أدانت الهند "بشكل لا لُبس فيه" عمليات القتل التي وقعت في مدينة بوتشا الأوكرانية وساندت الدعوات لإجراء تحقيق مستقل في "التقارير المزعجة بشكل كبير".
وصدمت العالم صور القبور الجماعية وجثث المدنيين، الذين قيل إنهم أعدموا في إحدى ضواحي كييف.
وتعتبر الإدانة الهندية في اجتماع الأمم المتحدة أقوى تصريح يصدر عنها منذ أن غزت روسيا أوكرانيا.
وكانت دلهي قد امتنعت حتى الآن عن المشاركة في عمليات التصويت في الأمم المتحدة التي تدين أفعال روسيا.
وفي بيان صدر الثلاثاء في اجتماع مجلس الأمن الدولي، قال المندوب الدائم للهند لدى الأمم المتحدة، تي أس تيرومورتي إن بلاده "لا تزال قلقة للغاية إزاء الوضع الذي يزداد سوءاً وتكرر دعوتها إلى وقف فوري للعنف وإنهاء الأعمال العدائية".
- طبيب هندي عالق مع نِمرين في قبو وسط الحرب في أوكرانيا
- مقتل مدنيين في مذابح قرب كييف: ماذا نعرف حتى الآن
وأضاف المندوب الهندي أن "الوضع في أوكرانيا لم يظهر عليه أي تحسن ملموس منذ آخر مرة ناقش فيها المجلس هذه القضية. فالوضع الأمني تدهور، وكذلك الأمر بالنسبة لعواقبه الإنسانية".
ومضى قائلاً: "نأمل أن يواصل المجتمع الدولي التعاطي بإيجابية مع الاحتياجات الإنسانية. وندعم الدعوات التي تحثّ على تقديم ضمانات لممر آمن لإيصال الإمدادات الإنسانية والطبية الضرورية".
تتمتع الهند بتاريخ طويل من اعتماد مبدأ عدم الانحياز في سياستها الخارجية لكنها تتعرّض لضغط من الدول الغربية حول توازنها الدبلوماسي. كما أن دلهي وموسكو تشتركان بعلاقة صداقة عمرها عقود، هذا إضافة إلى أن روسيا تعتبر أكبر مورد للأسلحة للهند.
وقد وقعت الهند مؤخراً عقوداً لشراء قرابة ستة ملايين برميل من النفط الخام الروسي بعدما انخفضت أسعاره في أعقاب فرض العقوبات الغربية على روسيا. لكن الحكومة الهندية تقول إن هذه العقود هي "قطرة فقط في دلو كبير" من وارداتها النفطية عالمياً.
وكانت دلهي قد واجهت الأسبوع الماضي انتقادات من الولايات المتحدة وأستراليا لتفكيرها في قبول عرض روسي اعتبر محاولة للتحايل على العقوبات.
وكانت عمليات القتل في بوتشا قد اكتشفت بعد انسحاب القوات الروسية من المدينة. وقال عمدة المدينة أناتولي فيدوروك الاثنين إن 300 مدني على الأقل قتلوا، لكن لا توجد إحصائية رسمية حتى الآن لعدد القتلى.
تحليل
"علاقات دلهي- موسكو تتعرض للاختبار"
بقلم: فيكاس باندي
بي بي سي نيوز، دلهي
إن دعم الهند لإجراء تحقيق مستقل في عمليات قتل المدنيين في مدينة بوتشا ليس مفاجئاً.
فهي لم توجه اللوم لروسيا أو تذكرها بالاسم كمسؤولة عن العنف في بوتشا، الأمر الذي كان متماشياً مع سياستها بالحياد حول أوكرانيا.
وبدا الغرب حتى الآن مستوعباً للموقف الهندي، الذي ينبع بشكل كبير من اعتماد البلاد على المعدات الدفاعية الروسية ومن علاقاتها التاريخية مع موسكو.
لكن مع تنامي الاتهامات بارتكاب فظائع في أوكرانيا، يتنامى كذلك الضغط على دلهي لاتخاذ موقف أكثر وضوحاً.
وكان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن قد قال الثلاثاء إن واشنطن ترغب بأن تقلل دلهي من اعتمادها الدفاعي على روسيا. وإذا كان هذا التصريح مؤشراً على أشياء ستتبعه، فإن سياسة الهند بالدفع باتجاه الحل الدبلوماسي بشأن أوكرانيا ستتعرض لاختبار جدي.
التعليقات