إيلاف من بيروت: كشف ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي لمجلة "نيوزويك" كيف تتوسع العلاقات الأمنية في المنطقة - بهدوء. ويعمل هذا الضابط، الذي طلب أن يُشار إليه باسم "الرائد ت"، رئيسًا لقسم التعاون الإقليمي للجيش الإسرائيلي الذي تأسس قبل عام لتعزيز العلاقات العسكرية بين إسرائيل ودول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وشرق البحر الأبيض المتوسط. منذ ذلك الحين، قال "الرائد ت": "أحرزنا تقدمًا مذهلاً، أبعد كثيرًا مما كنا نعتقد أنه سيذهب".

مصدر قوة!

وبحسب "نيوزويك"، قال "الرائد ت" إن مهمته الشخصية "هي أن نرى كيف يمكننا أن نضع جوهر الاتفاقيات التي تم توقيعها، واتفاقات أبراهام، وإبراز هذه العلاقات، وجعل عامة الناس يفهمون فائدة هذه العلاقات، وتغيير تصورهم عن إسرائيل بعدما قام قادتهم الشجعان بهذه الخطوة في الاتجاه الصحيح، وهي خطوة أظهرت للعالم العربي أن إسرائيل مصدر قوة".

أضاف "الرائد ت" لمجلة "نيوزويك": "حتى لو كان هناك شركاء آخرون علاقتنا بهم ليست رسمية بعد، أعتقد أن بمجرد أن نبنيها بالطريقة الصحيحة، يمكن الآخرون أن يروا أن الأصدقاء في البلدان الأخرى التي لدينا علاقة معها بحال أفضل بسبب علاقتهم مع إسرائيل".

مع ذلك، اعترف "الرائد ت" أن خلال العام الماضي، درس الجيش الإسرائيلي عن كثب "الحساسيات" بين الدول العربية التي تتطلع إلى التعامل مع إسرائيل وهذه التحفظات "أكثر من مفهومة" في ضوء السياق التاريخي لإسرائيل والعالم العربي. فعند تأسيسها في عام 1948، خاضت إسرائيل حربًا مع الدول العربية المؤيدة للمطالب الفلسطينية التي لا تزال من دون حل حتى يومنا هذا. اندلع نزاعان عربيان إسرائيليان رئيسيان في العقود التالية، وحتى اتفاقات إبراهيم، تم التوصل إلى إجماع واسع على أن الدول العربية - باستثناء مصر التي أبرمت سلامًا مع إسرائيل في عام 1979، والأردن التي فعلت الشيء نفسه بعد 15 عامًا - لن تعترف بإسرائيل حتى يتم التعامل مع حقوق الفلسطينيين.

لا تأثير

مع اندلاع الخلاف الإسرائيلي - الفلسطيني بشكل مستمر وتطوره إلى أعمال عنف، ومع توسع المستوطنات اليهودية في السنوات الأخيرة على الأراضي التي يعتبرها المجتمع الدولي محتلة من قبل إسرائيل، عادت الدول العربية بشكل متزايد إلى مقاطعة إسرائيل.

أضاف "الرائد ت": "على المستوى العسكري بين إسرائيل والدول العربية التي نتعامل معها، لا نرى تأثيرًا للدعم الرسمي لهذه الدول للنضال الفلسطيني من أجل إقامة دولة. إننا نرى أشخاصًا متشابهين في التفكير، سينظرون إلى مشاكل الشرق الأوسط بشكل احترافي ويفهمون فائدة العمل معًا".

تابع: "أعلم أنهم يقولون أشياء متناقضة في العلن، لكنني أعتقد أننا جميعًا نفهم، خلف الأبواب المغلقة، حيث الاهتمامات وكيف يمكننا العمل معًا لتحقيق الأمن. ففائدة الطريقة التي ننظر بها إلى الشرق الأوسط لا تقتصر على كيان واحد أو منظمة أو دولة بعينها. نحن نريد الاستقرار والأمن للمنطقة كلها، وهناك قوى أخرى في المنطقة تسعى إلى زعزعة الاستقرار. وإذا عملنا معًا، فهذا بالضبط ما سيجعل هذه المنطقة أكثر أمانًا واستقرارًا".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن مجلة "نيوزويك"