إيربين (أوكرانيا): في الطابق العلوي من مبنى سكني متضرر من القصف في إيربين التي دمرتها الحرب بضواحي العاصمة كييف، ينظر ميخايلو كيريلينكو بفخر إلى سطح المبنى الذي يعكف على ترميمه.

تضرر جراء القصف أكثر من 100 مبنى سكني في إيربين التي أطلق عليها الرئيس فولوديمير زيلينسكي لقب "المدينة البطلة" لصدها الغزاة الروس المتقدمين إلى العاصمة.

يمثل اقتراب فصل الشتاء تهديداً مختلفاً، ويجري العمل على قدم وساق لإتمام الإصلاحات قبل انخفاض درجات الحرارة.

مع نقص التمويل الحكومي والمحلي، وجد سكان إيربين البالغ عددهم 16 ألفاً والذين شردهم القصف أنفسهم في سباق مع الزمن لترميم بيوتهم.

يقول كيريلينكو الذي يرأس جمعية سكان المبنى الذي يقيم فيه "لم ننتظر أي مساعدة... أتفهم أن هناك حرباً في البلاد، كثير من الناس يتفهمون ذلك".

أصيب مبناه ذو الالوان الزاهية بأربع قذائف خلال الأيام الأولى من الغزو الذي بدأ في 24 شباط/فبراير، دمرت السقف وأحرقت الطابق العلوي.

لكن القوات الأوكرانية استعادت المدينة بعد أسابيع من القتال، ما شجّع كيريلينكو البالغ 65 عاما على تعبئة السكان.

وعندما قدر خبراء الحكومة أنه يمكن ترميم الطابق العلوي، قام بتنظيم تصويت أيّد فيه معظمهم ترميم الأضرار.

يشرح كيريلينكو لوكالة فرانس برس مرتديا ملابس عمل زرقاء داكنة "الناس لا يملكون الكثير من المال، لكنهم وافقوا" على التبرع بأموال لترميم الشقق المدمرة بشكل تدريجي.

ويضيف "إذا انتظرنا مساعدة الدولة، سيتعين علينا بالتأكيد إزالة الطابق الخامس".

سرعان ما أسفرت جهوده عن نتائج.

من أصل 40 شقة في المبنى، بقيت نحو 12 مسكونة، وأعيد ربطها بشبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء - رغم عدم ربطها بالغاز الطبيعي حتى الآن.

يتابع ميخايلو كيريلينكو مشيرا إلى عوارض خشب جديدة تم تركيب أغلبها، "الأهم هو تركيب السقف حتى لا تتسرب مياه الأمطار والثلوج إلى الداخل".

لكن الجدران المبنية من الطوب العاري على الجوانب وأكوام حطام البناء تشير إلى أن العمل لم ينته بعد.

ساهم السكان والمؤسسات الخيرية بمبالغ كبيرة، لكن كيريلينكو قال إن هناك حاجة إلى مليوني هريفنا (53 ألف دولار) على الأقل لحماية المبنى في فصل الشتاء.

وأوضح أن "ثماني عائلات تعيش الآن هنا وستبقى".

في الطابق الرابع، تعرضت شقة فيكتور موريغين لأضرار طفيفة مع ظهور علامات رطوبة على الجدران ذات الألوان الفاتحة بعد هطول الأمطار.

ورغم أن شقته أقل تضررا، ساهم موريغين البالغ 63 عاما بالمال والجهد في إعادة الإعمار.

يقول موريغين إنها معركة مستمرة، إذ يتطلب العمل الحرص على "شقتي وكذلك الشقق الموجودة أسفلها".

وبفضل المواد المقاومة للرطوبة التي اشترتها الجمعيات الخيرية، تم ترميم ثلاث شقق حتى الآن.

في وقت يسعى سكان العديد من المدن الأوكرانية الأخرى التي تعرضت للقصف الروسي إلى الحصول على أموال لإعادة الإعمار، بدأ المسؤولون الحكوميون والمحليون يستجيبون.

وأعلن رئيس الوزراء دنيس شميغال الأسبوع الماضي تخصيص الحكومة حوالى 3,4 مليارات هريفنا (91 مليون دولار) من أجل "أعمال الترميم".

لكن رئيس بلدية إيربين أولكسندر ماركوشين أكد أن هناك حاجة إلى المزيد.

وكتب ماركوشين على وسائل التواصل الاجتماعي في وقت سابق من هذا الشهر في "يوم المدينة" السنوي في إيربين، "نناشد المجتمع الدولي بأسره مساعدتنا في مواد البناء وتمويل إعادة الإعمار".

وأضاف "هذا أصعب يوم في تاريخ مدينة إيربين. لا يمكننا الاحتفال لأن المحتلين تركوا وراءهم أنقاضا".