بكين: اعتبرت بكين الثلاثاء أن الجدل الذي أثارته قضية بينغ شواي جاء نتيجة مبالغة "خبيثة" في تسليط الضوء عليها و"تسييسها"، بعدما اتّهمت نجمة كرة المضرب الصينية سياسيا نافذا بالاعتداء الجنسي.
واختفت بينغ (35 عاما)، بطلة ويمبلدون وبطولة فرنسا المفتوحة، لأكثر من أسبوعين بعدما وجّهت الاتهامات لنائب رئيس الوزراء السابق تشانغ غاولي.
ومن ثم، ظهرت علنا لأول مرة في نهاية الأسبوع عندما شوهدت وهي تحضر مباراة لكرة المضرب في بكين، وفق صور رسمية للحدث.
وفي ردّه على سؤال بشأن تأثير القضية على صورة الصين دوليا، قال الناطق باسم الخارجية الصينية تشاو ليجيان "أعتقد أن على البعض أن يتوقفوا عن المبالغة في تسليط الضوء بشكل متعمّد وخبيث (على القضية)، فضلا عن تسييسها".
ومن المقرر أن تستضيف بكين دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في شباط/فبراير.
وقال تشاو "أعتقد أنكم جميعا شاهدتم بأنها حضرت مؤخرا بعض المناسبات العامة وأجرت اتصالا عبر الفيديو مع رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ".
وتعد تصريحات تشاو الرد الأكثر مباشرة الذي يصدر عن الحكومة الصينية في قضية بينغ.
وحتى الثلاثاء، تجاهلت بكين مرارا الأسئلة بشأن مكان تواجدها وسلامتها، معتبرة أن القضية "ليست دبلوماسية".
كما حُذفت أي أدلة عن اتهاماتها من شبكة الإنترنت في الصين الخاضعة لرقابة مشددة.
بدورها، هددت "رابطة اللاعبات المحترفات" (دبليو تي ايه) بإلغاء عقود مربحة مع الصين ما لم يتم تأكيد سلامة بينغ.
وظهرت بينغ في اتصال بالفيديو أجرته لمدة 30 دقيقة مع رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الأحد.
وأفادت الهيئة أن "بينغ شواي شكرت اللجنة الأولمبية الدولية على اهتمامها بسلامتها".
وأضافت "أوضحت أنها بخير وبصحة جيدة في منزلها في بكين وترغب في أن يتم احترام خصوصيتها في هذه الفترة".
لكن مجموعات حقوق الإنسان والسلطات الرياضية في الخارج واصلت التعبير عن قلقها حيال بينغ وبشأن إن كانت السلطات المحلية ستتحرّك بناء على اتهاماتها.
ولدى سؤالها عن الاتصال مع باخ، أفادت "دبليو تي أيه" "لا يغيّر هذا التسجيل المصوّر دعوتنا لتحقيق كامل ومنصف وشفاف، من دون رقابة، في اتهاماتها بشأن الاعتداء الجنسي، وهي المسألة التي أثارت قلقنا منذ البداية".
كما نددت منظمة "هيومن رايتس ووتش" باللجنة الأولمبية الدولية ودعتها لتوضيح الكيفية التي تم من خلالها الترتيب للاتصال.
وقال الباحث الرفيع في الشأن الصيني لدى "هيومن رايتس ووتش" ياكيو وانغ "خرجت اللجنة الأولمبية الدولية عن صمتها حيال سجل بكين المزري في حقوق الإنسان لتنتقل إلى التواطؤ النشط مع السلطات الصينية في تقويض حرية التعبير والتقليل من أهمية اتهام بالاعتداء الجنسي".
وأضاف "يبدو أن اللجنة الأولمبية الدولية تقدّم علاقتها مع بلد ينتهك بشكل كبير حقوق الإنسان على حقوق وسلامة الرياضيين الأولمبيين".
وذكرت بينغ، حاملة لقبين في الزوجي ضمن البطولات الأربع الكبرى، في وقت سابق هذا الشهر بأن تشانغ الذي بات في السبعينات من عمره الآن "أجبرها" على ممارسة الجنس على مدى علاقة متقطعة تواصلت لسنوات.
وفي أعقاب التنديدات الدولية التي أثارتها القضية، بما في ذلك من نجوم كرة المضرب والأمم المتحدة، نشر صحافيون في وسائل إعلام صينية رسمية مجموعة من التسجيلات المصورة بهدف إثبات أن بينغ في حالة جيّدة.
وكانت اتّهامات اللاعبة لتشانغ أول تأثير يذكر لحركة "مي تو" (أنا أيضا) على كبار شخصيات الحزب الشيوعي الحاكم في الصين.
التعليقات