غزة (الأراضي الفلسطينية): ارتفعت حصيلة القتلى في تبادل القصف بين اسرائيل والفلسطينيين في غزة الأحد إلى 31 شخصاً بينهم ستة أطفال بينما أعلنت حركة الجهاد الإسلامي أنها أطلقت صواريخ باتجاه القدس بعيد تشغيل صفارات الإنذار في منطقتها.

وأطلقت صفارات الإنذار في منطقة القدس، بحسب الجيش الإسرائيلي. بعيد ذلك أعلن الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي الأحد أنه أطلق صواريخ باتجاه القدس.

وقالت سرايا القدس في بيان "أطلقنا منذ وقت ليس ببعيد صواريخ باتجاه القدس". وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق صواريخ على القدس منذ بدء التصعيد المستمر مع إسرائيل في قطاع غزة.

لكن على غرار 97 بالمئة من الصواريخ حسب الجيش الاسرائيلي، اعترضت الدرع الاسرائيلية المضادة للصواريخ هذه القذائف.

ويأتي إطلاق الصواريخ بينما يتجمع مئات الإسرائيليين في البلدة القديمة القدس الشرقية المحتلة في عطلة يهودية، ما يثير مخاوف من حدوث أعمال عنف مع توجه متشددين إلى باحة الأقصى التي يسميها اليهود جبل الهيكل.

وحذرت حماس الحركة الإسلامية في غزة التي لم تشارك حتى الآن في المواجهة مع إسرائيل، من "التوغلات" الإسرائيلية التي قد تؤدي إلى وضع "لا يمكن السيطرة عليه".

المواجهة الأشد

وهذه المواجهة الجديدة التي بدأت الجمعة هي الأشدّ بين الدولة العبرية والفصائل المسلحة في غزة منذ حرب أيار/مايو 2021 التي أسفرت خلال 11 يوماً عن مقتل 260 فلسطينيًا بينهم مقاتلون. كما أسفرت عن سقوط 14 قتيلا في إسرائيل بينهم جندي، حسب السلطات الاسرائيلية.

وأشارت وزارة الصحة في غزة إلى أن 31 شخصاً قتلوا، من بينهم ستة أطفال، كما أصيب 265 على مدار يومين في القطاع الخاضع للحصار الإسرائيلي.

لكن السلطات الإسرائيلية تشكك في هذه الحصيلة وتؤكد أن عددا من الأطفال الفلسطينيين قتلوا مساء السبت في جباليا (شمال)، بسبب صاروخ أطلقته حركة الجهاد الإسلامي باتجاه إسرائيل وفشل في تحقيق هدفه.

وقال مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي يائير لابيد في بيان ان "قوات الأمن الاسرائيلية لم تقصف جباليا في الساعات الأخيرة".

وشاهد صحافيو وكالة فرانس برس في مستشفى جباليا جثث ستة قتلى بينهم ثلاثة أطفال.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن السبت أنه يستعد "لأسبوع" من الغارات على قطاع غزة التي تستهدف حركة الجهاد الإسلامي، مؤكدا أنه قتل 15 مقاتلا.

وبين هؤلاء أحد قادة الحركة تيسير الجعبري الذي قتل الجمعة في مدينة غزة وخالد منصور الذي أكدت حركة الجهاد الإسلامي مقتله السبت في غارة على رفح (جنوب القطاع). وقالت وزارة الداخلية في غزة إن هذه الغارة أودت بحياة ثمانية أشخاص في المجموع.

"المعركة في بدايتها"

من جهة أخرى، أكد قائد العمليات في الجيش الاسرائيلي عوديد باسيوك في بيان لوكالة فرانس برس مساء السبت أنه "تم تحييد القيادة العليا للجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في غزة".

كما أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد اعتقال نحو عشرين من ناشطي حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة. وقال في بيان إنه اعتقل خلال عمليات دهم "حوالى عشرين" شخصا "يشتبه في انتمائهم للمنظمة الإرهابية الجهاد الاسلامي" في أنحاء الضفة الغربية التي تحتلها اسرائيل منذ 1967.

من جهته، قال محمد الهندي القيادي في الحركة إن "المعركة ما زالت في بدايتها".

من جهته، صرح رئيس الوزراء الاسرائيلي يائير لابيد أن العملية في غزة "ستستمرطوال الوقت اللازم"، ووصف الضربة التي قتل فيها القيادي خالد منصور "بالنتيجة الرائعة".

الوسيط المصري

قالت مصادر مصرية لوكالة فرانس برس إن القاهرة الوسيط التاريخي بين إسرائيل والفصائل المسلحة في غزة، تحاول إطلاق وساطة. وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في خطاب إنه يعمل بلا توقف لإعادة الهدوء.

لكن على الأرض، استمر تبادل إطلاق النار ليل السبت الأحد حسب صحافيي وكالة فرانس برس في غزة.

وقال متحدث عسكري إسرائيلي إن إسرائيل "لا تجري حاليا مفاوضات لوقف إطلاق النار".

وحرم تبادل القصف قطاع غزة المحصور بين مصر والبحر الأبيض المتوسط وإسرائيل، من محطة توليد الكهرباء الوحيدة فيه. وقالت شركة الكهرباء يوم السبت إنها "توقفت عن العمل بسبب نقص" الوقود.

وأغلقت الدولة العبرية المعابر الحدودية في الأيام الأخيرة وأوقفت فعليا شحنات الديزل. وقالت وزارة الصحة في غزة إن الساعات القليلة المقبلة ستكون "حاسمة وصعبة" محذرة من خطر توقف الخدمات الحيوية خلال 72 ساعة بسبب نقص الكهرباء.

وفي 2019، أدى مقتل أحد قادة الجهاد الإسلامي في عملية إسرائيلية إلى تبادل لعمليات القصف لأيام. ولم تشارك حماس التي تواجهت مع إسرائيل في أربع حروب منذ توليها السلطة في 2007 في تلك العمليات.