إيلاف من لندن: انطلقت في بغداد الاثنين جولة الحوار السياسي الثانية بين القوى والشخصيات السياسية العراقية بدعوة من الكاظمي في محاولة للتوصل الى حلول للأزمة السياسية الحالية.
وقال المكتب الإعلامي لرئاسة الحكومة العراقية في بيان مقتضب "انطلاق أعمال الجلسة الثانية للحوار الوطني بين القوى السياسية التي دعا لها رئيس مجلس الوزراء السيد مصطفى الكاظمي" من دون توضيح القوى المشاركة فيها لكن مصادر إعلامية أشارت الى مقاطعة التيار الصدري للجلسة مع مشاركة بقية القوى السياسية فيها.

الأزمة والتيار الصدري
ويشير مراقبون الى أن ضمان نجاح هذه الجولة الثانية من الحوار الوطني سيكون مرهوناً بموقف التيار الصدري صاحب الثقل السياسي والشعبي الكبير ومدى قدرة المتحاورين على تقديم تنازلات وحلول عملية للازمة تقنع التيار بالانخراط في مفاوضات حلول لها.
وكان التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر قد قاطع الجلسة الاولى من الحوار التي انعقدت في 17 من الشهر الماضي فيما تم تأجيل الجلسة الثانية بسبب امتناع تحالف السيادة السني والحزب الديمقراطي الكردستاني عن حضورها بسبب عدم مشاركة التيار فيها .
وأمس وضع رئيس البرلمان محمد الحلبوسي 10 شروط لضمان نجاح أي حوار جديد تتضمن اختيار حكومة جديدة وتحديد موعد لانتخابات مبكرة.
كما طالب بانتخاب رئيس للجمهورية واختيار حكومة كاملة الصلاحية متفق عليها ومحل ثقة واطمئنان للشعب وقواه السياسية وإعادة تفسير المادة 76 من الدستور وإلغاء ما وصفه بـ "الالتفاف المخجل في التلاعب بحكم هذه المادة والذي حدث بضغوطات سياسية بعد انتخابات عام 2010" حيث كانت هذه المادة قد حرمت التيار الصدري صاحب أعلى المقاعد في الانتخابات الاخيرة (73 نائباً) من تشكيل الحكومة بسبب تفسير سابق للمحكمة الاتحادية العليا.

الجولة الأولى خارطة طريق

وكانت جولة الحوار الأولى قد أكّدت "الالتزام لا بالثوابت الوطنية، وإيجاد حل لكل الأزمات من خلال الحوار وباعتماد روح الأخوّة والتآزرر حفاظاً على وحدة العراق وأمن شعبه واستقراره، وديمومة النظام الديمقراطي الدستوري الذي يحتكم إليه الجميع، والتأكيد على تغليب المصالح الوطنية العليا، والتحلي بروح التضامن بين أبناء الوطن الواحد؛ لمعالجة الأزمة السياسية الحالية".
وأكد المشاركون في الحوار على ضرورة استمرار الحوار الوطني؛ من أجل وضع خريطة طريق قانونية ودستورية لمعالجة الأزمة الراهنة.
كما دعا المجتمعون إلى إيقاف كل أشكال التصعيد الميداني، أو الإعلامي، أو السياسي، مؤكدين على ضرورة حماية مؤسسات الدولة والعودة إلى النقاشات الهادئة بعيداً عن الإثارات والاستفزازات التي من شأنها أن تثير الفتن".
وكان الكاظمي قد دعا قادة القوى السياسية إلى البدء بحوار وطني لايجاد حلول للأزمة السياسية الحالية وقال في بيان موجه الى العراقيين وحصلت "ايلاف" على نصه أنه "من منطلق المسؤولية الوطنية المشتركة التي تجمع العراقيين على مبدأ حفظ وحدة العراق، وأمنه، واستقراره؛ أدعو الإخوة قادة القوى السياسية الوطنية إلى اجتماع وطني في قصر الحكومة".
وأشار الى أن الاجتماع يهدف الى "البدء في حوار وطني جاد والتفكير المشترك؛ من أجل إيجاد الحلول للأزمة السياسية الحالية، والانغلاقات الراهنة في نطاق الدستور وعلى أرضية المصلحة الوطنية العليا، وبما يسهم في تهدئة التصعيد الحالي، وإيجاد بيئة مناسبة للحلول السياسية والدستورية، وبما يصبّ في تحقيق تطلعات شعبنا".