دعا رئيس فنلندا ورئيسة وزرائه إلى تقدّم بلدهما بطلب إلى حلف شمال الأطلسي، الناتو، للحصول على عضويته "دون إبطاء".

وفي بيان مشترك، قال ساولي نينيستو وسانا مارين إنهما يتوقعان قرارا في هذا الشأن خلال الأيام القليلة المقبلة.

وتأتي الخطوة وسط ارتفاع دعم الفنلنديين لحصول بلادهم على عضوية الناتو، لا سيما بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

وتشترك فنلندا مع روسيا في حدود يبلغ طولها 1,300 كيلومتر. وحتى الآن، بقيت فنلندا بعيدة عن الناتو تفاديا لاستعداء جارتها الشرقية.

وستعلن فنلندا بشكل رسمي قرارها يوم الأحد المقبل بعد مناقشته في البرلمان وغيره من الدوائر السياسية الكبرى في البلاد.

وقالت السويد إنها ستعلن قرارا مشابها في اليوم نفسه.

وتهدد روسيا باتخاذ تدابير لم تحدد ماهيتها حال تخلّي حكومتَي فنلندا والسويد عن سياسة الحياد العسكري التي تعتمدانها منذ زمن طويل.

وكانت موسكو حذرت في وقت سابق من الشهر الجاري كلا من فنلندا والسويد من تبعات الانضمام إلى الناتو، قائلة إن هذه الخطوة لن تجلب الاستقرار إلى أوروبا.

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، للصحفيين إن "الحلف يظل أداة تهدف إلى المجابهة".

وفي فبراير/شباط، حذرت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، من "عواقب عسكرية وسياسية" إذا انضمت الدولتان إلى الحلف.

لكن الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ يقول إنه يتوقع أن تتم عملية منح السويد وفنلندا عضوية الحلف "بسرعة كبيرة".

وفي بيانهما المشترك، قال الرئيس الفنلندي نينستو ورئيسة وزرائه مارين إنهما كانا قد أرادا منْح الشعب الفنلندي مساحة للنقاش في الأمر، لكن الوقت لاتخاذ قرار كان يقترب.

وجاء في البيان أن "عضوية الناتو من شأنها تعزيز أمن فنلندا. وكعضو في الناتو، ستعزز فنلندا القوة الكلية للحلف الدفاعي. فنلندا يجب أن تتقدم للحصول على عضوية الناتو دونما إبطاء".

وأشار استطلاع للرأي أُجري الأسبوع الماضي إلى ارتفاع دعم الفنلنديين للانضمام للناتو إلى 76 في المئة، مقابل 12 في المئة معارضة لهذا الانضمام - ما يشير إلى جنوح كبير إلى الحصول على عضوية الحلف منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.

ووقفت فنلندا من الاتحاد السوفيتي موقف العداء إبان الحرب العالمية الثانية، وقد اشتهر الفنلنديون بالتصدي لاجتياح السوفيت خلال الفترة بين 1939 و1940.

لكن فنلندا كانت قد خسرت 10 في المئة من أراضيها بموجب اتفاق السلام النهائي وظلت محافظة على حيادها إبان الحرب الباردة.

ومن شأن انضمام فنلندا للناتو أن يزيد من طول الحدود الروسية مع دول الحلف إلى الضِعف. أما السويد، فهي لا تشترك مع روسيا في أي حدود.

خريطة بحلف شمال الأطلسي
BBC