ايلاف من لندن: فيما كشفت بغداد الثلاثاء عن إعادة 24 عائلة عراقية أخرى من مخيم الهول شمال سوريا إلى بلدها خلال الساعات الأخيرة فقد حذّرت من خطر استمرار وجود 20 ألف طفل عراقي في المخيم يشكلون قنابل موقوتة.


20 ألف طفل عراقي ما زالوا في مخيم الهول حذّر العراق الثلاثاء 22 مارس 2022 من أنهم يشكلون قنابل موقوتة (تويتر)

وأعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية عن إعادة 24 عائلة عراقية من مخيم الهول السوري إلى بلدها خلال الساعات الأخيرة بعد إعادة تأهيلها وثبوت عدم وجود مؤشرات أمنية عليها.
وقال وكيل الوزارة كريم النوري للإعلام الرسمي في تصريحات تابعتها "إيلاف" إنّ "مخيم الهول السوري يبعد 13 كم عن الحدود العراقية في شمال سوريا ويقطنه حوالي 60 ألف نسمة وللأسف هناك في داخله من يثقّف لعصابات داعش الإرهابية".
وأضاف أن "العراق نجح بتشكيل لجنة حكومية أمنية لدراسة ملفات العراقيين هناك وفرز من ليس عليهم ملفات أمنية وقضائية وأرجع فعلاً 453 عائلة منهم إلى مخيم الجدعة (1) في محافظة نينوى العراقية الشمالية .. منوهاً إلى أنه قبل ساعات تم أيضاً إعادة 24 عائلة جديدة إلى العراق وتحديداً لمحافظة الأنبار الغربية بعد إعادة تأهيلها وتم قبلها إعادة 74 عائلة من المخيم".
وأشار إلى أنّ "هناك إشادة دولية بنجاح العراق في التعامل مع ملف النازحين وجهوده المستمره في معالجته بشكل إنساني".
ولفت إلى أنّ "مخيم الهول السوري ليس بيد الحكومة هناك وإنما يقع تحت مسؤولية قوات سوريا الديمقراطية الكردية "قسد" وتم إنشاؤه منذ عام 1991 وهو يضم 30 ألف عراقي بينهم 20 ألفاً من الأطفال".
وحذّر المسؤول العراقي من أن بقاء هؤلاء الأطفال في المخيم خطأ كبير وينبغي إعادة تأهيلهم ومنع استغلالهم من قبل جماعات الإرهاب".
وأوضح أن "هناك برنامجاً مكثفاً للتأهيل المجتمعي بالتعاون مع منظمات دولية ولجنة أمنية عراقية تضم ممثلين عن العمليات المشتركة وجهاز الأمن الوطني ومستشارية الأمن القومي ووزارة الهجرة للتعامل مع هذا الملف.. منوّهاً إلى أنه يتم استقبال العوائل العائدة لتأهيلها ومن يثبت أنّ لديه علاقة بتنظيم داعش فيتم منعه من العودة إلى العراق".

قنابل موقوتة
ومن جهته حذر مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي من أن أطفال مقاتلي داعش في مخيم الهول السوري يشكلون "تهديداً حقيقياً" إذا لم يتغير الوضع هناك.


منظر عام لمخيم الهول لعائلات داعش في شمال سوريا (الأمم المتحدة)

ووصف المستشار الأمني خلال اجتماعه مع وفد من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في بغداد الأسبوع الماضي استمرار وجود الأطفال في المخيم بأنه "قنبلة موقوتة" يمكن أن تشكّل "تهديداً حقيقياً" إذا بقوا في ذلك المخيم المكتظ.
وأكّد استعداد العراق للتعاون مع المنظمات الدولية لمعالجة وضع المخيم مشيراً إلى أنّ الضحايا الحقيقيين للحرب هم "نساء وأطفال".
وخلال اجتماعه الخميس الماضي مع الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت فقد شدد مستشار الأمن القومي العراقي على ضرورة أن يكون المجتمع الدولي حاضراً في قضية مخيم الهول. وقال إنّ "من مصلحة البعثة الأممية في العراق الذهاب إلى مخيم الهول والإطلاع بشكل ميداني على أوضاع المخيم والنازحين".
ومن جهتها أشارت بلاسخارت إلى إحاطتها في مجلس الأمن الدولي مؤخراً والتي اعتبرت فيها أنّ العراق نموذج يحتذى به من قبل المجتمع الدولي لجهوده في إعادة رعاياه من مخيم الهول.
وأكّدت على أهمية حث المجتمع الدولي على استعادة الدول الأخرى لرعاياها من مخيم الهول.
وبحث المسؤولان العراقي والأممي ملفي مخيم الهول في سوريا وشنكال في شمال العراق فضلاً عن سبل دعم المنظمات الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية للأشخاص الذين يضمهما.

عراقيون وسوريون .. وأجانب لهم صلات بداعش
ومخيم الهول موطن للآلاف من زوجات مقاتلي تنظيم داعش وأطفالهم ويعيش فيه حوالى 59 الف و500 شخص نصفهم دون سن الثامنة عشرة.
وفي حين أن معظم سكان المخيم عراقيون وسوريون يستضيف المخيم أيضاً أجانب يشتبه أن لهم صلات بداعش.

وهناك أعمال عنف منظمة يشهدها المخيم تصل إلى القتل بين الحين والآخر يُعزى إلى عناصر تنظيم داعش. وعلى الرغم من أنّ التنظيم خسر جميع الأراضي التي كان يسيطر عليها سابقاً في العراق وسوريا إلا أنه أثبت مراراً قدرته على تنفيذ هجمات.
ويأوي مخيم الهول 8 آلاف و256 عائلة عراقية بعدد أفراد يبلغ 30 ألفاً و738شخصاً.
ويقع مخيم الهول للاجئين على المشارف الجنوبية لمدينة الهول في محافظة الحسكة شمال سوريا بالقرب من الحدود مع العراق واعتبارًا من نيسان/ أبريل عام 2019 كان عدد اللاجئين في المخيم قد بلغ 74 ألفاً بعد أن نما من 10 ألاف في بداية العام.
وقد أُنشئ المخيم في الأصل لإيواء اللاجئين العراقيين في أوائل عام 1991 خلال تحرير حرب الكويت ثم أُعيد فتحه لاحقًا بعد تدفق المهاجرين العراقيين إلى سوريا عقب غزو العراق عام 2003 كواحد من ثلاثة مخيمات على الحدود السورية العراقية.