إيلاف من لندن: في أول احتجاج جماهيري ضد ترشيح القوى الشيعية العراقية للسوداني لرئاسة الحكومة، تظاهر المئات أمام مكتبه في بغداد رافضين ترشيحه، بينما انتشرت قوات الامن حول مكتبه، لكن عائلة "السوداني" احتجت بشدة على زج اسمها في السجالات السياسية رافضة الاساءة بحقها من خلال التنمر على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو الغضب الذي استجاب له الصدر بتغيير وصف الصورة عبر تويتر.
وعليه، فقد سحب بذلك الإساءة لقبيلة المرشح ورفع التنمر عن اسم عائلته.


محتجون أمام مكتب السوداني في بغداد ليل الثلاثاء 26 يوليو 2022 ضد ترشيحه لرئاسة الحكومة الجديدة (تويتر)

وتظاهر المئات ليل امس الثلاثاء امام مكتب النائب مرشح الاطار الشيعي لرئاسة الحكومة الجديدة محمد شياع السوداني الواقع في منطقة الشعب بضواحي بغداد الشمالية الشرقية احتجاجاً على ترشيحه لتشكيل الحكومة.

وتابعت "ايلاف" مقاطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي وهي تُظهر المحتجين أمام مكتب المرشح وهم يهتفون "نعم.. نعم للاصلاح" ويصفون رئيس ائتلاف دولة القانون زعيم حزب الدعوة نوري المالكي بأكبر الفاسدين في أول تحرك جماهيري من نوعه ضد الترشيح.
وأثر ذلك انتشرت قوات الامن حول مكتب السوداني ومنزله شرق بغداد تحسبا لاعمال عنف قد ترافق الاحتجاجات.

حكومة السوداني.. الثالثة للمالكي!

ويؤكد متابعون للشأن العراقي ان ترتيبات يتم اتخاذها حاليا من قبل مكتب المالكي لترتيب سيطرة الاخير على حكومة السوداني مرشحه للمنصب، وذلك من خلال العمل على اختيار عناصر تحيط به. بدءاً من تعيين مدير مكتبه الى وزير الداخلية ورؤساء الاجهزة الامنية والاستخبارية.. ويشيرون الى ان هذا يعني ان الحكومة المقبلة ستكون الثالثة للمالكي بعد حكومتيه السابقتين بين عامي 2006 و2014 على اعتبار ان السوداني هو مرشح المالكي للمنصب.

يشار الى انه اثر الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في العراق في تشرين الاول أكتوبر عام 2019 كان قد تم تداول اسم السوداني مرشحا لتشكيل الحكومة اثر ارغام المتظاهرين رئيسها انذاك عادل عبد المهدي على الاستقالة، لكن المحتجين اكدوا رفضهم لهذا الترشيح.

الصدر يستجيب لغضب قبيلة السوداني

ومن جهتها عبرت قبيلة السودان التي ينتمي اليها محمد شياع السوداني اليوم عن استيائها من سخرية مقرب للصدر يوصف بوزيره وهو صالح محمد العراقي من السوداني ونشره أمس صورة لشخص يصافح ظله وضع لها عنوان "سوداني يصافح ظله"، في اشارة الى ان المرشح هو ظل للمالكي الذي مارس ضغوطا على الاطار التنسيقي الشيعي من اجل ترشيحه لتشكيل الحكومة الجديدة.

بيان القبيلة

واكدت القبيلة في بيان تابعته "ايلاف" رفضها "الإساءة الصادرة بحقها والزجّ بالعشائر في "الطحن السياسي الجاري بين المتنافسين على رقاب العراقيين".

وقالت القبيلة "نتابع عن كثب كل معطيات المشهد السياسي وما خلفته من تبعات سلبية كبيرة على المجتمع العراقي، وللأسف انسحب هذا الخلاف على العشائر العراقية الاصيلة، والتي يُشهد بدورها وردمها للمشاكل مع العدو والصديق، لكن أن ينجر الوضع السياسي وتنعكس مخرجاته على مستوى السخرية والاستهزاء باسم عشيرتنا (السوداني) بشكل مناف للدين الإسلامي والأخلاق الإنسانية والشرائع العالمية في منع التنمر والاستهزاء والسخرية من فرد دون اخر، ويصدر هكذا خطاب من شخصية تدعي قربها ووصلها بعائلة كريمة دينية حوزوية وهي (آل الصدر) فهذه طامةٌ كبرى".

العشائر.. والتطاحن السياسي

وشدد البيان على رفض ما أقدم عليه المدعو (صالح محمد العراقي) والذي يسمي نفسه (وزير القائد) من سخرية غير مقبولة جملةً وتفصيلاً.
وأضاف: انتظرنا منذ أمس وحتى الان لم يصدر اي توضيح او اعتذار من سماحة السيد مقتدى الصدر، ولكن للاسف يبدو ان السيد موافق على هذا الإنحراف الأخلاقي الذي يصدر من اتباعه، ونعتبر هذا الفعل إهانة واساءة لقبيلتنا العراقية الأصيلة والتي تمتد جذورها من في محافظات العراق ومن عمق الفرات ودجلة، وقدمت تضحيات بحجم العراق، ونحتفظ بكافة وسائل الرد العشائري التي خبرها العدو قبل الصديق لمن يريد المساس باسم قبيلتنا".

وأكدت على أهمية فصل اي شأن سياسي عن اسم القبيلة وعنوانها ورفض استخدامها في "الطحن الجاري بين المتنافسين على رقاب العراقيين".

تغيير التعليق على الصورة

ويبدو ان الصدر قد استجاب لغضب قبيلة السوداني حيث بادر العراقي الى اعادة نشر الصورة على موقعه في فيسبوك مع تغيير عنوانها من
"سوداني يصافح ظله" الى "محمد شياع يصافح ظله".

الناطق باسم الصدر غيّر تعليق الصورة من (سوداني يصافح ظله) الى (محمد شياع يصافح ظله) بعد رفض قبيلته الاساءة لها (تويتر)

يشار الى ان محمد شياع السوداني من مواليد بغداد عام 1970وشغل مناصب عدة وزارات بينها العمل والشؤون الاجتماعية ثم الصناعة والتجارة بالوكالة ثم وزيرا لحقوق الانسان وهو عضو سابق في حزب الدعوة الاسلامية بزعامة المالكي.

وجاء ترشيح السوداني محاولة لانهاء حالة الانسداد السياسي التي يعاني منها العراق منذ تسعة اشهر منذ اجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة في تشرين الاول أكتوبر عام 2021 وتفاقمت بعد انسحاب التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر الفائز في الانتخابات من العملية السياسية واستقالة نوابه من البرلمان.

وينتظر مراقبون موقفا رسميا للصدر من ترشيح السوداني لتشكيل الحكومة الجديدة، خاصة بعد ترشيحه من قبل المالكي خصم الصدر اللدود، والذي اتهمه مؤخرا بالعمالة والاجرام والفساد، بسبب احتلال تنظيم داعش للموصل عام 2014 حين كان رئيسا للحكومة، وقائدا عاما للقوات المسلحة، ووقوع جريمة سبايكر التي قتل فيها تنظيم داعش والمتعاونين معه المئات من الشباب الشيعة المتطوعين للخدمة العسكرية .