إيلاف من لندن: كشف مترجم عراقي سابق عمل مع عناصر الفرقة الخاصة الأميركية التي اعتقلت الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين والذي أُعدم في مثل هذا اليوم عام 2006 عن تفاصيل عملية اعتقاله.. فيما دعت ابنته رغد العراقيين إلى نبذ الطائفية.
وقال المترجم إن "الجيش الأميركي استخدم مادة مخدرة للقبض على صدام حسين في 13 كانون الأول/ ديسمبر عام 2003.. مضيفاً أنه كان يرافق الجنود الأميركيين الذين كانوا ينفذون عملية اعتقال صدام. وأشار المترجم إلى أنّ الولايات المتحدة وعدت بملايين الدولارات كمكافأة لمن يقدمون معلومات عن المكان الذي كان يختبئ فيه الزعيم العراقي السابق.. قائلاً في تصريحات حصرية لوكالة "سبوتنيك" الروسية اليوم وتابعتها "إيلاف" إنه "بعد ثمانية أشهر من بداية عملي تلقوا معلومات، بالطبع سرية للغاية، عن المكان الذي كان يختبئ فيه صدام حسين في منطقة الدور بمحافظة صلاح الدين (125 كم شمال غرب بغداد) والمكان أشبه بمزرعة وهي على بعد أمتار قليلة من نهر دجلة وهناك مسافة 50 مترًا أو أقل وواقعة في منطقة المعبر".

مراقبة
وأوضح المترجم العراقي أن "عملية اكتشاف مكان الرئيس العراقي السابق بدأت تتكشف من خلال مراقبة أحد المواطنين، حيث تم الشك بأحد الأشخاص نظراً لقيامه بشراء سلع ومنتجات عالية الجودة مناقضة لهيئته ووضعه الاجتماعي ما أثار الشبهات وبدأت الأمور تتكشف".
وتابع قائلاً "بعد مراقبة الشخص تم إرسال وحدة من القوات الخاصة تعقبته إلى النقطة الأخيرة، بالإضافة إلى وحدة إنزال هبطت في المنطقة ولم يعد يسمح لي بالاقتراب أكثر لأنه لم يكن لدي قناع الغاز خلال المداهمة التي استخدم فيها مادة مخدرة تم خلالها إخراج العديد من الأشخاص من هناك ومن بينهم اتضح فيما بعد أنه كان الرئيس صدام حسين".
وأوضح المترجم أنه وبعد انتهاء العملية حصل على قناع وتفقد المكان والغرفة التي وجد فيها الرئيس السابق صدام حسين وكانت غرفة بعرض 3.5 متر وطول حوالى أربعة أمتار وفيها سريرين.
ووصف المترجم ما شاهده "كانت هناك أحذية وملابس باهظة الثمن وعطورات وأغراض شخصية منها ساعة يد الرئيس وصور لعائلته، وجهاز تسجيل بشريط فارغ وتسجيلات صوتية قام بها صدام، للأسف تم سرقة معظم هذه الأغراض الشخصية". وأشار المترجم إلى أن المزرعة بعد العملية كانت مغطاة بمادة بيضاء، حيث نفقت جميع الحيوانات المتواجدة فيها.

روايات الاعتقال
وعلى الرغم من ظهور عدة روايات حول عملية اعتقال صدام حسين وإخراجه من مخبئه إلّا أنّ الرواية الأساسية التي تداولتها وسائل الإعلام الغربية لا تزال الأكثر مصداقية وهي الرواية التي دعمها لاحقاً عملاء في وكالة الاستخبارات الأميركية وشاركوا في تعقب أو استنطاق صدام.
وتشير هذه الرواية إلى أنّ "متخصصين أميركيين في الاستجواب بذلوا جهوداً مضنية استنطقوا خلالها أعداداً كبيرة من المقربين من صدام حسين على مختلف المستويات، وبهذا الشكل وقع في أيديهم محمد إبراهيم عمر المسلط"، وتقول تقارير إنّ المسلط إضافة إلى صلة قرابة تربطه بصدام عمل حارسًا شخصياً له، وقد شوهد إلى جانبه في آخر ظهور له في بغداد، وتصادف أن قبضت عليه قوات خاصة أمريكية خلال مداهمة في العاصمة العراقية.
وهذا الحارس يقال إنه في منتصف العمر، انهار تماماً بعد استجوابه حيث نقل عنه قوله لأحد المحققين الأميركيين المتمرسين في انتزاع الاعترافات، بعد أن أفشى لهم السر ودلهم على مخبأ صدام حسين "هذا هو المكان الذي يوجد فيه صدام.. هذا هو المكان الذي لجأ إليه خلال الأيام القليلة الماضية، وإذا ذهبت إلى هناك سوف تجده". كما يُروى أن من خان رئيسه كوفئ ومنح 25 مليون دولار.

