مونتي كارلو (موناكو): تسير الفرق الكبرى في بطولة العالم للفورمولا واحد نحو تخطي سقف الإنفاق لموسم 2022، إلا في حال قرر الاتحاد الدولي للسيارات "فيا" إعادة النظر في السقف الذي حُدِدَ بـ140 مليون دولار.

وقال مديرو فرق فيراري ومرسيدس وريد بول للصحافيين السبت على هامش جائزة موناكو الكبرى إن لا مفر من تخطي سقف الانفاق بسبب التضخم العالمي، لاسيما في ما يتعلق بتكلفة الشحن الجوي.

وحدد الاتحاد الدولي للسيارات سقف الإنفاق للموسم الماضي بـ145 مليون دولار لكل فريق، ثم خفضه هذا الموسم الى 140 مليوناً كجزء من حزمة التعديلات الجديدة التي تهدف الى خلق سباقات أكثر تنافسية وإثارة وتقليص الهوة بين الفرق.

وقال مدير فيراري ماتيا بينوتو إنه "سيكون من المستحيل بالنسبة لنا أن نبقى تحته (سقف الانفاق)، سنتخطاه في مرحلة ما"، مضيفاً بأن الفريق الإيطالي سيقع حينها بما يُعتبر خرقاً "ثانوياً" للقوانين، وذلك في حال لم يتم تجاوز سقف الانفاق بأكثر من 5 بالمئة.

وتنص القوانين على أن الخروقات الثانوية يمكن أن تتضمن التأنيبات العامة، خسارة النقاط في بطولتي السائقين والصانعين، حرمان المشاركة في الأحداث، تقليل الاختبارات الانسيابية أو قيود مستقبلية على سقف الانفاق.

ما يعني أن الفرق تواجه غموضاً حول ما إذا سيؤثر تخطي سقف الإنفاق بشكل فعلي على نتائجها في الحلبة.

طبيعة العقوبات

وتساءل بينوتو "كيف سيقررون طبيعة العقوبة حينها، ليست لدي فكرة. لا أعتقد بأن هناك طريقة لنا أو للعديد من الفرق الأخرى كي نبقى ضمن ذلك السقف، ولا أعتقد أن تسريح الموظفين سيكون الخيار الصائب" من أجل تقليص النفقات.

ومن جهته، قال أندرو شوفلين، مسؤول القسم الهندسي في الحلبات عند مرسيدس، إن موقف مدير الفريق توتو وولف لا يختلف عن نظرائه في الفرق الكبرى، موضحاً "كانت لدينا خطة لتحديد سقف الميزانية والعمل ضمنه، كما فعل الجميع. لكن نظراً لأن التكاليف، مثل الشحن، جاءت مضاعفة أو الطاقة وتأثيرات التضخم، فقد وصل (الانفاق) الى نقطة تعجيزية (للبقاء ضمن السقف)".

ولم يكن موقف مدير ريد بول البريطاني كريستيان هورنر مختلفاً، مشيراً الى خطر أن تصبح مراقبة التكاليف عنصراً تنافسياً أكثر مما كانت عليه في أي وقت مضى.

ورأى "نحن بحاجة الى القيام بعمل أفضل في ما يتعلق باللوائح"، مضيفاً "لا شيء رخيص في ما يخص قوانين المحركات لعام 2026 - وهذا يضعك تحت ضغط مصطنع. يمكن أن ينتهي بنا الأمر بوجود عدد أكبر من الأشخاص في مكتب المحاسبة من مكتب التصميم. لا نريد أن نكون في بطولة محاسبة (عوضاً عن بطولة للتسابق)".

وأقر هورنر أنه سيكون من الصعب ايجاد غالبية تدعم تعديل سقف الانفاق، مضيفاً "لكن عليك أن تنظر الى الصورة الأكبر. هل هذه قوة قاهرة؟ يمكنني القول إن الحرب (الغزو الروسي لأوكرانيا) التي أدت الى التضخم هي حدث قوة قاهرة".