إيلاف من بيروت: تقول "معاريف" الإسرائيلية إن الإنجازات التي حققتها عملية الفجر مثيرة للإعجاب، إذ عانت حركة الجهاد الإسلامي من أضرار كبيرة، لكن لو انضمت حماس للقتال، فكان ذلك سيشكل تحديًا أكثر خطورة لإسرائيل.

بعد اغتيال قائد القطاع الجنوبي في قطاع غزة في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية خالد منصور الأحد، كان هناك إجماع على المستوى الأمني والسياسي في إسرائيل على أهداف معينة، وتم الوفاء بالعملية بالكامل، وكان ينبغي بذل الجهود لإنهائها، قبل أن تتطور إلى عملية أكثر شمولًا، وهو ما لم تطلبه إسرائيل عند تحديد أهداف العملية.

بحسب صحيفة "معاريف" العبرية، إسرائيل غير مهتمة بالسماح للجهاد الإسلامي بإرساء واقع جديد تحاول فيه فرض معادلة تربط نشاط العمليات الإسرائيلي الروتيني ضد ناشطي التنظيم في دائرة الرقابة الداخلية والإضرار بحياة سكان الجنوب الإسرائيلي.

أسلوب أنيق وذكي

فبعد اغتيال اثنين من كبار قادة الجهاد، وهما قائدا قطاعي شمال وجنوب قطاع غزة تيسير الجعبري وخالد منصور، تمت إزالة التهديدات بهجوم في الجنوب وتسليم رسالة واضحة مفادها أن إنجازات العملية، التي كانت قابلة للقياس للغاية من وجهة نظر عسكرية، وكان قرار السعي لوقف إطلاق النار سريعًا.

حتى في غضون أيام قليلة، كان الثمن الذي فرضته الحرب باهظًا. وبحسب "معاريف"، كان الضرر الذي لحق بناشطي الجهاد الإسلامي مركّزًا ودقيقًا للغاية، مع عدد قليل جدًا من الإصابات التي لم تتورط فيها نيران الجيش الإسرائيلي. وحصل كل هذا في وقت قصير جدا، بأسلوب أنيق وبذكاء جيد، عندما كانت حماس - على الأقل في هذه المرحلة - خارج الصورة، وكانت المبادرة هذه المرة بيد إسرائيل. وهذه مسألة مهمة جدًا.

وفقًا لـ "معاريف"، لم تتظاهر إسرائيل بخوض الحرب لحل المشكلة المعقدة لقطاع غزة، والعملية الحالية ليست قريبة من حل المشاكل المعقدة التي تطرحها المنظمات الإرهابية، بقيادة حماس، مرارًا وتكرارًا على إسرائيل في قطاع غزة. لكن في إطار الأهداف المتواضعة التي تم تحديدها، فإن جودة التنفيذ، والاستخبارات، والدقة، والتنسيق بين الجيش والشاباك والمستوى السياسي، تم إجراؤها حتى هذه المرحلة بطريقة نوعية ومهنية جديرة بالتقدير.

عدم المبالغة في التقدير

إلى جانب ذلك، هناك أيضًا التزام بالحفاظ على الإجراء الصحيح وعدم المبالغة في التقدير. القدرات العسكرية للجهاد الإسلامي ليست كقدرات حماس، وبالتأكيد ليست كقدرات حزب الله. يجب وضع الإنجازات التي تحققت من العملية الجديرة بالتقدير في السياق الصحيح، وتذكر أن حماس تتبنى سياسة حريصة للغاية على عدم الدخول في صراع مع إسرائيل، ليس فقط بسبب الردع من عملية "حرس الجدار" في العام الماضي، ولكن أيضًا من منطلق مصلحة داخلية لا تخدمه المواجهة مع إسرائيل في هذه المرحلة. سعى قطاع غزة على مدى العام الماضي لاستعادة قدراته العسكرية وتعزيزها حتى المواجهة التالية مع إسرائيل.

حماس، بالطبع، تعاني أيضًا من نقص واضح في القدرات العسكرية مقارنة بالجيش الإسرائيلي. مع ذلك، إن القدرة على إدارة مجموعة نيرانها، والقيادة والسيطرة التي تسمح لها بإدارة إطلاق النار بكفاءة بأحجام وطلقات أكبر كثيرًا من قدرات الجهاد الإسلامي يشكل تحديًا آخر لإسرائيل في التعامل مع تهديد الصواريخ.

تختم الصحيفة العبرية بالقول: "علينا أن نتذكر أيضًا أن نسبة نجاح القبة الحديدية في الحملة ضد حماس ستكون أقل من نجاحها في العملية الحالية".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "معاريف" الإسرائيلية