واشنطن: قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه حذر نظيره الروسي فلاديمير بوتين من عقوبات أميركية غير مسبوقة في حال شنّت القوات الروسية المحتشدة على الحدود الأوكرانية هجوماً.

غداة حديثهما لمدة ساعتين عبر الفيديو، اعتبر بايدن أنّ بوتين تلقى "الرسالة".

وصرّح للصحافيين في البيت الأبيض "أوضحت أنه إذا قام بغزو أوكرانيا، ستكون هناك عواقب وخيمة، عواقب وخيمة، عواقب اقتصادية لم يرَ مثلها أبدًا".

لكن بايدن أضاف أن إرسال قوات أميركية لمواجهة روسيا "غير مطروح للنقاش".

الضغط الدبلوماسي على بوتين

واشتدّ الضغط الدبلوماسي على بوتين مع تحذير المستشار الألماني الجديد أولاف شولتش من "عواقب" على خط أنابيب نورد ستريم 2، وهو مشروع روسي ضخم لإيصال الغاز الطبيعي إلى ألمانيا.

ردًا على سؤال حول ما إذا كان مستعدًّا لاستخدام أنبوب الغاز كورقة ضغط على موسكو في حال غزت القوات الروسية أوكرانيا، قال شولتس "موقفنا واضح جداً، نريد أن تكون حرمة الحدود محترمة من قبل الجميع، وأن يفهم كل طرف أن في حال لم يحصل ذلك فستكون هناك عواقب".

وكان البيت الأبيض قد أشار بعد اللقاء مع بوتين إلى أن وقف خط أنابيب نورد ستريم 2 يمكن أن يكون جزءًا من الردّ الاقتصادي، رغم أن هذه المسألة مثيرة للجدل في أوروبا التي تعتمد بشكل كبير على الغار الروسي.

بدورها، قالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إنّ روسيا ستواجه "عواقب استراتيجية وضخمة" في حال إقدامها على غزو جارتها.

كما حذرت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس الأربعاء من أن غزو روسيا لأوكرانيا سيكون "خطأ استراتيجيًّا".

وقالت تراس في مركز أبحاث "تشاتام هاوس" للشؤون الدولية "سيكون غزو روسيا لأوكرانيا خطأ استراتيجيًّا"، وأكّدت أنّ بريطانيا "تقف إلى جانب أوكرانيا في مواجهة هذا العدوان".

إجراء دفاعي

لكن الرئيس الروسي دافع عن حشد ما يصل إلى 100 ألف عسكري على حدود أوكرانيا، واصفًا الأمر بأنه إجراء دفاعي وسط مخاوف من انضمام الجمهورية السوفياتية السابقة إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وقال بوتين في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس إنّ "روسيا تنتهج سياسةً خارجيةً سلميةً، لكن لديها الحقّ في الدفاع عن أمنها"، معتبرًا أن ترك حلف الأطلسي يقترب من حدودها بدون الردّ سيكون "تقاعسًا إجراميًا".

وأكد بوتين "قلق" روسيا إزاء "احتمال قبول عضوية أوكرانيا في الناتو، لأن هذا الأمر سيعقبه من دون شك نشر وحدات عسكرية وقواعد وأسلحة مما يشكل تهديداً لنا".

وشدّد بوتين على أنّ توسّع الناتو شرقًا قضية "بالغة الحساسية" بالنسبة لروسيا.

تريد الحكومة الأوكرانية ذات الميول الغربية الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، لكن الأمر يبدو بعيدًا عن التحقق حاليًّا.

وتحتل القوات الروسية شبه جزيرة القرم الأوكرانية، وتسيطر قوات انفصالية مدعومة من روسيا على قسم من شرق أوكرانيا.

تعزيز الوجود العسكري

قال الرئيس الأميركي إنه بالإضافة إلى الإجراءات الاقتصادية، فإنّ هجومًا روسيًّا جديدًا على أوكرانيا من شأنه أن يؤدي إلى تعزيز الوجود العسكري الأميركي على أراضي الحلفاء الحاليين في الناتو في شرق أوروبا.

وأوضح قائلًا "سنضطر ربما إلى تعزيز تواجدنا في دول الناتو لنطمئن بشكل خاص من هم على الضفة الشرقية (للحلف). إضافة إلى ذلك، أوضحت بأننا سنقدم وسائل دفاع للأوكرانيين أيضًا".

تعمل الولايات المتحدة بشكل وثيق مع الجيش الأوكراني وقد زوّدته بأسلحة بملايين الدولارات. ومع ذلك، قال بايدن إنّ إرسال قوات أميركية للدفاع عن أوكرانيا بدون اتفاق بين الأخيرة وحلف الأطلسي أمر مستبعد.

وأضاف بايدن أن "فكرة استخدام الولايات المتحدة بشكل أحادي القوة لمواجهة روسيا في حال غزت أوكرانيا، غير مطروحة للنقاش".

وتابع "لدينا واجب أخلاقي وقانوني تجاه حلفائنا في الناتو بموجب البند الخامس. إنه واجب مقدس. وذلك الواجب لا يشمل... أوكرانيا".

وتابع "لكن ذلك سيعتمد على ما ترغب بقية دول الناتو في القيام به أيضًا"، في إشارة محتملة إلى عدم استبعاد فكرة التدخل.

خفض درجة التوتر

في ما يتعلق بزعم روسيا بأنّ توسع الناتو في الدول السوفياتية السابقة يشكل تهديداً لها، قال بايدن إنّ موسكو وحلفاء الناتو الرئيسيين يعملون على مستوى عالٍ "حول ما إذا كان بإمكاننا العمل على أي تسوية في ما يتعلق بخفض درجة التوتر على طول الجبهة الشرقية".

من جانبه، رحّب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي قال إنه مستعد للتفاوض مع بوتين، بالمحادثة بين الرئيسين الروسي والأميركي الثلاثاء.

وقال زيلينسكي "أعتقد أن تحدث رئيس الولايات المتحدة مع الرئيس الروسي أمر إيجابي".

ومن المقرّر أن يتحدث الرئيس الأوكراني مع جو بايدن الخميس.

وتقاتل أوكرانيا انفصاليين موالين لروسيا في منطقتي لوغانسك ودونيتسك في شرق البلاد منذ عام 2014، في نزاع اندلع بعيد ضمّ موسكو شبه جزيرة القرم.

وتتهم كييف وحلفاؤها الغربيون الكرملين بدعم الانفصاليين عسكريًّا وماليًّا وسياسيًّا، وهو ما تنفيه موسكو، وقد أودى النزاع بحياة أكثر من 13 ألف شخص.