إيلاف من لندن: قرَّر مدعي عام عمَّان حظر النَّشر بأيَّة أمور أو معلومات تتعلق بواقعة التسجيلات التي يُشار فيها أو يُذكر فيها مديرية الأمن العام أو مديرها السَّابق الفريق الركن حسين الحواتمة.

وأوضح قرار المدعي العام الدكتور ثائر نصَّار بأنه عملا بأحكام المادة 39 من قانون المطبوعات والنَّشر والمادة 225 من قانون العقوبات الذي تم تعميمه على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة ووسائل التواصل الاجتماعي التقيد بعدم نشر أي معلومات تتعلق بالموضوع أو مجريات التَّحقيق الأولي والابتدائي أو البحث في التكييف القانوني أو العقوبة المترتبة عليها ومنع تداول أو إعادة نشر أي صور او فيديوهات تتعلق بالقضية.

مكالمة هاتفية

وكانت تسجيلات الحواتمة مدير الأمن العام السابق المزعومة، التي اهتز لها الشارع الأردني تصدرت منذ أيام، منصات التواصل الاجتماعي المختلفة عبر تسريبات مسجلة، يوثّق بعضها مكالمة هاتفية بينه وبين سيدة، يبدو أنه يعرفها جيداً، يطالبها فيها بإزالة منشور لها قامت بنشره عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك).

وبحسب التسريب، فإنه يتضح بأن الحواتمة يتابع جيداً ما تنشره هذه السيدة، ليبلغها بأن التعليقات الواردة على المنشور تتهمه بـ"الكذب"، مما يدل أن المنشور كان يمتدح "الحواتمة"، ويشيد به، على خلفية تقديمه مساعدة للسيدة التي تحدّث معها في التسريب.
وعلى صلة في بعض رود الأفعال على التشريبات، رأى أردنيون إنها محاولات لتشويه سمعة مدير الأمن السابق من جانب تجار المخدرات الذين شن ضدهم حربا ضروسا منذ سنوات أطاح خلالها برؤوس كبيرة منهم.

رسالة الملك

وكانت معلومات رجحت بأن تلك التسريبات كانت سببا في إقالة الحواتمة من منصب مدير الأمن العام يوم 11 سبتمبر/ أيلول الحالي، حيث تم تعيين اللواء عبيدالله المعايطة خلفا له.
ووجه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني رسالة للحواتمة، قبل فيها استقالته واشاد فيها بجهوده المخلصة على مدى الفترة الماضية للاضطلاع بكل اقتدار بالواجبات الموكلة إليك في المديرية العامة للأمن العام، حماية لأمن الوطن والمواطن خلال سنوات خدمتك الطويلة في مختلف مواقع المسؤولية.

وقالت الرسالة الملكية للحواتمة: لقد توليت موقع المسؤولية بمهمة واضحة، وهي الإشراف الفوري على دمج المديرية العامة لقوات الدرك، والمديرية العامة للدفاع المدني، ضمن المديرية العامة للأمن العام وهيكلها التنظيمي، وإتمام متطلبات استكمال الإجراءات التشريعية والإدارية اللازمة لإنجاز عملية الدمج هذه بسلاسة.

اعتزاز

وتابعت الرسالة: وأما وقد أنهيت الآن وعلى أكمل وجه، المهمة التي كلفت بها في موقع المسؤولية، فإنني أعرب لك عن بالغ اعتزازي وعميق تقديري لجهودك الدؤوبة في تنفيذ الدمج والعمل لتكون المديرية العامة للأمن العام مثالا لمؤسسات الدولة المختلفة في رشاقتها وكفاءتها ومواكبتها لمختلف التطورات.

وخلص الملك في رسالته لمدير الأمن السابق الحواتمة إلى القول: اليوم تستكمل مهمتك بعد سنوات طويلة أمضيتها في خدمة وطننا بكل إخلاص وتفان، في مختلف المواقع التي توليتها، وتغادر موقعك بعد هذا الإنجاز المقدر، لتنال قسطا من الراحة ولتبقى محل ثقتنا دوما، جنديا مخلصا من جنود الوطن الحبيب. أتمنى لك دوام التوفيق، وأسأل المولى، عز وجل، أن يحفظك ويرعاك، وأن يوفقنا جميعا لخدمة الأردن وشعبه العزيز.