وأُلقي القبض على صدام حسين بالقرب من مسقط رأسه تكريت في 13 كانون الأول/ديسمبر بعد ستة أشهر من الغزو الأميركي للعراق في التاسع من نيسان/ أبريل عام 2003 بحجة البحث عن أسلحة دمار شامل ثم أعدمت السلطات العراقية الرئيس السابق في 30 كانون الأول/ ديسمبر عام 2006 في الليلة السابقة لعيد الأضحى بعد محاكمة أثارت الكثير من الجدل.

رغد صدام تكتب في ذكرى إعدام والدها
واعتبرت رغد الابنة الكبرى لصدام والدها شهيداً وقالت إنه في ذكرى يوم إعدامه فإنها تضع شارة الشهيد الخاصة بوالدها.
وكتبت رغد في تغريدة على حسابها في "تويتر" تابعتها "إيلاف" قائلة "يعلق العراقيون شارة الشهيد على صدورهم يظهر فيها رسماً للصرح الشهير نصب الشهيد وجملة "الشهداء أكرم منا جميعاً". وأضافت سمي يوم 1 كانون الأول/ديسمبر يوم الشهيد العراقي بأمر من الرئيس صدام حسين تخليداً لذكرى الجنود والضباط العراقيين الذين وقعوا في الأسر عند الجيش الإيراني ونفذ بهم عملية إعدام بشعة".


رغد صدام حسين أرفقت تغريدة لها الخميس 30 كانون الأول/ ديسمبر 2021 بهذه الصورة التي تظهر فيها صورة لوالدها خلفها في ذكرى إعدامه في مثل هذا اليوم عام 2006 (تويتر)

وقالت "اليوم قرّرت أن أضع شارة الشهيد هذه الخاصة بوالدي الرئيس الشهيد صدام حسين كوسام شرف في هذا اليوم. حفظ الله أحبابكم من كل سوء ورحم الله شهداء العراق جميعاً".
وأرفقت رغد تغريدة بصورة لها وخلفها صورة لصدام قائلة "تظهر خلفي صورة الرئيس الشهيد صدام حسين حيث تم رسمها بريشة الفنان القدير فائق حسن".
كما نشرت رغد فيدو لها موجهة رسالة إلى العراقيين والعرب قائلة "نطوي عاماً آخر ونحن نحي ذكرى استشهاد والدي الشهيد صدام حسين هذا الرجل الشامخ القامة الذي لا يحتاج إلى شهادة أحد فبطولته ومقاومته للعدو واستشهاده مع أولاد العراقيين وأولاده خير دليل على ذلك، وأبى مغادرة العراق ليستشهد مع ولديه وحفيده ولقد رفع الله شأنه على الأرض كما في السماء وازدادت محبته في قلوب الناس وصار ذكره يتكرّر أكثر مما كان حياً".
ودعت العراقيين إلى "نبذ الطائفية والوقوف ضد الفتن ما ظهر منها وما بطن" والوقوف بصف واحد كالبنيان المرصوص.. وخاطبت المجتمع العربي والدولي بالقول "ندعو كل المؤيدين للحريات في العالم ومن أخواتنا العرب وغير العرب أن يقفوا إلى جانبنا وأن يمدوا يد العون بعد الله سبحانه ليدعمونا في مسيرتنا".
وأضافت "أيها العراقيون بوحدتكم وإصراركم وحبكم للعراق سيعود في المقدمة وينفتح على العالم مرة أخرى فيكون منارة كما كان دوماً.. لا تنسوا أيها الأحبة أفراحكم وسط الصعوبات والأحزان التي نمر بها ويمر بلدنا بها فالأمل في الله سبحانه سيبقى دوماً".
ونفّذ حكم الإعدام الصادر بحق صدام حسين نفذ في أحد السجون في بغداد فجر يوم السبت 30 كانون الأول/ديسمبر 2006 بعد إدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وانتهت بذلك مرحلة من تاريخ العراق الذي حكمه صدام لنحو ربع قرن قبل أن تتم الإطاحة به إثر غزو العراق الذي قادته القوات الأميركية عام 2003.
ولقد تم إعدام صدام حسين فجر يوم عيد الأضحى (العاشر من ذو الحجة) عام 1427 للهجرة الموافق 30 كانون الأول ديسمبر 2006 بعد ان جرى تسليمه للحكومة العراقية من قبل حرسه الأميركي تلافياً لجدل قانوني في ألولايات المتحدة التي أعتبرته أسير حرب.