، وأصحابها اليوم في السجون".
واكد ان العراقيين لن يسمحوا لبيئة الفساد ان تعود مرة أخرى، ولن يمنحوا منصة لفاسد، ولن يعطوا صوتَهم لمن حمى فاسد، أو دافع عن فاسد"

انهاء الانغلاق السياسي الداخلي والخارجي
ونوه الكاظمي الى انه "قبل عام من اليوم، كانت بلادنا تشهد انغلاقاً سياسياً داخلياً وخارجياً، وكان يحز بالنفس، ان المجتمع الاقليمي والدولي لا يمنح العراق ما يستحقه، من ثقل تاريخي وحضاري وانساني، بسبب ارتباك السياسات الخارجية العراقية السابقة، وبسبب تاريخ من الصـراعات والاجتهادات الخاطئة".
وقال "لكنا أقسمنا على المسؤولية قبل ما يزيد عن عام بقليل، أن نرتقي بالعراق، وبإسمه في المحافل الدولية، وقد شهد العراق خلال العام الماضي، انتقالة نوعية في نمط العلاقات مع جيرانه، ومع المجتمع الدولي وحاز العراق على إعجاب ودعم كل الجيران والأصدقاء والأشقاء، الذين عبروا عن هذا الدعم، في مؤتمر بغداد للتعاون والشـراكة، وهو أول مؤتمر من نوعه منذ عام 2003 تشهده ارض بغداد العظيمة، بالإضافة الى مؤتمر التعاون العراقي المصـري الاردني".

زيارة البابا
وبين ان زيارة قداسة البابا فرنسيس الى العراق وتجوله في المدن العراقية، وسط ترحيب شعبي ورسمي هذه الجهود، وعكست إمكانيات العراق وعبّرت عن أصالة شعب العراق وعكست صورة فريدة للتلاحم والتكاتف العراقي.
وقال "انطلقنا من إرادة شعبِنا، في بناء سياسة خارجية متوازنة وواثقة، قائمة على مبدأ أن العراق الكبير، هو ملتقى لأشقائه وجيرانه وعوناً لهم، وليس طرفاً في معاداتِهم، او الاعتداء عليهِم وأن منطقتَنا، بحاجة الى اعادة الرؤية، لتنتقل من مرحلة الخصام والصدام، الى مرحلة التعاون والشـراكة".
ونوه الكاظمي الى انه زار العديد من دول العالم، واستقبل العديد من زعماء ومسؤولي العالم، وكان القاسم المشترك هو احترام العراق وإرثِه وشعبِه، والاستعداد لدعم هذا الشعب من اجل تحسين دولته وحمايته بما يليق به. واعتبر ان البناء على هذا المنجز وتطويره مستمـر، ولن يتوقف، لأنها ارادة شعب وليست إرادة أفراد، فشعبُنا مصـر على أن يكون جزءاً من المستقبل، وأن يكون حاضراً باسم الدولة العراقية السيدة في كل مكان في العالم، وأن يكون فعالاً في كل المحافل.

دعوة ترويجية لمفوضية الانتخابات العراقية للمشاركة في الاقتراع العام الحد المقبل (المفوضية)

