إيلاف من بيروت: ماذا يريد بوتين من غزوة أوكرانيا؟ سؤال محير، طرحته مجلة "بوليتيكو" الأميركية على عدد من الخبراء في مجالات عدة، علها تصل إلى جواب، علماً أن إدراك هدف بوتين من هذه الحرب يساعد أميركا وسائر دول الغرب على "توحيد ردة فعل على خطوة بوتين وعلى معرفة الحد الذي سيصل إليه الروس في هذه الحرب".".
إنه يريد التأسيس إمبريالية انتقامية، ليسيطر على الفضاء السياسي السوفايتي السابق. هذا رأي إيفلين فاركاس، نائب سابق لمساعد وزير الدفاع في الولايات المتحدة، وباحث متخصصة في روسيا وأوكرانيا وأوراسيا. أضافت: "يتجاهل بوتين القانون الدولي والأعراف الدبلوماسية وشرعة حقوق الإنسان، ولن يوقفه إلا ممارسة أقصى ضغط اقتصادي وسياسي وعسكري عليه، فروسيا اليوم دولة مارقة، كما كوريا الشمالية وإيران، وواجبنا حماية الشعب الأوكراني وحكومته، وتأمين المجال الجوي الأوكراني ونعزيز المقاومة الناشطة ضد الروس".
وقال توماس غراهام، وهو مدير سابق للشؤون الروسية في مجلس الأمن القومي في إدارة الرئيس جورج بوش الإبن: "أين سيقف بوتين؟ لا أحد يعرف"، لافتًا إلى أن الرئيس الروسي خدع المجتمع الدولي وأخفى نواياه الحقيقية أشهرًا، متلطيًا وراء المبادرات الدبلوماسية". أضاف: "بوتين ينوي نزع سلاح أوكرانيا، وبالتالي يريد تدمير البنية التحتية العسكرية الأوكرانية، وتنصيب حكومة دمية تابعة للروس بدلًا من الحكومة الديمقراطية التي انبثقت عن الثورة الخضراء".
أما أندريه كوليسنيكوف، رئيس برنامج السياسات المحلية والمؤسسات السياسية الروسية في مركز كارنيغي بموسكو، فيجد صعوبة في رسم الحدود التي ستبلغها "لعبة بوتين" في أوكرانيا. قال: "ربما يريد فرض إرادته على الغرب، أو يريد دونباس ولوغانسك تابعتين لروسيا بشكل رسمي، أو يريد حكومة تابعة له في كييف. كل هذا ممكن. لكن الأكيد أنه يريد إخضاع العالم أجمع لإرادته".
وافقه راجان مينون، الأستاذ الفخري بجامعة نيويورك والباحث في معهد سالتزمان لدراسات الحرب والسلام بجامعة كولومبيا، رأيه، مذكرًا ببيان بوتين للروس غشية الحرب، ولافتًا إلى عنف الغارات الجوية والصاروخية على أوكرانيا، "فهذه مؤشرات إلى قرار بوتين نسف الجسور التي تربط أوكرانيا بالغرب، ولو دفع ثمنًا اقتصاديًا وسياسيًا بسبب ذلك".
يظن فرانسيس فوكوياما، من معهد فريمان سبوجلي للدراسات الدولية بجامعة ستانفورد في الولايات المتحدة، أن بوتين يسعى إلى انهيار النظام الديمقراطي في أوكرانيا، وتنصيب حكومة ظل يتحكم بها من موسكو. قال: "لكن، لا تملك روسيا الآن قوات كافية لإخضاع بلد يسكنه 40 مليون نسمةـ فهو يريد استهداف الجيش الأوكراني لإضعافه، والضغط على البلاد اقتصاديًا لتصبح أوكرانيا دولة فاشلة، لذا يجب الانتباه إلى موانئ أوكرانيا على البحر الأسود، ماريوبول وخيرسون وأوديسا، فهي تعد ضرورية لاقتصاد أوكرانيا كونها مصدر زراعي مهم، وإذا فرضت روسيا حصارًا عليها سيكون لها مصدر كبير للضغط الاقتصادي على أوكرانيا".
أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن مجلة "بوليتيكو" الأميركية
التعليقات