ديانا (العراق): في بلدة في كردستان العراق تبكي عائلة مريم نوري حمه أمين ابنتها التي قضت في غرق زورق في بحر المانش "بحثا عن حياة أفضل في بريطانيا"، فيما تجمع نحو مئة من أقاربها لتقديم التعازي.
وقال والدها السبعيني نوري حمه أمين الذي يستقبل المعزين في منزله في سوران على بعد 130 كيلومترا من اربيل "شخصيا لم أكن أعرف أنها ستذهب بالطرق غير الشرعية".
يجلس عشرات الرجال مرتدين اللباس الكردي التقليدي على كراس بلاستيكية بعد تلاوة الفاتحة اثر وصولهم.
في خيمة تستقبل نساء المعزيات اللواتي جلست بعضهن على الأرض أمام والدة الضحية المنهارة التي ترفض التحدث إلى وسائل الإعلام.
ويبدو أن مريم المعروفة باسم "باران" أيضا والبالغة نحو عشرين عاما من أولى ضحايا غرق الزورق المطاطي الأربعاء في بحر المانش، الذين عرفت هويتهم.
وقد قضى في الحادث 27 شخصا في أعلى حصيلة ضحايا في هذه المنطقة منذ تكاثر عمليات العبور اعتبارا من العام 2018.
وكانت الشابة تريد الانضمام إلى خطيبها كرزان المقيم في بريطانيا.
وكان خطيبها على تواصل معها عبر الهاتف عند وقوع المأساة. وقد اتصل بعائلتها ليبلغها بالنبأ المفجع على ما قال كافان عمر ابن عم باران التي يعني أسمها المطر باللغة الكردية.
ويروي والدها قائلا "ليلة الحادث تحدثت معها وكانت سعيدة جدا وكانت مرتاحة وتقيم بأحد الفنادق في فرنسا واستمر حديثنا لغاية الثامنة والنصف صباحا.
بعد غرق القارب انتشلت الجثث ونقلت إلى مشرحة في فرنسا. ولم ترشح رسميا أي تفاصيل عن هوية الضحايا وجنسياتهم.
غرفة الشابة مرتبة كما لو أنها غادرتها للتو. فوق السرير صورتان تجمعها بخطيبها خلال حفلة خطوبتهما.
أمام قالب الحلوى في الصورة تبدو الشابة بالقفطان التقليدي المطرز.
على السرير في غرفتها وضعت باقة من الورد الأبيض وبالون كتب عليه "عيد ميلاد سعيد باران".
ويقول والدها بحسرة "ليس لدينا أي معلومات عن المهرب وكل وعودهم ظهرت انها اكاذيب".
ويضيف "كانت تبحث عن حياة افضل في بريطانيا ولكن اصبحت للاسف طعاما للحيوانات البحرية".
ويوضح ابن عمها كافان عمر أن الشابة غادرت قبل شهر تقريبا "خرجت بشكل رسمي من كردستان لأنها حصلت على تأشيرة شنغن وتوجهت الى إيطاليا ومنها الى فرنسا".
ويضيف "حاولنا كثيرا إيصالها لبريطانيا للالتحاق بخطيبها لكن لم تنجح المحاولات".
ويناشد والدها الشباب قائلا "اطالب الشباب بالكف عن الهجرة وتحمل المصاعب هنا على أن يضحوا بحياتهم من أجل الوصول الى أوروبا".
ومنذ الصيف، ثمة آلاف الأشخاص من بينهم الكثير من اكراد العراق عالقين عند الحدود بين بيلاروس وبولندا.
ولمغادرة العراق اضطروا في غالب الأحيان لاستدانة مبالغ كبيرة ودفعوا كل مدخراتهم. وهم يريدون الوصول إلى أوروبا الغربية آملين بحياة أفضل.
ويتفهم كرمانج عزت وهو أحد اقارب باران، الشباب الراغبين بالمغادرة بسبب "عدم استقرار اوضاع المنطقة"، وينتقد سياسة الأوروبيين.
ويؤكد "هذه الدول أغلقت أبوابها أمام هؤلاء الشباب الذين يحلمون بحياة ومستقبل أفضل من الذي يعيشون فيه ولهذا يجازفون بحياتهم مع أنهم يعلمون أن الطرق خطرة جدا"
في لندن، تظاهر نحو 150 شخصا السبت أمام مقر رئاسة الحكومة تنديدا بسياسة اللجوء المعتمدة في المملكة المتحدة. ورفعت لافتة توجهت إلى وزيرة الداخلية البريطانية كتب عليها "بريتي باتيل كيف تنامين الليل؟"
التعليقات