الرياض: أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنّ قوة حفظ السلام ستُغادر بحلول نهاية العام الحالي جزيرة تيران الاستراتيجيّة الواقعة في البحر الأحمر. واستقبل أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل الرئيس الأميركي لدى وصوله اليوم إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة التي يقوم بزيارة رسمية لها تستمر يومين، ويختم فيها جولته الشرق أوسطية الأولى منذ انتخابه.


خادم الحرمين الشريفين والرئيس الأميركي يستعرضان سبل تعزيز العلاقات

وصحب الأمير خالد الفيصل الرئيس بايدن في موكب رسمي إلى "قصر السلام" في مدينة جدة الواقعة في الشق الغربي من السعودية، للقاء القيادة السعودية. ويعد قصر السلام المقر الرسمي للعاهل السعودي في جدة، حيث تعقد فيه اجتماعات لمجلس الوزراء ويشهد استقبالات القيادة السعودية لملوك وقادة وزعماء الدول الأجنبية، كذلك اللقاءات الرسمية ولقاءات الملك مع الأمراء ورجالات الدولة والمواطنين.


تنص المراسم الملكية السعودية أن يكون أمير المنطقة أو نائبه في استقبال الزائر الضيف على مستوى القادة إذا كانت زيارة الأخير بناء على رغبته
أما إذا جاءت تلبية لدعوة من الملك أو ولي العهد فيكون الداعي في استقبال الضيف.

انسحاب قوات حفظ السلام من تيران وصنافير
وأعلن بايدن عن مغادرة قوات حفظ السلام الدولية جزيرتي تيران وصنافير الاستراتيجيتين في البحر الأحمر. جاء ذلك في كلمة ألقاها بايدن بعد لقائه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان. وقال بايدن: "توصلنا إلى اتفاقية تاريخية بتحويل منطقة كانت مركزا للحروب إلى مركز للسلام، وأتحدث هنا عن جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر، حيث ستنسحب قوات حفظ السلام بعدما ظلت هناك منذ 40 عاما تقريبا". وأوضح البيت الأبيض من جهته في بيان أنّ الانسحاب سيتمّ في نهاية العام. وأوضح بيان البيت الأبيض أنّه "تمّ التوصّل إلى ترتيبات لسحب قوّات حفظ السلام التابعة للقوّة المتعدّدة الجنسيّات وتطوير هذه المنطقة (...) من أجل السياحة والتنمية". وأضاف "رحّب الرئيس بايدن بهذا الترتيب الذي تمّ التفاوض عليه على مدى أشهر عدّة وأخذ في الاعتبار مصالح جميع الأطراف، بما في ذلك إسرائيل".

وتابع "وافقت المملكة العربيّة السعوديّة على احترام جميع الالتزامات والإجراءات القائمة في المنطقة والاستمرار فيها" والتي نصّت أساسًا على اعتبار الجزيرَتين جزءًا من منطقة لا توجَد فيها قوّات عسكريّة وتنتشر فيها قوّة حفظ السلام المتعدّدة الجنسيّات.


الأمير محمد بن سلمان وبايدن يرأسان اجتماعاً موسعاً بقصر السلام في جدة. 15 يوليو 2022

مباحثات في الدفاع والطاقة
وقال بايدن إنه أجرى مباحثات مهمة مع الملك سلمان والأمير محمد بن سلمان، في جدة. وأضاف: أجريت سلسلة جيدة من الاجتماعات، وأنجزنا بعض الأعمال المهمة، مبيناً أنه جرى مناقشة الاحتياجات الدفاعية للسعودية، وأمن الطاقة العالمي. وأشار إلى إسهام الرياض في تثبيت ودعم الهدنة في اليمن، والاتفاق على تعميقها وتمديدها، متابعاً: السعودية ستشاركنا مبادرة الطاقة النظيفة، واتفقنا على شراكات بشأن تقنية الجيل الخامس. وأكد أن الولايات المتحدة "لن تترك فراغاً في الشرق الأوسط لتشغله روسيا والصين"، مضيفاً: "نحرز تقدماً باتجاه تعزيز علاقاتنا مع دول الخليج".


الأمير خالد الفيصل وسفيرة السعودية بواشنطن، الأميرة ريما بنت بندر في استقبال بايدن الذي وصل إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي

الأميرة ريما بنت بندر: زيارة محورية
وقالت الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان في مقال نشر في صحيفة "بوليتيكو" الأميركية إن تحديد علاقة بلادها بأميركا من خلال نموذج النفط مقابل الأمن "قد ولى منذ زمن طويل" واصفة زيارة بايدن لبلادها بـ"المحورية".

فتح الأجواء
واستبقت السعودية اليوم الجمعة زيارة بايدن بإعلان فتح الأجواء أمام جميع الناقلات بما يشمل إسرائيل. وقالت هيئة الطيران المدني السعودية في بيان على تويتر إنها قررت "فتح أجواء المملكة لجميع الناقلات الجوية" التي تستوفي متطلبات عبور أجواء البلاد.

ويرفع هذا الإعلان فعليا قيود تحليق الطائرات من إسرائيل وإليها، وأشارت هيئة الطيران المدني إلى أن هذا القرار جاء "استكمالا للجهود الرامية لترسيخ مكانة المملكة كمنصة عالمية تربط القارات الثلاث وتعزيزا للربط الجوي الدولي".