إيلاف من دبي: مرت محاولة اغتيال رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي على خير، حتى الساعة، لكن ثمة من يقول إن العراق ما بعد هذه المحاولة الفاشلة سيكون غير العراق ما قبلها، حربًا أو سلمًا، أي ستمثل هذه المحاولة منعطفًا كبيرًا وخطرًا في مسيرة الأزمة العراقية.

في استفتاء "إيلاف" الأسبوعي، قال 60 في المئة من قراء "إيلاف" أن الأزمة العراقية بعد محاولة اغتيال الكاظمي ستحل بالتوافقات السياسية، فيما قال 40 في المئة إنها ستتفجر صراعات مسلحة.

حكومة توافقية

بحسب موقع "دويتشه فيله" الألماني، يرى خبراء أن الهجوم الذي لم تتبنّه أي جهة حتى الآن لا ينفصل عن التطورات المرتبطة بنتائج الانتخابات التي تعترض عليها كتل سياسية ممثلة لفصائل موالية لإيران. وسرعان ما بادرت تلك القوى التي خسرت ثلث مقاعدها في البرلمان الجديد، بالتنديد بحصول تلاعب واحتيال في نتائج العملية الانتخابية، وحمّلت الحكومة مسؤولية التزوير، ما أثار مخاوف من ردات فعل وعنف.

ونقل الموقع عن الباحثة لهيب هيغل قولها: "بلغنا على ما أعتقد الحدّ الأقصى من التصعيد"، متوقعة العودة إلى الوضع الراهن نفسه الذي كان سائداً في الأيام الأولى التي تلت انتخابات لم يكن العديد من العراقيين يتوقعون أن تحدث أي تغيير.

بحسبها، الأطراف المعترضة على النتائج "عادت إلى حيث بدأت" إثر الهجوم على الكاظمي، موضحةً إنها تخسر الحرب الإعلامية، "ولا يبدو أنه لا يوجد انسجام في الرسائل المختلفة الصادرة عن تلك الفصائل" لكنها تريد، على الرغم من ذلك، تعزيز أوراقها قبل تشكيل الحكومة.

تضيف الباحثة في مجموعة الأزمات الدولية: "سوف ينتهي المطاف بحكومة توافقية، ومرشح توافقي. ما إذا كان سيكون الكاظمي أو لا، إنه سؤال مفتوح".

انقلاب فوضوي

من ناحيته، كتب فاتح عبدالسلام، في صحيفة "الزمان" العراقية: "لا يمكن النظر إلى محاولة اغتيال رئيس الحكومة من منظار الصدفة الانفعالية الظرفية لتصعيد تظاهرات أو لتداعيات انتخابات أو تظلم ما، فالهدف هو ضياع البورصة وخلط الأوراق كنوع من الصدمة التي تأتي بعدها صفحات أخرى يكون مخططا لها بحسب من يريد وضع البلد على حافة الهاوية".

أضاف: "قرار الاغتيال هو الصفحة الأولى من الانقلاب الفوضوي ولا أقول العسكري، وإن المحاولات ستتكرر نحو أهداف أخرى، ما دامت اللادولة طليقة، والدولة المرجوة والمتوقعة رهن الاعتقال التعسفي بأسماء شتى منها دستور معطل وقوانين محّنطة وتوافقات وإرادات إقليمية ودولية ضاغطة".

وقال مقال عنوانه "المليشيات الولائية تنشر الفوضى في العراق"، نشرته صحيفة "عكاظ" السعودية: "تشي الملامح الأولية لمحاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى تورط المليشيات 'الولائية'، خصوصا الكتل الغاضبة من نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة بعد إخفاقها وتراجع حظوظها".

اغتيال البلد

بحسب حمادة فراعنة في "الدستور" الأردنية، محاولة اغتيال الكاظمي واستمرارية الاحتجاجات المنظمة من قبل أدوات إيران، "رسائل ضاغطة لإلغاء نتائج الانتخابات، ورفض خيارات العراق العربية، ومنع تطلعاته لاستعادة دوره ومكانته لدى المجموعة العربية، خاصة بعد الاتفاق الثلاثي بين بغداد وعمان والقاهرة، وخشيتهم للتمدد نحو دمشق والخليج العربي".

وقالت "الخليج" الإماراتية إن محاولة الاغتيال التي تعرض لها الكاظمي بطائرة مسيّرة "لا تستهدفه في الحقيقة كشخص فقط، إنما تستهدف اغتيال العراق، وإدخاله مجددا في أتون الحرب الأهلية، وإثارة فتنة لا تبقي ولا تذر".

ورأت "القدس العربي" اللندنية أن الهجوم على الكاظمي اختراق للخطوط الحمراء، "وإشارة إلى أن القوات التي ساهمت في مواجهة تنظيم ’الدولة‘ تحوّلت من حام للدولة والمنظومة السياسية العراقية إلى تهديد لهما، وإذا لم يكن بإمكان الميليشيات تغيير نتائج الانتخابات، فهي تظهر أنها قادرة على تهديد كل المنظومة التي صنعت الانتخابات".