إيلاف من لندن: حذر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الفائز في الانتخابات العراقية الاطار الشيعي من غضبة شعبية لتعطيله تشكيل الحكومة مشددا بالقول "كلا والف كلا لن نتحالف معكم ونعيد العراق لمربع المحاصصة".

وفي كلمة متلفزة قصيرة تابعتها "ايلاف" هاجم الصدر قوى الاطار الشيعي قائلا "ان السلطة أعمت الثلث المُعطل عن معاناة الشعب".. منوها بالقول "لقد صار ساسة العراق مثلاً للفساد والرذيلة إلا ثلة قليلة".. متسائلا "أي عذر يرتجي الثلث المعطل أمام الخالق والخلق" واصفا هذا الثلث بالمشين. واضاف "لم استغرب قيد انملة من الثلث المعطل وتعطيله لتشكيل الحكومة حيث ان المنتمين له لا وجود لهم بلا سلطة لكن هل وصلت الوقاحة الى درجة تعطيلهم القوانين التي تنفع الشعب (عينك عينك) فلا حكومة اغلبية جديدة قد تنفع الشعب، ولا حكومة حالية تستطيع خدمة الشعب ونفعه" في اشارة الى معارضة قادة الاطار الشيعي لقانون الامن الغذائي قدمته الحكومة الى البرلمان للتصويت عليه من اجل رعاية الفقراء وخفض البطالة وتوفير الغذاء والخدمات والكهرباء والحد من ارتفاع الأسعار العالمية ودفعوا المحكمة الاتحادية الى الغائه وهو امر رفضه الكاظمي واكد غضبه من الغائه.

يريدون تركيع الشعب

واضاف الصدر "انهم يستهدفون الشعب ويريدون تركيعه".. مشيرا الى ان "السلطة اعمت اعينهم عما يعانيه الشعب من فقر وخوف ونقص في الأموال والانفس وتسلط المليشيات والتبعية ومخاوف التطبيع والاوبئة والفساد الذي ملئ ارض العراق بالسرقات والخطف والقتل حتى صار ساسة العراق مثلا يحتذى به بالفساد والرذيلة الا من ثلة قليلة اضمحل اثرها ولازال يضمحل".


وخاطب الصدر الثلث المعطل للتحالف الشيعي قائلا ان "وجدتم عذراً بينكم وبين الله وبينكم وبين الشعب في تعطيل تشكيل الحكومة فأي عذراً ترتجونه امام الخالق والخلق في تعطيلكم لقمة الشعب وكرامته".. وتساءل بالقول "أن لم تتقوا الله فأتقوا غضبة الحليم والمظلوم فللمظلوم زأره لن تكون في مأمن منها ولا تحين مناص ام هل تظنون ان افعالكم هذه ستجبرنا على التحالف معكم كلا والف كلا فلن نعيد العراق لمربع المحاصصة والفساد والتوافق المقيت".

ونوه زعيم التيار الصدري الى ان "التوافق جثم على صدر العراق وشعبه سنوات طوال قد حصد الأخضر واليابس كما يعبرون وقد اضر وبكل وضوح لكل ذي نظر".. متسائلا "فيا ترى الى متى يبقى البعير على التل كما يقولون والى متى يبقى الفساد والتوافق سيد الموقف والشعب يغلي ويعاني وما من مغيث".

الاطار الشيعي والثلث المعطل

يشار الى ان الاطار التنسيقي للقوى الشيعية العراقية يضم كلا من : نوري المالكي رئيس ائتلاف دولة القانون، وهادي العامري رئيس تحالف الفتح، وحيدر العبادي رئيس ائتلاف النصر، وعمار الحكيم رئيس تحالف قوى الدولة، وفالح الفياض رئيس حركة عطاء، وهمام حمودي رئيس المجلس الأعلى الإسلامي، وقيس الخزعلي الامين العام لحركة عصائب أهل الحق فضلا عن شخصيات شيعية أخرى حيث قامت هذه الكتل بمقاطعة جلسات البرلمان المخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية وترشيح رئيس الحكومة الجديدة من خلال استخدام ما سمي بـ"الثلث المعطل" لافشال تحقيق النصاب القانوني المطلوب لذلك والبالغ 220 نائبا من مجموع عدد النواب البالغ 329 عضوا.

إفشال محاولات الصدر لتشكيل الحكومة

وكان الصدر قد اعلن أمس الاحد عن تحول تياره إلى المعارضة الوطنية لمدة لا تقل عن 30 يوماً منوها الى ان الكتل السياسية فشلت في تشكيل حكومة جديدة.
وقال الصدر في تغريدة على حسابه بمنصة "تويتر" تابعتها "ايلاف" لقد "تشرفت أن يكون المنتمون لي أكبر كتلة برلمانية في تاريخ العراق، وتشرفت أن أنجح في تشكيل أكبر كتلة عابرة للمحاصصة، وتشرفت أن أعتمد على نفسي وأن لا أكون تبعة لجهات خارجية، وتشرفت بأن لا الجأ للقضاء في تسيير حاجات الشعب ومتطلبات تشكيل الحكومة".

واضاف "لكن لازدياد التكالب علي من الداخل والخارج وعلى فكرة حكومة اغلبية وطنية لم ننجح في مسعانا ولله الحمد، فذلك استحقاق الكتل النيابية التحزبة والمستقلة أو من تدعي الاستقلال والتي لم تعنا على ذلك".

وأشار الصدر بالقول الى انه "بقي لنا خيار لابد أن نجربه، وهو التحول إلى المعارضة الوطنية لمدة لا تقل عن الثلاثين يوما، فإن نجحت الأطراف والكتل البرلمانية، بما فيها من تشرفنا في التحالف معهم، بتشكيل حكومة لرفع معاناة الشعب، فبها ونعمت، وإلا فلنا قرار آخر نعلنه في حينها".
وللتيار الصدر 73 نائبا في البرلمان العراقي الجديد المنبثق عن الانتخابات المبكرة التي جرت في العاشر من تشرين الاول اكتوبر 2021 وفاز فيها حيث حل تياره بالمرتبة الاولى بين الكتل التي تنافست خلالها.

وسبق للصدر ان دعا في الرابع من الشهر الحالي النواب المستقلين الى تشكيل الحكومة مؤكدا دعمها من قبل تحالفه الثلاثي "انقاذ وطن " الذي يضم اضافة الى التيار الصدري كلا من تحالف السيادة السني بزعامة خميس الخنجر ومن ضمنه تحالف تقدم بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي اضافة الى الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني وقوى اخرى اذ ان للثلاثي اكثر من 170 نائبا.

واشترط الصدر على المستقلين تشكيل حكومتهم خلال 15 يوما تنتهي الخميس المقبل بعيدا عن كتلته الصدرية وعن الاطار الشيعي بعد فشله بمهمة تشكيل الحكومة ولكن بالتعاون مع سنة وأكراد التحالف الثلاثي.

كما كان الصدر قد اعلن في 31 آذار مارس الماضي منح فرصة مدتها 40 يوما للقوى الشيعية المنضوية في الإطار التنسيقي للتباحث مع الأحزاب البرلمانية باستثناء قائمته لتشكيل الحكومة والخروج من الأزمة السياسية التي تعاني منها البلاد لكن ذلك لم يحصل ما دعاه الى التوجه الى النواب المستقلين لتجربة حظوظهم ايضا والذين اعلنوا عن مبادرة أمس دعوا فيها بقية الكتل السياسية الى الانضمام لهم في تشكيل حكومة جديدة يكون المستقلون نواتها.