أمل بمشاركة واسعة في انتخابات الاحد
واضاف "في هذا الاستحقاق الانتخابي، نأمل مشاركة أوسع في عملية الاقتراع، فهذه فرصتُنا جميعا لإجراء انتقالة مطلوبة في الحياة السياسية، بحيث لا تتكرر تجربة 2018، التي قضت بمقاطعة الانتخابات، وأدّت الى تأجيل فرصة للإصلاح، وخسارة مجموعة من خيرة شبابنا".
وقال "إننا بحاجة الى المزيد من العمل، والتجارب والمصداقية، لترسيخ مبادئ الديمقراطية والنزاهة الحقيقية في بلادنا.
أملي كبير، بأن شعبَنا يعرف أننا أمام فرصة تاريخية كبيرة يجب الا تضيع، لانتخاب مجلس النواب من شخصيات كفوءة ووطنية، لا تشوبها شوائب الفساد، وتتحمل مسؤولية الاصلاح الشامل خلال المرحلة المقبلة".
وثمن "بالشكر والعرفان الى سماحة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني دام ظله، لمواقفه المسؤولة، ليس في الدعوة للمشاركة الواسعة في الانتخابات فحسب، بل وفي حث الناس على انتخاب الأكفأ والأصلح والأكثر نزاهة، ومن يلتزم بمبادئ العراق وسيادته وقيمه.. وبإذن الله سنلتقي بعد الانتخابات لنحتفل معاً بإنجاز عراقي جديد، يثبت أننا شعب يستحق إرثَه الحضاري، ويستحق وزنَه الإقليمي".
وختم الكاظمي خطابه للعراقيين بالقول "خطوات تفصلنا عن يوم اعتماد إرادتكم عبر صناديق الإقتراع، فلتكن جولة الإنتخابات معبراً لما تطمحون ولتتحول الإرادة الحرة الى طاقة إيجابية تبعد حيتان الفساد والكراهية، وتمنع الاقصاء والتزوير، وتبعد المتقاطعين مع القيم الوطنية وخياراتكم الحرة وليكن يوم الاستحقاق الانتخابي، لحظةَ عبورٍ الى مستقبل مشـرق مزدهر لشعبنا..
وتقبّل موطئ أصابعكم، كل دمعة ذُرفت، من عين أم فقدت ولداً، أو زوجة فقدت زوجاً، أو طفلة فقدت أباً في رحلات الفوضى، والحروب والصراعات العبثية الدنيئة، فاليوم هو يوم صناعة المستقبل".

نسبة المشاركة في التصويت الخاص 69%

واغلقت مراكز الاقتراع للتصويت الخاص في الانتخابات العراقية ابوابها مساء الجمعة حيث بلغت نسبة المشاركة 69 %واشترك في التصويت 821 الف و880 شخص من بين مليون و196 الف و524 ناخبا من افراد القوات الامنية والنازحين والسجناء.
وقبل ذلك اعلنت مفوضية الانتخابات تقرير منتصف اليوم لمراكز التصويت الخاص حيث تصدرت محافظة بابل جنوب البلاد محافظات البلاد بنسبة مشاركة وصلت إلى 48% فيما كانت بغداد الرصافة 31 % .
واكدت المفوضية ا عدم تسجيل خروقات في التصويت الخاص بقوات الأمن والنازحين ونزلاء السجون. وقال رئيس مجلس المفوضين جليل عدنان في مؤتمر صحافي إن "الاقتراع الخاص شهد مشاركة توحي نسبها لبداية النجاح في الانتخابات التشريعية" .. مشددا على انه "لم يتم تسجيل أية خروقات امنية خلال عملية التصويت".

الرؤساء الثلاثة : صنع التغيير
وعقب انتهاء التصويت الخاص اعتبر الكاظمي نجاح انتخابات اليوم خطوة لاستكمال الواجب الوطني وصنع التغيير.
وكتب في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي تابعتها "ايلاف" يقول "أكمل أبطالنا في القوات الأمنية والعسكرية الإدلاء بأصواتهم في التصويت الخاص، بالتزام وانتظام ومسؤولية، كما كانت كل الإجراءات ناجحة في تأمين نزاهة وعدالة التصويت الخاص. ‏خطوة اولى ناجحة باتجاه مشاركة واسعة لشعبنا في التصويت العام، لاستكمال الواجب الوطني وصنع التغيير".
وكتب الرئيس العراقي برهم صالح في تغريدة مماثلة يقول ""قواتنا الأمنية البطلة تُدلي بصوتها في الانتخابات، وينتظرهم استحقاق وطني بحماية المواطنين في التصويت العام".. مضيفا "هذه المناسبة نستذكر باعتزاز بسالة وتضحيات الأجهزة الأمنية بكافة تشكيلاتها في مقارعة الإرهاب والانتصار عليه، ودعم الخيار الديموقراطي الدستوري لبلدنا عبر الانتخابات الحرة".
اما رئيس البرلمان محمد الحلبوسي فقد ااشار في تغرية له "لقد أنجزت مفوضية الانتخابات يوماً انتخابياً ناجحاً باحتراف ومهنية عالية ومارس أبطالنا في القوات الأمنية حقهم الدستوري في الإدلاء بأصواتهم من أجل الوطن فشكراً لقواتنا الأمنية وقائدها العام وهي تسجل نصراً جديداً وتسهم في الإصلاح وتكتب بالحبر البنفسجي اليوم ما كتبته بالدم بالأمس".
ومن جانبه اعتبر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر التصويت الخاص "ملحمة انتخابية رائعة لقواتنا الأمنية من ناحية التنظيم والانسيابية وحب العراق". وقال في تغريدة له "ما اعظم ان يكون سلاحهم لحماية الوطن وصوتهم حبا بالوطن..فهم حماة الديمقراطية وصوتها".

