ملبورن: أدلى الأستراليون السبت بأصواتهم لانتخاب أعضاء برلمانهم في اقتراع قد تنتج عنه عودة حزب العمال إلى السلطة بعد تسع سنوات من حكم المحافظين، لكن المنافسة تبدو شديدة.

أغلقت صناديق الاقتراع عند الساعة 18,00 بالتوقيت المحلي (08,00 بتوقيت غرينتش) في الساحل الشرقي من أستراليا حيث تتركز أكبر نسبة من الناخبين، فيما أغلقت صناديق الاقتراع عند 20,00 بالتوقيت المحلي (10,00 ت غ) على الساحل الغربي.

اختار الناخبون وعددهم نحو 17,2 مليون ناخب ممثليهم الذين سيشغلون 151 مقعدًا في مجلس النواب لمدة ثلاث سنوات. وسيجري تجديد 40 مقعدًا من مقاعد مجلس الشيوخ البالغة 76 لمدة ست سنوات. وسيكون الحزب أو الائتلاف الذي يفوز بالغالبيّة في مجلس النوّاب مسؤولا تلقائيا عن تشكيل الحكومة.

حزب العمّال

وقال زعيم حزب العمّال المعارض أنتوني ألبانيزي الذي تُرجّح استطلاعات الرأي حصوله على منصب رئيس الوزراء، إنه "ايجابي جدًا" حيال نتائج الانتخابات.

وطلب ألبانيزي من الناخبين "منحه فرصة"، موضحًا "امنحوا هذا البلد فرصة، فلدينا خطط"، قائلًا إن رئيس الوزراء الحالي المحافظ سكوت موريسون أكثر شخص "إثارةً للانقسام رأيته في حياتي".

واتّهم رئيس الوزراء الأسترالي الحالي سكوت موريسون منافسه ألبانيزي "بالتعالي المفرط" عبر ادّعائه أنه متأكد من فوزه.

وأظهر أحدث استطلاعَين نُشرا قبل الانتخابات، الخميس والجمعة، تقدّم حزب العمّال بستّ نقاط، لكنّ الفارق يتقلّص.

يُحاول كلا الجانبين استمالة الناخبين القلقين بشأن ارتفاع تكاليف المعيشة مع تضخّم سنوي نسبته 5,1%.

وفي بلد يشهد فيضانات وحرائق وجفافا يزداد حدة، يعِد حزب العمّال ببذل مزيد من الجهود من أجل الحفاظ على البيئة.

ويدعم موريسون صناعات الفحم والغاز وقاوم الدعوات العالمية لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما يتجاوز التعهد الحالي البالغ بتخفيف نسبة الانبعاثات بـ28% بحلول العام 2030، ما يثير غضب الناخبين الشباب.

ويقول جوردان نيفيل وهو ناخب للمرّة الأولى في ملبورن "نشأت في مجتمع تأثّر كثيرًا بالحرائق والفيضانات خلال الخمس سنوات الأخيرة. سيكون رائعًا أن يُفعل شيء ما حيال ذلك ومنعه من أن يتكرّر".

والتصويت إلزامي في أستراليا، ويتوجّب على الممتنعين دفع غرامة قدرها 20 دولارًا أستراليًا (13 يورو).

وعدّلَ مسؤولو الانتخابات القواعد في اللحظة الأخيرة للسماح لمزيد من الأشخاص المصابين بكوفيد بأن يصوّتوا هاتفيًا، في هذا الاقتراع الفدرالي الأوّل منذ بداية الجائحة.

موريسون

ويكرّر موريسون الرسالة التي نجح في إيصالها في المرّة السابقة وهي أنّه لا يُمكن، وفقًا له، الوثوق بحزب العمّال عندما يتعلّق الأمر بالاقتصاد.

وتَفاخر ببيانات جديدة تُظهر انخفاض معدّل البطالة في أستراليا إلى 3,9% في نيسان/أبريل، وهو أدنى مستوى له منذ 48 عامًا، معتبرًا أنه "إنجاز استثنائي" يُظهر أن خطّته تؤتي ثمارها.

ووصف ألبانيزي بأنه "عنصر هشّ" بسبب أخطائه التي تنتشر بشكل واسع عبر وسائل الإعلام، بما فيها نسيانه معدّل البطالة الوطني خلال مؤتمر صحافي.

وقال موريسون في مقابلة الجمعة "هذا من الأمور التي يجب أن يعرفها رؤساء الحكومات (...) رأينا أنه ليس بمستوى المهمّة وأن ذلك يتجاوزه".

ووعد ألبانيزي من جهته باتخاذ إجراءات حازمة لمكافحة الفساد، بعد فشل حكومة موريسون في تشكيل هيئة فدرالية مختصة.

ووصف حكومة موريسون بأنها "حكومة غير مرغوب فيها والأقل انفتاحًا والأقل عدالة في التاريخ السياسي الأسترالي".

نشأ أنتوني ألبانيزي (57 عامًا) في مسكن اجتماعي في سيدني مع أمّ عزباء. وله أصول ايطالية من جهة والده. وإذا أصبح رئيسًا للوزراء، سيكون أول رئيس حكومة أسترالية لا يحمل كنية انكليزية أو سلتية.

لكن خصمه سكوت موريسون (54 عامًا) صامد، إذ أعيد انتخابه قبل ثلاث سنوات رغم استطلاعات للرأي لم تكن تنذر بفوزه، ما وصفه بـ"المعجزة".