إيلاف من بيروت: من سوريا إلى أوكرانيا، يبدو أن ثمة نداء يلمّ الكثيرين: "يا أعداء بوتين.. اتحدوا". فإن وضعنا الأفغان - الذين حاربهم السوفيات طويلًا في ثمانينيات القرن الماضي – جانبًا، السوريون والأوكرانيون هم أكثر من ذاق الموت الزؤام من فوهة سلاح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

فثمة تقارير تؤكد أن الروس مسؤولون عن مقتل نحو 6 آلاف مدني سوري منذ التدخل الروسي في الميدان السوري ضد المعارضة المسلحة التي قامت ضد بشار الأسد في 2011.

هذا ما دفع بسوريين موجودين في أوكرانيا إلى تنظيم أنفسهم في مجموعات قتالية، متمرسة في حرب الشوارع واصطياد الروس، بخبرات ومهارات اكتنزوها في خلال الحرب السورية الضروس، كي يقفوا مع الأوكرانيين في تصديهم للتوغل الروسي الذي بدأ في 24 فبراير 2022.

من هؤلاء رجل أعمال أوكراني من أصل سوري من ريف حلب أسمهُ طارق جاسم.

فجاسم شكل مجموعة مقتلة يمولها من مالهِ الخاص لقتال الروس في أوكرانيا. وفي مقطع مصور، يخاطب جاسم ابناء وطنه الثاني أوكرانيا، بعدما استقر فيها هرباً من سوريا: "روسيا دمرت وطني سوريا، ولن أسمح لها بتدمير وطني أوكرانيا، عاشت أوكرانيا، المجد لأوكرانيا".

يضيف: "لا يمكن أي عاقل أن يدعم جيش بوتين المجرم، ولن ننسى ما فعله الروس بنا في سوريا، فجيشهم بربري، وجندهم قتلة متوحشون ولصوص".

يتابع جاسم: "ما زلت أتذكر صورة محمد إسماعيل، ابن مدينتي، ذاك الرجل الطيب الذي قتله الروس في تدمر، فقد عذبوه وقطعوا رأسه ثم أحرقوه، ولا نريد أن تتكرر الوحشية الروسية في أي مكان آخر في العالم".

يضيف: "نحن السوريين عانينا الكثير من جرائم بوتين وأتباعه المستعبدين مثل بشار الأسد. ورؤية الدبابات والطائرات الروسية المدمرة تفرحنا. فعلى مدى سنوات طويلة، يقتلنا الروس في سوريا. قتلوا آلاف السوريين وشردوا الملايين مع الديكتاتور بشار الأسد".

ويختم جاسم خطابه بالقول: "نفخر بصمود الأوكرانيين، نحن ندعم كل حر يقف في وجه الغزاة والظلم، قلوبنا مع أوكرانيا. ولن ننسى جرائم بوتين في سوريا".