إيلاف من لندن: عبّر الرئيس الايراني إبراهيم رئيسي لرئيس الوزراء العراقي مصطفى لكاظمي عن امتنناه لدوره في تحسين علاقات بلاده مع السعودية، آملاً بتشكيل حكومة قوية في العراق.

وذلك خلال اجتماعهما على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك الليلة الماضية. حيث اعرب الاخير عن "خالص تقدير" المرشد الاعلى الايراني علي خامنئي والحكومة الإيرانية لحكومة وشعب العراق "على الاقامة المهيبة لمراسم أربعينية الامام الحسين (ع) والاستضافة السخية للزوار".. وقال: "نأمل أن تؤدي العملية السياسية في العراق إلى تشكيل حكومة قوية من خلال التفاهم والحوار في أقرب وقت ممكن".. حيث شارك حوالي 4 ملايين ايراني في مراسم الاربعينية التي جرت في مدينة كربلاء العراقية السبت الماضي.

السكة الحديدية

وأشار رئيسي إلى تصريح رئيس الوزراء العراقي حول ضرورة الإسراع بإنجاز مشروع سكة حديد "البصرة –شلمجة" قائلا " إن حل العقدة الصغيرة لهذا المشروع وإتمامه بشكل أسرع سيؤدي إلى نتائج وإنجازات ضخمة في توسيع التفاعل والتعاون الثنائي وتسهيل حركة الزوار إلى الأماكن المقدسة في البلدين".

العلاقة مع السعودية

وأعرب رئيسي عن أمله في "أن تختتم العملية السياسية للانتخابات البرلمانية العراقية في أسرع وقت بالحوار والتفاهم بين الأطراف العراقية وتشكيل حكومة قوية ومقتدرة".

الكاظمي ورئيسي ووفديهما خلال اجتماعهم مساء الثلاثاء 20 سبتمبر 2022 على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك (مكتبه)

كما عبّر "عن تقديره لحسن نية وجهود الحكومة العراقية ورئيس الوزراء شخصيا لتحسين العلاقات بين دول المنطقة بما في ذلك إيران والسعودية" وقال "إن جمهورية إيران الإسلامية ترحب بتحسين العلاقات مع السعودية لكننا نصر على أن هذه العملية يجب أن تسير على أساس الاتفاقات والتفاهمات التي تم التوصل إليها في المباحثات بين مسؤولي البلدين في العراق".. منوها الى ان بلاده "راعت دائما مصالح الأمة الإسلامية في علاقاتها الإقليمية" كما نقل عنه الاعلام الايراني .

وكان العراق قد احتضن منذ نيسان ابريل عام 2021 خمسة اجتماعات بين العراق والسعودية على المستوى الامني وهو يستعد حاليا لاستضافة اول اجتماع علني بينهما على مستوى وزيري الخارجية.
من جانبه قدم رئيس الوزراء العراقي عرضا لاحدث التطورات السياسية في بلاده وأعرب عن تقديره لجهود حكومة إيران لزيادة التعاون مع العراق.

ومن جهته قال المكتب الاعلامي للكاظمي في بيان تابعته "ايلاف" ان رئيس الوزراء العراقي بحث مع الرئيس الايراني العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها وناقشا أبرز القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك".

دور العراق في تحقيق أمن المنطقة

واشار الى ان اللقاء ناقش "دور العراق البارز في تحقيق أمن المنطقة واستقرارها، عبر حل الخلافات بين الدول بالاعتماد على سياسة الحوار والتهدئة، وتقريب وجهات النظر، وصولاً إلى تحقيق الحلول السلمية في المنطقة".

وأكد الجانبان على "أهمية استمرار التعاون الثنائي بين البلدين الجارين، في مختلف المجالات ولاسيما الاقتصادية، والأمنية، والثقافية، والطاقة، والتنسيق العالي لمواجهة التغيرات المناخية، وتسريع العمل بالاتفاق المبرم بين البلدين بشأن معالجة تحديات المناخ التي يشهدها العالم أجمع".

وكان الكاظمي قد وصل الى نيويورك امس الثلاثاء على رأس وفد رسمي حيث أوضح المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية وزير الثقافة حسن ناظم خلال مؤتمر صحافي أن الكاظمي سيعقد خلال هذه الزيارة اجتماعات مع عدد من زعماء العالم سيكون على رأسهم الرئيس الأميركي جو بادين.
كما سيناقش الكاظمي مع محاوريه من القادة في نيويورك التطورات السياسية في بلاده والحرب على الإرهاب وبحث ملفات اقتصادية وسياسية ومواجهة الارهاب ودور العراق الاقليمي في تهدئة الاوضاع المتوترة في المنطقة وخاصة وساطة العراق بين السعودية وإيران وسعي الكاظمي إلى تكرار الوساطة ذاتها بين إيران ودول عربية أخرى في المنطقة.

واكد ناظم إن مشاركة الكاظمي في هذا المحفل الدولي ستكون لها أهمية في تمثيل العراق دبلوماسياً وتعزز من مكانته دولياً خاصة وان الحكومة العراقية قد نجحت في ملف العلاقات الخارجية وتمكنت من تفكيك أزمات في المنطقة معتبرا ان الزيارة تشكل تتويجاً للجهد الدبلوماسي للحكومة.