ايلاف من لندن : عاد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر المنسحب من العملية السياسية في العراق الى المشهد السياسي الاثنين بالتحشيد لصلاة شيعية سنية موحدة وسط شكوى مما وصفه مقرب منه بخذلان حليفيه السني والكردي في التحالف الثلاثي له.

فقد دعا الصدر اليوم الى تنظيم صلاة شيعية سنية موحدة بمدينة الصدر معقل تياره في العاصمة بغداد الجمعة منتصف الشهر الحالي مكلفا سبعة من قادة تياره لتنظيمها . وقال مكتب الصدر في بيان تابعته "ايلاف" ان زعيم التيار التقى في مدينة النجف مقر اقامته باللجنة المكلفة من قبله للإشراف على تنظيم صلاة الجمعة الموحدة في الخامس عشر من الشهر الحالي حيث اكد عليهم "إيلاء أهمية خاصة لهذا التجمع المبارك الذي يذكّر بأيام الله ويدعو الى إعلاء كلمته سبحانه وتعالى ونبذ كل أشكال الظلم ولما للذكرى من ارتباط وثيق في ضمير الشعب العراقي".

نبذ كل أشكال الظلم

أوصى الصدر اعضاء اللجنة من قيادات تياره بتوجيهات عدة تخص إحياء المناسبة سيتم إعلانها لاحقاً من خلالهم وهم : حيدر الجابري وحازم الأعرجي ومهند الموسوي وابراهيم الجابري ومحمد العبودي وتحسين الحميداوي وحاكم الزاملي.

وتأتي الدعوة للصلاة بعد حوالي 3 أسابيع من اعلان الصدر انسحابه من العملية السياسية الجارية في البلاد منذ عام 2003 اثر وضع القوى الشيعية الموالية لايران ضمن الاطار التنسقي العقبات امام تنفيذ سعيه لتشكيل حكومة اغلبية بعيدا عن المحاصصة بعد ان حقق تياره فوزا كبيرا في الانتخابات المبكرة التي جرت في العاشر من تشرين الاول اكتوبر 2021 وتحالفه مع تحالفي السيادة بزعامة خميس الخنجر رئيس المشروع العربي ومحمد الحلبوسي رئيس البرلمان ومع الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني.

والجمعة الماضي حدد صالح محمد العراقي المتحدث بأسم الصدر الذي يوصف بوزيره عددا من الاسباب التي دفعت بزعيم التيار الصدري الى الانسحاب من العملية السياسية متوعدا الإطار التنسيقي بالقول إن "غداً لناظره قريب".

وقال العراقي في تغريدة تابعتها "ايلاف" إن "مـن كان الصدر يحسـن الظـن بـهـم مـن السياسيين او كلهم.. خانـوه وركنـوا لغيره، ولعل البعض يتوهم أن قرار انسحابه هو تسليم العراق للفاسدين والتوافقيين، كلا، بل هو تسليم لإرادة الشعب ولقراره.. وان غدا لناظره قريب" الامر الذي اثار تكهنات عن امكانية لجوء الصدر الى الشارع العراقي لمعارضة تشكيل اي حكومة توافقية جديدة برئاسة ومشاركة من يصفهم بالفاسدين.

احراج الخصوم

اضاف العراقي ان الانسحاب من العملية السياسية "هو إحراج الخصوم مـمـن اعتصموا ضـد الانتخابات لأنها "مـزورة".. متسائلا بالقول " فهل سيستمرون بتشكيل حكومـة مـن انتخابات مزورة؟!.. فمـا تكـون شـرعيتها!؟؟؟!.. وهـل سـيتوافقون مع التطبيـعيين !؟.. وهل ستطال الانبار واربيل الصواريخ؟! وايضا لكشف مدعي الانتماء لثورة تشرين؟!.. ممن كان قرار انسحاب الصدر القائـد مـن العملية السياسية انسحاباً لهم من الثورة والتظاهر واقتحام الانبار وما شاكل ذلك.. بـل حـول بعضهم هدف التظاهرات الى دعم حكومة التوافق".