الكشف عن احباط الكاظمي لمحاولة تغيير النتائج
كُشف النقاب في بغداد اليوم عن احباط رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي خطة لاتلاف مخازن مفوضية الانتخابات التي تضم صناديق الاقتراع.
وقالت وكالة "الفرات نيوز" العراقي انه في خطوة تحسب له فقد قام الكاظمي بخطة ذكية أصابت في مقتل حركات سياسية كانت تنوي إتلاف مخازن مفوضية الانتخابات في حال لم ترق لها نتائج الانتخابات النيابية الاحد المقبل. واشارت الى ان رئيس الوزراء أمر بتبديل أماكن المخازن وغيّر الفرق المسئولة عنها أكثر من مرة تحسباً لأي تواصل قد يحصل مع الجهات الراغبة بتغيير نتائج الانتخابات لصالحها.
واوضحت ان الكاظمي أمر ايضا بتغيير الفرق المسؤولة عن مخازن المفوضية أكثر من مرة لعدم التلاعب بنتائج الانتخابات
وذلك بعد ورود معلومات عن خطط بعض الجهات السياسية لاثارة الفوضى في حال عدم حصولها على المقاعدالبرلمانية التي تتطلع اليها.

تحذير من تسريب نتائج التصويت : جريمة
وحذرت مفوضية الانتخابات اناليوم من أي تسريب لنتائج الانتخابات يعتبر"جريمة يحاسب عليها القانون".
وقالت مساعدة المتحدثة باسم المفوضية نبراس ابو سودة في تصريح صحافي ان "أي تسريب لنتائج الانتخابات يعد جريمة واي نتائج لم تعلن عنها المفوضية ستكون غير دقيقة". واكدت انه "لا مشاكل بأجهزة الاقتراع والتحقق في التصويت الخاص ونتائج المحاكاة اثبتت ان الاجهزة الانتخابية ستكون فعالة خلال التصويتين الخاص والعام".
وأوضحت ان "منع إدخال الكاميرات لمراكز الاقتراع جاء لحماية عملية التصويت" .. منوهة الى ان "كل التقارير عن الخروق التي وصل تالى المفوضية هي قيد التحقيق وستتعامل معها وفق القانون". وبينت انه "على مستوى المحطة وبحسب القانون فسيكون هناك شريط مغلق سيحتوي على النتائج الاولية للاقتراع سيسلم نسخة منه الى ممثلي الكيانات السياسية المتنافسة".
يشار الى ان 3249 مرشحاً يتنافسون لخوض الانتخابات المقبلة الاحد فيما كان إجمالي عدد المرشحين في انتخابات عام 2018 السابقة 6982 مرشحا بينما سيتولى حوالي 1500 مراقبا عربيا وأوروبيا وأمميا مراقبة عمليات الاقتراع.
يذكر ان مجموع عدد الناخبين العراقيين الذين يحق لهم المشاركة في الانتخابات المبكرة يبلغ 23 مليون و986 الفا و741 مواطنا فيما يبلغ عدد المراكز الانتخابية في عموم البلاد 8273 مركزا بواقع55041 محطة اقتراع ضمن 83 دائرة انتخابية .