ايلاف من لندن : انتهى اجتماع عقدته الرئاسات العراقية الأربع مساء الأربعاء خصص لمعالجة الأزمة السياسية في بلدها وسبل الخروج منها بتكرارمواقف معروفة من دون التوصل إلى حلول عملية أو تحرك فاعل لمعالجة الوضع على أرض الواقع.

وقالت الرئاسة العراقية ان الرئيس برهم صالح استضاف اليوم اجتماعاً ضم رؤساء الحكومة مصطفى الكاظمي واابرلمان محمد الحلبوسي ومجلس القضاء الأعلى فائق زيدان حيث تدارس التطورات الأخيرة في البلد والتداعيات المترتبة عليها.

وحذرت الرئاسات الاربع في بيان صحافي حصلت "ايلاف" على نصه من أن "استمرار حالة الاضطراب السياسي تؤثر سلباً على الجهود الوطنية الرامية لترسيخ الأمن والاستقرار وحفظ امن وسلامة المواطنين ما يستدعي ذلك موقفاً فاعلاً وجاداً من الجميع لمنع التصعيد واعتماد الحوار الوطني كطريق وحيد لحل الأزمات".

دعوة لاجراءات تتدارك الازمة

شددت الرئاسات العراقية على "ضرورة اتخاذ كل الخطوات لاستئناف الحوار الفاعل المُلتزم بأسس المصلحة الوطنية العليا وحماية السلم الأهلي والاجتماعي وطمأنة المواطنين، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتدارك الأزمة الراهنة"، من دون توضيح ماهية هذه الاجراءات.

وأكدت ضرورة حماية مؤسسات الدولة كافة والحفاظ على هيبتها واستقلالها وفق السياقات القانونية والدستورية.

ولفت المجتمعون إلى أن "التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي حق مكفول دستورياً، مع ضرورة الالتزام بالضوابط والقوانين وحفظ الأمن العام والممتلكات العامة وأن يكون التعامل مع المطالب وفق الأطر القانونية والدستورية".

عدم زج القوات الامنية في الخلافات السياسية

وأشاروا الى أن واجب القوات الأمنية بكافة تشكيلاتها هو حماية الاستقرار في البلد وحفظ الأمن العام والممتلكات العامة وضرورة عدم زجها في الخلافات السياسية تحت أي ظرف فهي الضمانة لحماية الوطن والمواطنين، وأن مسؤولية الدولة ومؤسساتها الدستورية هو حفظ أمن وحقوق العراقيين" وهو موقف شدد عليه الكاظمي في بيان الليلة الماضية.

وجذر المجتمعون من أن استمرار الأزمات السياسية يؤثر على دور العراق في المجتمع الدولي كما قد يؤثر على تعطيل التعاون والتفاهمات والاتفاقات المبرمة في مختلف المجالات وخصوصا التي تمس احتياجات المواطنين المعيشية والخدمية.

وأكّد الرؤساء الاربعة للجمهورية والحكومة والبرلمان والقضاء في الختام على "ضرورة تضافر جهود كل السلطات والقوى السياسية والفعاليات الاجتماعية، لرص الصفوف واتخاذ مواقف موحدة وجادة وحاسمة لتدارك الأزمة وفقاً للمسار السلمي والديمقراطي الدستوري".

مراقبون : مخرجات الاجتماع لاجديد فيها

أعتبر مراقبون عراقيون لتطورات الازمة السياسية الحالية في بلدهم في تصريح لـ"ايلاف" ان الاجتماع لم يأت بجديد وانما كرر مواقف سابقة معروفة للقادة الرسميين والسياسيين العراقيين خاصة فيما يتعلق بضرورة اللجوء للحوار.

وأشاروا إلى أن الشئ الوحيد الذي يمكن الإشارة إليه حول مخرجات اجتماع الرئاسات الأربع هو تحذيرها من تأثير الازمة على مواقف المجتمع الدولي من العراق والعملية السياسية الجارية فيه منذ عام 2003.

واستغرب المراقبون من عدم توصل الرئاسات العراقية الى حلول او مقررات عملية أو وضعها لخارطة طريق لتحرك فاعل لمعالجة الازمة على ارض الواقع مشيرين بهذا الصدد الى ان الكاظمي كان هو الوحيد بين الرئاسات الاربع الذي تحرك على القوى السياسية واستطاع جمعها في جلسة حوار الاربعاء الماضي توصل الى نتائج للخروج من حالة الانسداد السياسي التي تعيشها البلاد يعتقد انه ستعقبها جلسة ثانية قريبا.

السفيرة الاميركية استبقت الاجتماع بلقاء الرئيس صالح

في وقت سابق اليوم، استبقت السفيرة الأميركية في العراق آلينا رومانوسكي اجتماع الرئاسات العراقية الاربع بلقاء مع الرئيس العراقي برهم صالح.

الرئيس العراقي برهم صالح والسفيرة الأميركية رومانوسكي خلال اجتماعهما الاربعاء 24 أغسطس 2022

وقالت الرئاسة العراقية في بيان صحافي تابعته "ايلاف" انه جرى خلال اجتمع السفيرة والرئيس "التأكيد على عمق العلاقة التي تجمع العراق والولايات المتحدة وتطويرها في مختلف المجالات لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الصديقين والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف وتخفيف التوترات في المنطقة عبر الحوار ومواجهة التقلبات الاقتصادية وحماية البيئة والتكيّف مع تغيرات المناخ التي باتت أزمة وجودية، حيث يعتبر العراق والمنطقة من أكثر البلدان تأثراً بأزمة المناخ".

من جانبها أكدت السفيرة رومانوسكي تطلّع بلادها إلى تعزيز التعاون مع العراق ودعم عراق آمن ومستقر بدوره المحوري المهم في المنطقة.

شلل سياسي يقارب العام

يشار الى ان العراق يعيش منذ حوالي العام شللاً سياسياً تاماً منذ الانتخابات المبكرة التي جرت في تشرين الاول أكتوبر 2021 حيث لم تفضِ مفاوضات تواصلت بين القوى السياسية الكبرى إلى انتخاب رئيس للجمهورية وتكليف رئيس للحكومة.

وتعلو حاليا اصوات الاحزاب والنخب السياسية داعية الى حل البرلمان والذهاب الى انتخابات مبكرة جديدة لانهاء حالة الانسداد السياسية الخطيرة التي تُخيم على العراقيين وتنذر بنتائج كارثية وسط تصعيد في المواقف بين طرفي الازمة الرئيسيين التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر والاطار التنسيقي للقوى السياسية الشيعية الموالية لايران.