مدريد: سجّلت إسبانيا الأربعاء "أكثر من 500" وفاة مرتبطة بموجة الحر التي تجتاح أوروبا الغربية هذا الأسبوع، والتي أدت إلى نشوب حرائق مدمرة وارتفاع درجة الحرارة إلى مستويات قياسية.
وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز خلال زيارته منطقة أراغون (شمال شرق) المتضررة جراء واحد من الحرائق العديدة التي أتت على عشرات الآلاف من الهكتارات في البلاد "حالة الطوارئ المناخية هي واقع" و"تغير المناخ يقتل".
وأكد أن درجات الحرارة التي ظلت مرتفعة بشكل استثنائي على مدى عشرة أيام تسببت في وفاة "أكثر من 500 شخص" بالإشارة إلى تقديرات معدلات الوفيات من معهد للصحة العامة.
وأفادت البيانات الأولية الصادرة عن وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية، أن موجة الحر هذه قد تكون الأشد على الإطلاق.
وتُعد موجة الحر التي ضربت دول غرب أوروبا في الأيام الأخيرة خصوصا إسبانيا والبرتغال وبريطانيا وفرنسا، وحطمت العديد من الأرقام القياسية لدرجات الحرارة، ثاني ظاهرة حرارة شديدة خلال شهر واحد تقريبا في أوروبا.
ويعد ارتفاع درجات الحرارة نتيجة مباشرة لأزمة المناخ وفق العلماء، مع تزايد شدتها ومدتها وتواترها.
منذ 12 تموز/يوليو، يشتعل حريقان في جيروند، وهي مقاطعة في جنوب غرب فرنسا على سواحل المحيط الأطلسي، حيث دمرت النيران 20600 هكتار من الغابات. كما دمر حريق في بلدة لانديراس 13600 هكتار من الغابات وأتى حريق في لا تيست دو بوش على 7000 هكتار.
وبدا ان تقدّم الحريق يتباطأ الأربعاء. وأشار اللفتنانت-كولونيل أرنو مندوس الناطق باسم فرق الإطفاء بعد احتراق 300 هكتار في الساعات الأخيرة، أنه "لم يتم بعد وقف" الحرائق.
خلال الليل، لم يتم إصدار أوامر بعملية إجلاء جديدة ولم يبلغ عن وقوع إصابات. ومنذ اندلاع الحرائق، أجلي حوالى 36750 شخصا من هذه المنطقة.
وقال الرئيس إيمانويل ماكرون أثناء زيارته لا تيست دو بوش، إن بلاده ستضطر إلى "شراء المزيد" من طائرات مكافحة الحرائق للتعامل مع حرائق الغابات التي من المرجح أن تزداد وتيرتها.
واندلعت العديد من الحرائق في أماكن أخرى في أوروبا، منها واحدة في شمال أثينا. وبعد ليلة صعبة، تمكن الاطفائيون من إخماد ألسنة اللهب الأربعاء.
السماء حمراء
وقال أحد سكان باليني إحدى البلدات التي اجتاحتها الحرائق في ضواحي العاصمة اليونانية، للتلفزيون العام ERT، "كانت السماء حمراء... غادرنا دون أخذ أي شيء معنا".
وبقيت مروحيات وطائرات متمركزة في المنطقة لتجنب عودة اشتعال النيران فيما أجلي مئات الأشخاص من هذه الضواحي التي يقطنها حوالى 90 ألف شخص.
وفي سلوفينيا، نشر مئات الإطفائيين الأربعاء قرب الحدود مع إيطاليا لمكافحة حريق أدى إلى إخلاء العديد من القرى.
وفي بلدة وينينغتون في شرق لندن، امتد حريق على مساحة 40 هكتارا، على مسافة نحو ثلاثين كيلومترا من وسط العاصمة البريطانية.
أرقام قياسية
حطمت موجة الحر الثلاثاء أرقاما قياسية في أوروبا. تجاوزت درجات الحرارة مستوى لم يتم التوصل إليه في بريطانيا من قبل مع تسجيل 40,3 درجة مئوية في كونينغسبي، وهي قرية في شمال شرق إنكلترا، وفق وكالة الأرصاد الجوية.
كذلك تم تجاوز الرقم القياسي في اسكتلندا مع 34,8 درجة مئوية، بينما سجلت فرنسا أكثر من 60 رقما قياسيا للحرارة التي تجاوزت 40 درجة في بعض المدن.
كذلك، سجّلت الدنمارك الأربعاء أعلى درجة حرارة لشهر تموز/يوليو بلغت 35,6 درجة مئوية فيما بدأت موجة الحر تطال الآن الدول الاسكندنافية.
وتمثّل درجات الحرارة القياسية هذه في بعض الأحيان خطرا كبيرا على الموظفين، ما يدفع النقابات إلى المطالبة بمزيد من التدابير الوقائية.
وبعد إسبانيا حيث توفي شخصان في منطقة مدريد بسبب إصابتهما بضربة شمس أثناء العمل، أعلنت السلطات الصحية الفرنسية الأربعاء أن شخصين توفيا في الأيام الأخيرة في العمل ضمن حوادث "قد تكون مرتبطة" بموجة القيظ.
التعليقات