وصل وفد من الكونغرس الأمريكي في زيارة غير معلنة مسبقا إلى تايوان الأحد، بعد 12 يومًا من زيارة للجزيرة قامت بها رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي.
وقالت سفارة واشنطن الفعلية في العاصمة تايبيه إن خمسة من أعضاء الكونغرس سيزورون العاصمة التايوانية حتى يوم الإثنين.
وأطلقت الصين أكبر مناورات عسكرية على الإطلاق حول تايوان، بعد زيارة بيلوسي في وقت سابق من شهر أغسطس/ آب الجاري.
وتنظر بكين إلى الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي على أنها أراض صينية خارج سيطرتها ويجب لم شملها مع البر الرئيسي للصين.
وتعتقد أن المهمة قد تتطلب استخدام القوة، إذا لم تنجح محاولات التوحيد الأخرى.
ونشرت وزارة خارجية تايوان، الأحد، صورا لأعضاء وفد الكونغرس الأمريكي أثناء استقبالهم في أحد المطارات.
وقال بيان صادر عن المعهد الأمريكي في تايوان - الذي يعتبر بمثابة سفارة واشنطن في تايبيه - إن زيارة الفريق جزء من زيارة أوسع لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وأضاف أن الأعضاء الخمسة - بقيادة السيناتور الديمقراطي إد ماركي - سيناقشون قضايا من بينها الأمن الإقليمي والتجارة والاستثمار مع قادة تايوان.
ويترأس ماركي لجنة بمجلس الشيوخ معنية بالعلاقات الخارجية مع دول شرق آسيا والمحيط الهاديء، ولجنة فرعية معنية بالأمن الإلكتروني الدولي.
وقال متحدث باسم ماركي إن القادة المشاركين في الزيارة هم عضو مجلس النواب "جون غاراميندي" ودون بيير.
وقال مكتب ماركي إن المشرعين الأمريكيين "سيعيدون التأكيد على دعم الولايات المتحدة لتايوان وفق قانون العلاقات مع تايوان، والبيانات المشتركة بين الولايات المتحدة والصين، والضمانات الستة، وسوف يشجعون الاستقرار والسلام عبر مضيق تايوان".
ومن المقرر أن تلتقي المجموعة برئيسة تايوان "تساي إينغ وين" يوم الإثنين.
وقال مكتب الرئيسة تساي إن الزيارة الأمريكية رفيعة المستوى الثانية خلال شهر تشير إلى "الدعم القوي" لتايوان.
"تدخل في شؤون الصين"
تعليقا على الزيارة، قالت سفارة الصين في واشنطن يوم الأحد إن "أعضاء الكونغرس يجب أن يتصرفوا بما يتفق مع سياسة حكومة الولايات المتحدة وفق مبدأ صين واحدة"، وإن زيارة وفد الكونغرس الأخيرة "تثبت مرة أخرى أن الولايات المتحدة لا تريد أن ترى الاستقرار عبر مضيق تايوان، ولا تدخر جهدا لإثارة المواجهة بين الجانبين وتتدخل في شؤون الصين الداخلية".
في المقابل، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي إن أعضاء الكونغرس ذهبوا إلى تايوان على مدى عقود وسيواصلون القيام بذلك، مضيفًا أن مثل هذه الزيارات تتماشى مع سياسة الولايات المتحدة بشأن مبدأ صين واحدة.
ولا تعترف الولايات المتحدة رسميًا بتايوان كدولة - فقط عدد قليل من الدول يفعل ذلك - ومع ذلك، فهي تحافظ على علاقة قوية مع الجزيرة، والتي تشمل بيع الأسلحة لتايوان للدفاع عن نفسها.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن بكين "بالغت في ردها" على زيارة بيلوسي إلى تايوان، واستخدمتها كذريعة لمحاولة تغيير الوضع الراهن في مضيق تايوان.
أصبحت بيلوسي أرفع سياسية أمريكية تزور الجزيرة منذ 25 عامًا، أثناء جولتها في وقت سابق من هذا الشهر.
ووصف وزير الخارجية الصيني توقفها القصير، ولكن المثير للجدل، بأنه "جنوني وغير مسؤول وغير عقلاني".
وفي حديثه خلال اجتماع لوزراء خارجية دول جنوب شرق آسيا في كمبوديا، أصر "وانغ يي" على أن تايوان "ستعود في النهاية إلى حضن الوطن الأم".
في غضون ذلك، تواصل بكين إجراء التدريبات العسكرية بالقرب من الجزيرة. وفي وقت سابق يوم الأحد، قالت تايبيه إنها رصدت 22 طائرة صينية وست سفن حربية داخل وحول مضيق تايوان.
وفي ذروة التدريبات العسكرية الصينية، اتهمت تايوان جارتها بمحاولة تغيير الوضع الراهن في المنطقة.
التعليقات