متظاهرون
EPA
مقتل برايانثا دياواداناجي أثار احتجاجات في كل من باكستان وسريلانكا

أثار مقتل سريلانكي وإضرامُ النار في جثته في باكستان احتجاجات في كلا البلدين.

وأدان رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان ما سماه العنف غير القانوني، واصفا الحادث بأنه "عار على بلاده".

وانهال حشد من الناس في باكستان يوم الجمعة على رجل سريلانكي بالضرب حتى الموت قبل أن يضرموا النار في جثته، بعد اتهامه بالتجديف.

وسحب حشد من الناس الرجل الذي يُدعى برايانثا دياواداناجي ويبلغ من العمر 48 عاما من مصنع يعمل مديرًا له في مدينة سيالكوت الباكستانية قبل أن يجهزوا عليه.

وكانت شائعات متداولة بأن السريلانكي قد مزّق مُلصقًا كان مكتوبًا عليها اسم النبي محمد، بحسب ما أفادت الشرطة.

واعتقلت السلطات في باكستان أكثر من مئة شخص حتى الآن، وفقًا لتصريحات رئيس الوزراء.

وقالت عائلة الضحية في سريلانكا لبي بي سي إنهم يعيشون حالة من اليأس.

وناشدت نيلوشي ديساناياكا، زوجة القتيل، حكومتَي باكستان وسريلانكا بإجراء تحقيق كامل يضمن حقّ زوجها وطفليهما.

وقالت الزوجة: "شاهدت عبر الإنترنت كيف هوجم زوجي ... كان المشهد وحشيًا".

ولقي فيديو الواقعة انتشارًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي في عطلة نهاية الأسبوع، ورصدت مقاطع فيديو الحشود الغاضبة وهي تسحب الضحية من مكان عمله وتنهال عليه ضربا حتى الموت قبل إضرام النار في جثته.

وأظهرت مقاطع الفيديو كيف عمد بعض شهود الواقعة إلى التقاط صور "سيلفي" مع جثة الضحية.

اتهامات بالكفر

وحاول زميل بـ برايانثا إنقاذه دون جدوى، موضحًا لوسائل إعلام في باكستان أن المجني عليه إنما أزال ملصَقا كان على جدار المصنع بهدف الإبقاء عليه نظيفا.

نيلوشي ديساناياكا
BBC
نيلوشي ديساناياكا في صدمة مما وقع لزوجها

وفنّدت زوجة برايانثا دعاوى تكفير زوجها، قائلة لبي بي سي: "أرفض تماما أي تقارير تفيد بأن زوجي مزّق ملصقات في المصنع. لقد كان بريئًا".

وأضافت نيلوشي: "كان على دراية تامة بظروف عيشه في باكستان. وبأنه بلد إسلامي. كان زوجي يعلم المحرمات في بيئة عمله. وهكذا استطاع العمل هناك مدة أحد عشر عاما".

باكستان تطلب من فيسبوك مساعدتها في التصدي "للتجديف"

"العار" في زمن فيسبوك

جموع غاضبة تقتل طالبا باكستانيا بعد اتهامه "بالتجديف"

ويُجرّم التجديف في باكستان بشدة، وحتى الاتهامات التي لا أساس لها يمكن أن تثير احتجاج العامة وعُنفهم ضد المتهمين الذين عادة ما يكونون من الأقليات، بحسب منظمة هيومن رايتس ووتش.

وهزّت الواقعة الرأي العام في باكستان، لا سيما مع ارتفاع أعداد المشاركين فيها.

وأدان رئيس الوزراء "الهجوم الشنيع الذي وقع خارج نطاق القانون". وتعهد عمران خان "بتطبيق حاسم للقانون على كل المسؤولين ومعاقبتهم".

وأعلن خان أنه أجرى اتصالا مع رئيس سريلانكا، غوتابايا راجاباكسا، معربًا عن "غضبٍ في بلاده وشعور بالخزي" جرّاء الواقعة.

ولم تعلق السلطات السريلانكية حتى الآن على الواقعة، مخافة وقوع أعمال عنف انتقامية ضد المجتمعات المسلمة في البلاد.

ومن المقرر عودة جثة بريانثا إلى سريلانكا اليوم الاثنين، ويتوقع البعض أن تخرج مظاهرات احتجاجية في العاصمة كولمبو.