واشار قائلا "ظن الكثيرون أن المطالبة بحكومة الاغلبيـة هـو صـراع سياسي على السلطة... وما كنا يوماً طلاب سلطة، لكن فيكم سماعون للكذب".. موضحا ان "الانسحاب جـاء ببدلاء شيعة.. فهـل سيكون بداية لقوة المذهـب؟!. أم بدايـة لنهب الأموال والصفقات المشبوهة؟، أم سيسرق مصفى الدورة كما سُرق مصفى بيجي من قبل!؟؟" في اشارة الى المليشيات المسلحة الموالية لايران المتهمة بنهب المصفى اواخر عام 2015 اثر تحريره من سيطرة تنظيم داعش . ففي عام 2017 قال مسؤولون إن "معدات مصفاة بيجي النفطية الشمالية أضخم مصافي البلاد تم نقلها إلى إيران بشكلٍ كامل من قبل المليشيات حيث عرضت وسائل إعلام محلية في حينها صوراً لمعدات قالت إنها "تعود للمصفاة والتُقطت بعد دخولها الى الأراضي الإيرانية".

هل خذله حليفاه الكردي والسني؟

بالترافق مع ذلك فقد اشتكى مقرب من الصدر مما قال انه خذلان تعرض له زعيم التيار الصدري من حليفيه في التحالف الثلاثي : السيادة السني بزعامة رئيس المشروع العربي في العراق خميس الخنجر ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي.. ثم الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني.

وقال الناطق باسم التيار الصدري سابقا حسن الزركاني ان الصدر كان يأمل بانسحاب الديمقراطي والسيادة من البرلمان عقب اعلانه الانسحاب من العملية السياسية والاتجاه نحو التصعيد الا ان ما جرى عكس ذلك. وأشار في حوار متلفز ان الصدر وخلال مفاوضاته بشأن الانسحاب من البرلمان كان يأمل ويتوقع انسحاب مماثل للمتحالفين معه في "الثلاثي" السيادة والديمقراطي الا ان ما حصل عكس ذلك .. منوها الى ان "هناك مؤثرات نفسية وراء قرارات الصدر الاخيرة اذ كان الغرض الوحيد من دخول التيار الانتخابات النيابية هو تشكيل حكومة اغلبية بعيدا عن المحاصصة".. مشيرا الى انه "من الصعب توقع قرارات الصدر وخطواته المستقبلية".

بارزاني والحبلوسي يوضحان

وكان بارزاني قد اشار في تصريحات له السبت الماضي حول التطورات الاخيرة على الساحة العراقية إلى أنه "لا تزال الأمور فى بداياتها بعد انسحاب السيد الصدر، ولدينا علاقات ودية مع الصدر غير مرتبطة بالتحالفات، وعموماً نحن لا نبنى تحالفاتنا على أساس معاداة تحالفات أخرى، بل نؤمن بأن أي تحالف يجب أن يبنى على ثوابت وطنية جامعة أساسها الدستور وأهدافها الحفاظ على مكتسبات الشعب والعمل من أجل خدمة المواطنين وتلبية حاجياتهم الأساسية وحل الإشكاليات بروح وطنية خالصة".

ومن جانبه اشار رئيس البرلمان محمد الحلبوسي في 13 من الشهر الماضي بعد يوم من استقالة نواب الصدر الـ73 من البرلمان الى انه قد قبلها "على مضض".. مؤكدًا أنه بذل جهودًا لثني زعيم التيار الصدري عن هذه الخطوة.

يشار الى انه بسبب الخلاف السياسي وعدم قدرة أي طرف على حسم الأمور أخفق البرلمان ثلاث مرات في انتخاب رئيس للبلاد متخطيا المهل التي ينص عليها الدستور في عملية انسداد سياسي مستمرة منذ الانتخابات الاخيرة في تشرين الاول اكتوبر 2021 .

وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قد أكد خلال لقائه نواب تياره المستقيلين في 15 من الشهر الماضي رفضه العودة إلى "عملية سياسية تبنى على المحاصصة والفساد".. قائلاً انه "لا اتفاق مع الفاسدين، لا اشتراك في انتخابات مجدداً إذا ما بقي الحال على ما هو عليه، قضي الامر الذي فيه تستفتيان".. موصياً نوابه المستقيلين بـ"التكامل وعدم التشتت والبقاء على أهبة الاستعداد".